بالفيديو| شيماء علي.. صاحبة أول مدرسة لتعليم البنات قيادة "الإسكوتر"

بالفيديو| شيماء علي.. صاحبة أول مدرسة لتعليم البنات قيادة "الإسكوتر"
"ثوري وتمردي وافعلي ما شئتي ولا تنتظري إعجاب أحد ولا تبالي لما يقوله هذا المجتمع، وارفضي ما لا يعجبك واصرخي في وجوههم (لا) هذه حياتي وليست من شأن أحد، الحياة ملك لكِ فعيشي فيها كما يحلو لكي، فقد تكون أفعالك الإيجابية خطوة نحو تفكير مجتمع بأكمله".
شيماء علي، فتاة سكندرية، قررت أن تعيش حياتها بطريقة مختلفة، فأخذت قرارًا قد يراه البعض صعبًا على فتاة في مجتمع شرقي، يضع قيودًا على أفعال الفتيات، حيث قررت شراء "إسكوتر" برفقة شقيقتها الكبرى، وجابتا به سويًا شوارع عروس البحر المتوسط، وسط نظرات دهشة وإعجاب من المارة، في الوقت الذي كانت فيه فكرة ركوب "الإسكوتر" جديدة حتى على الرجال.
"الإسكوتر" بالنسبة لها ليس وسيلة للتنزه في الشوارع، ولكن الهدف منه أن يكون بديلًا للسيارات، لتسهيل عملية الازدحام المروري، كما أنها غيَّرت النظرة التقليدية لركوب تلك الدراجة النارية، فلم تقتصر حياتها على ارتداء الأزياء المعتادة مثال "الجاكيت الأسود"، والتخفي وراء العديد من الأدوات، فكل ما تقوم به "شيماء" ارتداء خوذة الرأس فقط، مع ملابسها العادية.
لم يقف طموح شيماء عند حد ركوبها "الإسكوتر" واستخدامه وسيلة مواصلات عادية تستخدمها في الذهاب أينما تريد، لكنها أرادت أن تتحول الفكرة لثقافة عامة في المجتمع، تقبل عليها كل فتيات جيلها، فتوصلت إلى فكرة تأسيس مدرسة تحمل اسم Let’s Scoot.
تجربة خاضتها منذ 3 سنوات، ساهمت في جعلها صاحبة أول مدرسة في الإسكندرية لتعليم الفتيات قيادة "الإسكوتر"، فاستغلت مهنتها كونها مدرسة في تنفيذ فكرتها، التي قامت بها العام الماضي، بعدما توجهت إلى أحد تجار الإسكندرية، المتخصصين في بيع "الإسكوتر" حتى يعاونها في توفير "جراج" مزود بعدد من "الإسكوتر" وأدوات الأمان؛ لكي تدرب داخله الفتيات المشتركات في المدرسة.
دشنت "شيماء" صفحة تحمل اسم Let’s scoot لتكون منصة تعريف المجتمع السكندري بمدرستها الخاصة، وعلى عكس كل التوقعات شهدت الفكرة إقبالًا شديدًا من الفتيات والأهالي أيضًا، حيث انضم إلى المدرسة في أول أسبوع لها 10 فتيات، لتصل عدد الفتيات التي قامت شيماء بتعليمهن القيادة عقب مرور عامًا على المدرسة 30 فتاة.
طبيعة عمل والد شيماء، التي جعلته يتواجد بكثرة في الدول الأوروبية سهلت في إقناعه حينما قررت شراء "الإسكوتر"، إلا أنه كان يخشى عليها فقط من الشوارع، ففي أوروبا تمتاز الشوارع بالأمان وتطبيق القانون، والأماكن المخصصة لسير الدرجات النارية، على العكس من مصر، لكن ذلك لم يقف عائق أمام تحقيق طموح شيماء وشقيقتها.
ومع تجربة القيادة في الشارع السكندري على مدار 3 سنوات، أكدت شيماء أنها لم تتعرض نهائيًا لأي واقعة تحرش أو مضايقات، على عكس ما يصوره الناس لأي فتاة تفكر في قيادة "الإسكوتر"، مؤكدة أنها تلاقي تشجيعًا خلال طريقها، خاصة من الآباء والأمهات، الذين يعلنون رغبتهم في تعليم أبنائهم وبناتهم قيادة "الإسكوتر".
وأشادت شيماء بدور خطيبها في مساندتها لتحقيق تلك الفكرة، داعية المجتمع إلى قبول الفتاة كإنسان، وليس كأنثى، مناشدة "يجب أن نعلم أن الفارق بين شخص والآخر آخلاقه، والتزامه".
حرصت شيماء على نشر فكرتها أكثر، وتبلور ذلك حينما شاركت في اليوم العالمي للنساء قائدات المركبات ثنائية العجلات internationl female ride day وللمرة الأولى هذا العام تشارك النساء المصريات في هذه المناسبة، من خلال مبادرة let’s scoot لدعم النساء قائدات "السكوتر"، والذي وافق 2 مايو الماضي.