«الطبلاوي»: الإذاعة رفضتني 9 مرات بسبب «عنادي»

كتب: ماهر هنداوى

«الطبلاوي»: الإذاعة رفضتني 9 مرات بسبب «عنادي»

«الطبلاوي»: الإذاعة رفضتني 9 مرات بسبب «عنادي»

قال الشيخ محمد محمود الطبلاوى، نقيب قراء مصر، إن شهر رمضان، كان له مذاق آخر فى السابق، فى ظل التزام الناس بآداب الصيام، وحرصهم على العبادات، وأضاف فى حواره لـ«الوطن»: «أصبح الشباب والمسنون يجاهرون الآن بإفطارهم، ويجلسون على «المقاهى» لشرب «الشيشة» نهاراً»، وأشار إلى أنه اعتاد فى رمضان دائماً مثل كثير من الناس الإقدام على الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله بالصلاة والصوم وصلة الأرحام، وتقديم المساعدات للفقراء والمساكين والمحتاجين، وتابع: «أسعد اللحظات التى مررت بها عندما قال لى الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز، إن القرآن الكريم نزل فى الجزيرة العربية، وطبع فى إسطنبول، وقرئ فى مصر»، وكانت أحزنها عندما تعرض لمكيدة، عندما كان يقرأ فى أحد المآتم، ووُضع له سم فى «القهوة»، إلا أن عناية الله أنقذته بأعجوبة. ■ ما رأيك فى أجواء استقبال المسلمين لشهر رمضان هذا العام؟ - على الرغم من انشغال كثير من الناس بالسعى إلى الرزق وصعوبة متطلبات الحياة، فإننى أرى بشرة خير وتفاؤلاً لدى كثير من الناس، وهذا يتضح من خلال الاهتمام الكبير الذى بدا على الجميع منذ أواخر شهر شعبان لاستقبال الشهر الكريم. ■ هل اختلفت عادات المصريين فى استقبال رمضان عن العقود الماضية؟ - بالطبع، فكان لاستقبال شهر مضان مذاق آخر، أما الفترة الأخيرة فكنا نرى المقاهى مفتوحة على مصراعيها، وفيها شاب ومسنون يدخنون الشيشة جهاراً فى نهار رمضان، على عكس الماضى، أذكر أن الإخوة الأقباط من الجيران كانوا يشاركون المسلمين الصيام فلا يتناولون الطعام أو الشراب أمامهم، وأتمنى أن يكون هذا العام مختلفاً ويتحول فيه الناس إلى عمل الخير والالتزام بالأعمال الصالحة والعبادات بما يتناسب مع وقار وآداب شهر رمضان. ■ ما أهم عاداتك وتقاليدك فى هذا الشهر الكريم؟ - الحمد لله اعتدت دائماً مثل كثير من الناس، على الأعمال الصالحة والتقرب إلى الله بالصلاة والصوم وصلة الأرحام، وتقديم المساعدات للفقراء والمساكين والمحتاجين، على اعتبار أن رمضان هو شهر الإحساس بنعم الله علينا، وشكر النعم لا بد أن يكون بشكل عملى بالإكثار من الصدقات والحرص على إطعام الفقراء. ■ هل تحرص على زيارة أقاربك فى مسقط رأسك؟ - كانت أهم عادة أتمسك بها هى تناول الإفطار مع أهل قريتى ومسقط رأسى بـ«صفت جذام» مركز تلا بمحافظة المنوفية فى أول أيام رمضان ولكن هذا العام تناولنا الإفطار فى بيت العائلة، فى ميت عقبة وسنختار يوماً فى الأسبوع الثانى من الشهر الكريم لقضائه فى القرية، نظراً لظروفى الصحية. ■ ما أهم الطقوس والعادات التى تحرص عليها مع أهل قريتك فى المنوفية؟ - الهدف الأساسى من سفرى للمنوفية هو صلة الرحم والاحتفاء بالشهر الكريم بينهم، وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين منهم. ■ متى بدأت معرفة الناس بالشيخ الطبلاوى؟ - حفظت القرآن الكريم وأنا فى سن العاشرة من عمرى حفظاً وتجويداً، وكنت أتردد على الكتّاب بانتظام والتزام شديدين لأراجع القرآن مرة كل شهر، ثم اتجهت للقراءة فى الحفلات والسهرات وأنا فى الثانية عشرة، ودعيت لإحياء مآتم لكبار الموظفين والشخصيات البارزة والعائلات المعروفة بجوار مشاهير القراء الإذاعيين قبل أن تصل سنى إلى الخامسة عشرة، ونلت استحسان المستمعين. ■ لماذا رفض مسئولو إذاعة القرآن الكريم التحاقك أكثر من مرة بها؟ - هذا حقيقى، قدمت حوالى 10 مرات للاختبار بالإذاعة وإجراء المقابلات، ولم أقبل 9 مرات وقبلت فى العاشرة. ■ ما السبب فى ذلك على الرغم من شهرتك وصيتك الذى ذاع بين القراء الكبار؟ - السبب الرئيسى ليس لأى عيب فنى فى أدائى أو قراءتى، ولكن بسبب عنادى الشديد وعدم الاستجابة لطلب فايز حلاوة والموسيقار حسن الشجاعى، اللذين كانا مشرفين فى ذلك الوقت على الاختبارات فى الإذاعة. ■ ماذا طلبا منك؟ - دراسة المقامات الموسيقية، وأنا لم أقتنع بذلك، فرفضت وكلما دخلت الاختبارات ويسألنى المراقبان حلاوة والشجاعى، عن المقامات الموسيقية أقول لا أعترف بها فكان القرار منهما بوضعى فى خانة غير المقبولين. ■ لماذا كنت ترفض دراسة المقامات الموسيقية؟ - لأننى أؤمن بأن قراءة القرآن الكريم إحساس، وما دام قارئ القرآن لديه النغمة والأذن الجيدة والتجويد الدقيق ويعطى كل حرف حقه فلا يحتاج إلى دراسة المقامات، والحمد لله اجتزت الاختبارات دون دراسة المقامات. ■ إلى أى مدرسة قراءة تنتمى؟ - منذ نشأتى كقارئ للقرآن الكريم فى المناسبات، كنت شديد الحرص على الاستقلال، والتميز بشخصيتى وطريقتى، وهذا النجاح لم يأتنى بين ليلة وضحاها، ولكن بالكفاح والعرق وبذل الجهد، فلم أضع المال حاجزاً بينى وبين الهدف الذى تتوق إليه نفسى وهو الوصول إلى القمة فى مجال تلاوة القرآن الكريم، وقبلت السهرة فى شهر رمضان المبارك بثلاثة جنيهات فقط، ولكنها كانت كثيرة جداً بالنسبة لى. ■ يتردد أن نجلك محمد سيكون هو الطبلاوى الصغير فهل هذا صحيح؟ - محمد يدرس حالياً فى الفرقة الثالثة بكلية التجارة بجامعة الأزهر، وهو بالفعل الطبلاوى الصغير، ويشبهنى كثيراً فى القراءة، وصوته عذب، ودخل فى زمام قراء القرآن الكريم، وأنا أعتبره نائبى فى القراءة، لذلك اعتمد فى القراء بالجامع الأزهر ليقرأ قرآن الجمعة بدلاً منى، لأن لديه الحاسة والجودة فى التلاوة على أعلى مستوى.[SecondQuote] ■ هل التحق بالإذاعة؟ - لا، لأنه ينتظر أن ينضج أكثر، خاصة أنه مازال فى مقتبل العمر وأمامه الفرصة كبيرة إن شاء الله. ■ ماذا عن الذكريات المفرحة والحزينة التى مررت بها فى حياتك مع القراءة؟ - من الذكريات الجميلة أننى كنت بصحبة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى المملكة العربية السعودية والتقينا بالملك خالد بن عبدالعزيز، فقال لنا إن القرآن الكريم نزل فى الجزيرة العربية، وطُبع فى إسطنبول، وقرئ فى مصر، ووقتها استغربت كيف قرئ فى مصر، فقال إنه نزل على النبى صلى الله عليه وسلم فى الجزيرة العربية، بمكة والمدينة، وطُبع فى تركيا، وقراء القرآن الكريم بصوتهم العذب فى مصر، ما أسعدنى كثيراً. ■ ما الذى أحزنك؟ - كنت أقرأ فى أحد المآتم، وطلبت «فنجان قهوة» فتم إحضار الفنجان لى وتركته بجوارى على «ترابيزة صغيرة» وكلما أردت أن أشرب من الفنجان يغفلنى عنه شىء ما، كأن يسلم علينا أحد المعزين، أو أنشغل بأى شىء آخر حتى بردت القهوة، وكنت لا أحب أن أشرب أى مشروب وهو بارد، فقلت لعامل الإضاءة المسئول عن إضاءة المعزى اشرب هذا الفنجان، وعزمت عليه، وبعد أن شربه فوجئ الحضور بوقوعه على الأرض ومات، لأن الفنجان كان فيه سم.[FirstQuote] ■ من من مشايخ جيلك ومن عاصرتهم كان مقرباً إليك؟ - كثيرون، لكنى أخص منهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوى، فكان الاثنان أكثر المقربين لى وتجمعنا لقاءات وجلسات ود كثيرة، وكنت أدعى إلى مناسبات كثيرة بصحبة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، الذى كنت أجد منه الترحيب والتكريم وكان يفضلنى على نفسه فيقدمنى لأقرأ قبله ولو بدأ هو بالقراءة كان ينتهى من التلاوة بسرعة حتى أتمكن من أخذ فرصتى فيها، ما جعلنى أرتبط به بقلبى وفكرى. ■ من يشد انتباهك ويحظى بإعجابك من قراء الجيل الحالى وأنت نقيب القراء؟ - هناك كثيرون، لكنى أخص منهم الشيخ حجاج الهنداوى، والشيخ محمود الخشت، والشيخ طه النعمانى. ■ نعلم أنك سافرت كثيراً خارج مصر لقراءة القرآن فهل كان له تأثر على غير المسلمين؟ - أقول لك بالفم المليان، لقد أكرمنى الله، وجعلنى سبباً فى إسلام أكثر من 100 ألف أمريكى، لأنهم استحسنوا صوتى، عندما كنت أقرأ فى إحدى المناسبات. ■ ما رأيك فى الأوضاع حالياً فى مصر؟ - مصر تمر بمنحنى خطير للغاية، لكنى أتوقع أن تخرج منه بسلام، لأن لها رئيساً قوياً وحكيماً وقادراً على أن يعبر بها إلى بر الأمان، ورمضان هذا العام بشرة خير