الفشل فى الصادرات.. نحاسب مين؟
فاكرين طبعاً.. بعد زيارة «السيسى» لروسيا: طلع علينا «الهجَّاصين» فى وزارة الزراعة، و«المتربحين» و«النائمون فى العسل» بوزارة التجارة.. وقالوا:
هنصدَّر لروسيا حاصلات زراعية ومواد غذائية «بخمسة مليارات يورو».. بعد حظر روسيا الاستيراد من أمريكا وأوروبا.. وطلع «مُنير بيه» بتصريح شهير قال: «الكيميا شغالة كويس، بين السيسى وبوتين.. أصلهم «مستلتفين بعد»!!
وقتها قُلت لحضراتكم (فى نفس المكان): أتحدى لو صدَّرنا بميتين مليون، زيادة عن السنة اللى فاتت، لأن الوزير «فاشل»..وغضب الوزير، وكتب مقالاً بـ«المصرى اليوم» رداً على ما كتبت.. وطلع وزير الزراعة هو كمان يقول: محمود عمارة ضد التنمية!!
السؤال: ليه قُلت هذا الكلام وقتها؟
1- لأن الوزير فى أغسطس الماضى راح روسيا، ورجع يقول: إن شاء الله هنشوف هُمَّا عايزين إيه.. والموسم الشتوى للزراعة (بطاطس - بصل - ثوم) أكبر كميات بنصدَّرها لروسيا، ميعاد زراعتها فى «سبتمبر»، يعنى لسَّه إن شاء الله هنعرف؟.. وفين الملحق التجارى التابع لسيادتك، «بإيميل» يقدر فى دقيقة، يقول روسيا عايزة إيه، وبكميات قد إيه؟.. ولّا سيادته شغَّال إيه ومشغول بإيه هناك؟
2- عند اجتماع الوزير «مُنير» بالمسئولين الروس (وطبقاً لرواية المصدرين اللذين حضرا جانباً من الاجتماعات) لم يفتح معهم أى «ملف» خاص بتسهيل الصادرات الزراعية، والنفاذ لأسواقهم.. مثال: تركيا نجحت مع الروس فى: الاتفاق على تخفيض الجمارك للسلع التركية، التى تدخل روسيا.. إزاى؟
الجمارك الروسية لديها قائمة أسعار (كتالوج) مُغالى فيه، تُحدد الجمارك على أساسه.. مثال: طن البصل سعره فى (الكتالوج)3 آلاف $ والجمارك 20%.. فالمصدّر هيدفع 600 $ جمارك للطن.. وهكذا فى كل سلعة.. فماذا فعلت «تركيا»؟.. اتفقت مع الروس على: تعديل الأسعار (بالكتالوج) لتتوافق مع الواقع.. يعنى طن البصل بألف $، يبقى الضرايب عليه 200 $، وليست 600 $!!
وهكذا احتلت تركيا (الصين - المغرب وغيرهم) للأسواق الروسية، وامتلأت الأرفف والأسواق بالمنتجات الزراعية، من كل فج عميق.. عدا المنتجات المصرية.. والدليل: هات حجم الصادرات لروسيا العام الماضى، وقارن بهذا العام، لتكتشف حجم المهزلة؟
3- قالوا: فى روسيا مفيش عندهم دولارات يدفعوا ثمن السلع المصرية.. السؤال: ودفعوا إزاى للمغرب، وتركيا والصين؟!!
4- اقترحنا نتفق معاهم على:
أ- تبادل تجارى (نشترى سلاح أو غيره، ونسدِّد سلع، ونخصم من الثمن)!!.
ب- أو نبيع لهم «بالروبل» الروسى، ونسدد مشترياتنا منهم بنفس «الروبل» بتاعهم!!
(ولا حياة لمن تنادى.. ودن من طين وأخرى من عجين).. وها هى النتيجة:
الفلاحين أفلسوا وعجزوا عن سداد قروضهم للبنك الزراعى (280 ألفاً مُهددون بالسجن).. ليه؟ لأن البطاطس لم يصدَّر منها هذا العام (لأن روسيا استوردت من غيرنا، وأوروبا لديها ما كانت تُصدِّره هى أيضاً لروسيا) ولهذا وصل سعر كيلو البطاطس فى الغيط 30 قرشاً، بدلاً من 2 جنيه العام الماضى!! والبيه الوزير طلع يقول لك: أصل البطاطس المصرى (لقوا فيها عفن بنى)!!.. طيب إيه رأيك يا معالى الوزير: فى عدم تصديرنا للبصل؟
يا ترى هتكون إيه الحجة؟
«بصل مصر» هذا الموسم، أنضف من أى موسم، والسعر ببلاش.. بخمسين قرشاً الكيلو!!.. وتكلفته على المزارع «جنيه».. فلماذا لم نُصدِّر ولو نفس كمية العام الماضى أو حتى نُصها؟
هتقول لى أصل الرئيس خفَّض الدعم للصادرات.. هقول لك: بخمسين قرشاً الكيلو.. فأنت «مُدعوم» (بجنيه ونُص فى كل كيلو) من خسائر الفلاحين!!
الخلاصة: مين هيحاسب مين؟
وزير الزراعة عادل البلتاجى اللى كان مسئول وقتها (استقالوه)، ووكيل وزارته صاحب تصريح «هنصدَّر بخمسة مليارات يورو» (طلع معاش).. والمستشار التجارى فى موسكو (بيتفسّح) ويعمل شوبينج بفارق سعر العملة (الدولار كان بـ30 بقى بـ60 روبل)، ووزير التجارة مش فارقة معاه، الراجل بقى له 4 سنين وزير، وهيطلع فى أول تعديل حاملاً لقب: عميد وزراء ما بعد الثورة!!
صباح الخير سيادة الرئيس
سيادتك شخصياً شاهد شاف كل حاجة، فى علاقاتنا التجارية والعسكرية مع روسيا.. وقرأت مثلنا كل هذه التصريحات الوردية، وتمنيت مثلنا أن تتحقق هذه الأمانى.. السؤال: ماذا نحن فاعلون مع كل هؤلاء.. بعد أن اتضح للجميع أنها «أكاذيب» وليست حقائق؟ وسيادتك قلت: «إن أى تقصير.. هو فساد»!!
السؤال: هل ستتم محاسبة أحد ممن تسببوا فى هذه المأساة؟
أ- المصدِّر (اللى صدَّر بطاطس بها عفن بنى).
ب- الرقابة على الصادرات (اللى سمحت بخروجها معفنة).
ج- اللى أصدر شهادة رسمية (بأن الشحنة خالية من الأمراض).
د- التمثيل التجارى (اللى مستشاره فى موسكو نايم فى العسل).
هـ- وزيرا التجارة الحالى والزراعة السابق (المسئولان سياسياً وعملياً عما جرى)؟؟
الخلاصة: عايزين نعرف.. بعنالهم بكام.. وباعوا لنا بكام.. والأرقام لا تكذب؟؟!!
ونستأنف بعد العيد.. وكل سنة ومصر بخير وأمان.