بالصور| "الشيف الطائر" مطعم متنقل يعمل بالطاقة الشمسية في الإسكندرية

روتين الجلوس على المقاهي والكافيهات الذي يغزو عالم الشباب لدرجة الملل، يفعلون نفس الأشياء ويجلسون في أماكن لا تستطيع تميز بعضها من بعض، نفس المقاعد الخشبية، نفس المشروبات والمأكولات وصوت الموسيقى الصاخب ومحاولات مستميتة من المتواجدين لرفع صوتهم على صوت الموسيقى للتحدث، ولم يستمتع أحد منهم بوقته في النهاية. الشاب أحمد جمالي، الذي لا يتجاوز الـ26 عامًا، أسس مشروع لكسر روتين تلك المقاهي والكافيهات المرسخة في ثقافة الشباب، ابتكر سيارة متحركة تعمل بالطاقة الشمسية، ملونة بألوان وزهور مبهجة ومجهزة صحيًا، لها شروط أمن صناعي ومجهزه تجهيز أوروبي، حيث أنه يوجد بها مولد كهرباء صغير و3 ثلاجات صغيرة، وعوازل كهرباء، وميكروويف 12 لمبة موفرة، ومقلاه صغيرة، Flying chef تعتبر مشروع تخرج جمالي، حيث إنه خريج الأكاديمية البحرية قسم "فن طهي". بدأ العمل بالسيارة مع 5 من أصدقائه، منذ 3 سنوات بتمويل شخصي يقدر بـ50 ألف جنيه، ولم تكن مجهزه في البداية من الناحية الصحية؛ مجرد أداة تنقل الطعام الذي يتم تحضيره من المنزل للأفراح وحفلات التخرج بالمدارس والمحال التجارية، مثلها مثل السيارات التقليدية العادية التي تنقل الطعام حتى بعد الثورة، حيث بدأ فريق العمل بتجهيزها من الناحية الصحية والديكورات والأمن الصناعي. لم يقتصر فريق العمل على الـ5 أصدقاء، فقط بل تطور الأمر لفريق أكبر يشمل بعض طلاب الجامعات مثل كلية التجارة قسم إنجليزي وكلية الحقوق، لهم شهادات صحية وكارنيهات مزاولة المهنة، "قررنا نساعد الشباب بدل ماهو قاعد على القهاوي ومش لاقي شغل". يتحرك هذا المطعم المتنقل من مكان لآخر، داخل الأسكندرية، حيث إنها توجد أحيانًا عند "فنون جميلة" أو عند "ستانلي"، تتميز السيارة بأنها متحركة وغير ثابتة لتصل إلى الجمهور بمعنى كلمة flying chef وهي "الشيف اللي بيجيلك أي مكان". تتميز السيارة بأسعارها المتوسطة فتتراوح أسعار المأكولات من 5 لـ7 جنيات، وتبدأ المشروبات في رمضان من 5 إلى 6 جنيهات وزجاجة المانجو بـ15 جنيه، غير أنها تقدم كل أنواع الطعام من الحلويات الشرقية والغربية للأكل الشعبي مثل الملوخية والممبار الذي يقدمونه بشكل غير تقليدي على شكل "دوائر". يعتبر Flying chef، مشروع غريب على الشارع المصري بل على الدولة ككل، ولم تكن الإجراءات القانونية سهلة، وقد تم إزالة المشروع أكثر من مرة حتى نجح جمالي في الحصول على تراخيص السيارة لإنه مشروع يدعم الشباب ويحاول بطريقة أو بأخرى أن يقضي على ظاهرتي الباعة الجائلين والبطالة. قرر جمالي، أن ينتشر في جميع أنحاء الإسكندرية بعد ذلك، وقد نال المشروع إعجاب نسبة كبيرة من الشارع بل ولم يقتصر التفاعل من المصريين أنما الأجانب أيضًا أعجبوا بما تقدمه سيارة الشاب السكندري؛ هذا ما شجع القائمين على المشروع بإنشاء سيارة أخرى. سوف تشارك السيارة بتوزيع عصير مجانًا بـ"أكبر مائدة رحمن" بالإسكندرية يوم 26 يونيو الجاري، وسوف تمتد من مدخل سان ستيفانو، حتى كوبري ستانلي. تتخطى طموحات هذا الشاب حد نجاح مشروعه والكسب منه، فهو يأمل أن تتحول فكرته إلى مشروع قومي يقضي على البطالة، وتحويل مسار حياة الباعة الجائلين وتطوير سياراتهم القديمة حتى تصبح مؤهلة من الناحية الصحية والشكل الخارجي لهم شخصيًا وارتداء ملابس موحدة نظيفة وهذا ما سيجعل الشركات تقدم على دعم تلك السيارات وهؤلاء الشباب.