السفير محمد العرابي: "رمضان يعني مصر مش أي بلد تاني"

السفير محمد العرابي: "رمضان يعني مصر مش أي بلد تاني"
في الوقت الذي كان يقضيه الجميع بين الصلاة ونيل قسطًا من الراحة، حرص على العمل بجدية كونه يقيم بدول غير عربية ولا تعرف شيئًا عن الصيام في الدين الإسلامي، والتي تتنوع ساعات الامتناع فيها عن الطعام والشراب، ما جعله أكثر اشتياقًا لبلده الأصيل.
"رمضان يعني مصر، له طعم خاص وطابع مختلف مش زي أي بلد تانية".. بهذه الكلمات عبر السفير محمد العرابي، وزير خارجية مصر الأسبق، في الفترة التي أعقبت ثورة 25 يناير، خلفًا لنبيل العربي في يونيو لنفس العام، واعتبره كثيرون رائد العصر الذهبي للعلاقات المصرية الألمانية، لكونه عمل لفترة طويلة كسفيرًا لمصر ببرلين، كما تنقل بين سفارات الكويت ولندن وواشنطن، حتى شغل منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية في مارس 2011، لينضم بعد تقاعده لحزب المؤتمر الذي كان رئيسه حينها عمرو موسي الأمين السابق لجامعة الدول العربية لما يقرب من عام، حتى قدم استقالته في مايو 2014.
"العرابي" قال لـ"الوطن"، إن ظروف عمله جعلته يقضي أوقاتًا طويلة خارج البلاد، وهو ما جعله يفقد إحساسه برمضان أثناء العمل الذي لم يتغير فيه طابع يومه في البلدان الغربية على وجه الخصوص، بينما كانت الكويت الأقرب إلى القاهرة في الطقوس الاحتفالية بالشهر الكريم.
وتابع أنه كان يقضي معظم أوقاته بالشهر المبارك في العمل الذي اتسم بطبيعة خاصة وجادة طوال الوقت، موضحًا أنه كان في عدد من الدول الأوربية كانت تصل عدد ساعات الصيام إلى 8 أو 10 ساعات ما كان يجعلها مدة سهلة.
"كانت أحيانًا السفارات بتعمل غداء عمل دبلوماسي وقت الصيام، وأنا طبعًا ما كنتش ولا باكل ولا بشرب، فكانوا بيستغربوا جدا، وده كان الدافع ورا السؤال المتكرر طول الوقت (وإزاي بتقدروا تستحملوا)".. ويعتبر هذا هو الموقف الذي لازم العرابي في حياته العملية مسبقًا، وأصبح ذكرى مرتبطة معه دائمًا عن رمضان، وعن تلك النظرة الغربية التي كانت تنطوي بين ثنايا السؤال المتكرر.
واستطرد أنه عند قدومه لمصر في رمضان كان يحرص على الاستمتاع به كأي مواطن آخر، بين العبادة والبهجة وتناول الأطعمة المميزة للشهر الكريم، وأداء صلاة التراويح، ومشاهدة المسلسلات الخفيفة، بحسب وصفه، وكان دائمًا ما يجذبه أعمال الفنان نور الشريف، وعادل إمام، وحسن حسني، متوقعًا أن يحمل رمضان هذا العام طابعًا جديدًا ومختلفًا وأكثر هدوءًا عما سبقه، بعد استقرار الأوضاع المشهود لها في البلاد، ووجود روح التفاؤل الجديدة به.