ملخص حياة «حافظ»: ضلمة فى النهار.. ووحدة فى الزحمة

كتب: محمد غالب

 ملخص حياة «حافظ»: ضلمة فى النهار.. ووحدة فى الزحمة

ملخص حياة «حافظ»: ضلمة فى النهار.. ووحدة فى الزحمة

يمسك يد زوجته، يسند عليها حتى يخرج من باب الغرفة التى يسكن فيها فى «عزبة أبوحشيش»، متجهاً إلى الشارع، ظلام دامس فى عينيه على الرغم من أن الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً، تتخبط يداه على الحائط فيرفعهما، ليتأكد من عدم وجود شىء أمامه، يبعد خطوتين عن المنزل، فيشعر بالوحدة على الرغم من أن الشارع متكدس بالمارة، يأتى أحد الشباب يلقى السلام على عم «محمد حافظ»، ويمسك يده حتى يضعها على القفص الخشبى المسنود على أربع عجلات، يسير الرجل السبعينى ببطء شديد، تنظر له زوجته حتى يختفى عن عينيها. يعبر «حافظ» الشارع بمساعدة أحد المارة، ثم يجلس على الأرض فى مكانه المعتاد، لا يلتفت يميناً ولا يساراً، تأتيه إحدى السيدات لشراء «طرطور» لابنها، تعطيه الأموال فيمد يده فى اتجاه غير اتجاه يدها، فتسأله: «هو انت مش شايفنى يا حاج؟»، فيرد الرجل صاحب الـ76 عاماً بصوت منخفض: «والله مش شايف حضرتك، معلش أنا آسف». ظروف «عم حافظ» لم تمنعه من العمل، هو أب لثلاثة أولاد وبنت واحدة، عند سؤاله عنهم يرد: «أولادى سابونى كده، قالوا لى مع السلامة بعد ما ربيتهم وكبرتهم، كانوا 3 رجالة، أما البنت قاعدة مع أمها فى البيت لسه ما جوزتهاش، ورغم كده لو شفت ولادى هقول لهم شكراً وأدعيلهم». يحمل «حافظ» هماً، يفكر فى مصير ابنته وزوجته المظلم كنور عينيه: «دماغى مشغولة بيهم بفكر فيهم ليل نهار وربنا يرزقنى برزقهم». لا يشكو «عم حافظ» من فقدان نعمة البصر منذ 20 عاماً، وإنما يتألم من مرضه بحساسية الصدر والسكرى وخشونة الركبة: «ما بطلبش حاجة غير من ربنا، الشكوى لغير الله مذلة».