بسبب ظروف الحرب.. حيلة الفلسطينيين للتعليم ترفع شعار «لا للاستسلام»

بسبب ظروف الحرب.. حيلة الفلسطينيين للتعليم ترفع شعار «لا للاستسلام»
- قطاع غزة
- التعليم في غزة
- مدارس غزة
- أطفال غزة
- الأونروا
- قطاع غزة
- التعليم في غزة
- مدارس غزة
- أطفال غزة
- الأونروا
مع اقتراب بداية العام الدراسي أو بدايته بالفعل في بعض الدول، يستعد الطلاب لحضور الفصول الدراسية بدءًا من تجهيز الزي الرسمي والكتب والأدوات الدراسية وغيرها، لكن الوضع يختلف تمامًا في قطاع غزة، فبعد مرور ما يقرب من العام على بداية العدوان الإسرائيلي، قصفت قوات الاحتلال معظم مدارس القطاع ودمرتها وأصبحت مجرد ركام، وتحول الباقي إلى ملاجئ تؤوي آلاف النازحين، فكيف يتعلم أطفال غزة في هذه الظروف؟
كيف يحارب أهالي غزة الأمية
منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، تعرضت معظم مدارس غزة للقصف أو تحولت إلى ملاجئ للنازحين، ما ترك 625 ألف طفل في سن المدرسة في غزة غير قادرين على حضور الفصول الدراسية، ووفقا لما ذكرته وزارة التربية والتعليم، قُتل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، حتى 2 أبريل، أكثر من 261 معلما.
بالرغم من تلك الظروف، تتمتع غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بمستويات عالية من الإلمام بالقراءة والكتابة على الصعيد الدولي، وكان نظام التعليم الذي يعاني من نقص الموارد مصدرًا نادرًا للأمل والفخر بين الفلسطينيين.
وفقا لرويترز، يعتمد أطفال غزة الآن في محاربة الأمية على عدد قليل من الفصول الارتجالية في كل منطقة، حيث يجمع معلم الأطفال ويدرس لهم محتوى تأهيليا للمدرسة.
من نماذج تلك الفصول فصل دراسي افتتحته المعلمة إسراء أبو مصطفى، والتي ترفض السماح للحرب والدمار بحرمان الأطفال من التعليم، فبعد أن هدمت غارة جوية إسرائيلية مبنى من أربعة طوابق يضم منزلها، أقامت إسراء فصلاً دراسيًا على الأنقاض تحت خيمة، وفصلها هو واحد من الخيارات القليلة المتبقية للأطفال في حيها.
بدأ المشروع بـ 35 تلميذًا وزاد هذا العدد تدريجيًا إلى 70، تتراوح أعمارهم من مرحلة ما قبل المدرسة إلى الصف السادس أي بين 11 و12 عامًا.
تدرِّس إسراء للتلاميذ دروسًا أساسية بموارد محدودة، بما في ذلك الدراسات الدينية في خيمة بعيدة كل البعد عن الفصل الدراسي التقليدي، حيث كان الأطفال يحلمون ذات يوم بالدراسة في الخارج أو أن يصبحوا أطباء ومهندسين يساعدون سكان غزة، التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة قبل وقت طويل من اندلاع الحرب.
قالت إسراء: «نحن بحاجة إلى كراسي وطاولات حتى يتمكن الأطفال من التعلم بشكل صحيح بدلاً من إجبارهم على الكتابة على الأرض».
وتتجاوز دروس إسراء كونها مجرد تدريس لمنهج دراسي، حيث توفر فصولها إحساسًا للتلاميذ بالنظام والروتين في قلب فوضى وخراب الحرب.
أطفال غزة يشكون انشغالهم بالبقاء أحياء بدلا من التفكير في التعليم
أعرب الأطفال في غزة باستمرار عن أن العودة إلى المدرسة هي إحدى أولوياتهم القصوى، حيث يوفر لهم إحساسًا بالحياة الطبيعية، وفرصًا للعب مع الأصدقاء ومواصلة تطوير المهارات والمعرفة لمستقبلهم.
لكن الأطفال بحاجة ماسة إلى علامات على أن الحياة ستعود يومًا ما إلى طبيعتها حتى يتمكنوا من التفكير في المدرسة، بدلاً من الانشغال بالبقاء على قيد الحياة، فبدلاً من ممارسة الرياضة والألعاب في ملعب المدرسة، تنتظر راما، نازحة في دير البلح، وغيرها من الأطفال في طوابير طويلة دورها لجمع المياه، والتي غالبًا ما تكون غير صالحة للشرب.
قالت راما، 12 عاما: «في الماضي كنا نفتح الحقيبة ونجد فيها كتبا، لكننا الآن نفتح الحقيبة ونجد ملابس بداخلها، ملابس للنزوح نأخذها معنا أينما ذهبنا، من مكان إلى آخر»، وفقا لرويترز.
وتابعت: «بالطبع، الأطفال الذين هم في سني وأصغر مني، يريدون جميعًا العودة إلى شمال غزة واستعادة أيامهم الدراسية والدراسة واللعب في المدرسة، لكن كل ذلك ذهب وفقدنا عامين بسبب الحرب».
وقالت هديل ماضي، البالغة من العمر ثلاثة عشر عامًا، إن لديها العديد من الأحلام، وعملت بجد في المدرسة حتى تتمكن من الدراسة في الخارج، لكن بعد أشهر من الحرب على غزة، استبدل جيش الاحتلال أولوياتها، فباتت تشغل عقلها تحديات مثل العثور على المياه، بدلا من التفكير في الذهاب للمدرسة والدراسة.
تخوف الأهالي من مستقبل التعليم في غزة
يقول «أحمد»، النازح في رفح، أب لثلاثة أطفال، معبرا عن خوفه على مستقبل أولاده إذا نجوا من القصف المستمر: «أنا لا أستطيع أن أرى حياة لهم أو مستقبلا بعد الآن».
بالنسبة لأحمد والعديد من الآباء اليائسين الآخرين، فإنهم يسعون جاهدين لإبقاء أطفالهم على قيد الحياة، لكنهم يدركون أيضًا أنه إذا نجا أطفالهم من القنابل والجوع، فإن إمكاناتهم على المدى الطويل في خطر حقيقي، وفقا لموقع «ريليف ويب».
عندما يبتعد الأطفال عن المدرسة لفترة طويلة، فإن تعلمهم لا يتوقف فحسب، بل من المحتمل أيضًا أن يتراجع، كلما طالت مدة ابتعاد الأطفال عن المدرسة، زاد خطر عدم عودتهم، وهذا يهدد آفاقهم على المدى الطويل، ولا توجد مؤشرات لعودة الدراسة في أي وقت قريب في قطاع غزة الذي دمره القصف الإسرائيلي.
هل يعود التعليم في غزة كما كان قبل الحرب؟
تقدر مجموعة التعليم أن أكثر من 90%من جميع المباني المدرسية في غزة قد تضررت أو دمرت، كما دمرت كل الجامعات في غزة.
ووفقا لسكاي نيوز، أوضح المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن أكثر من 70% من مدارس الوكالة في قطاع غزة، قد دمّرت أو تضررت، وأن أكثر من 600 ألف طفل في غزة نصفهم كانوا بمدارس الأونروا يعانون صدمة شديدة ويعيشون تحت الأنقاض محرومين من التعليم.
أي أنه حتى بعد توقف الحرب، لن يكون هناك مدارس باقية صالحة للاستخدام ليعود اليها الأطفال، كما أن معظمهم يعاني صدمات شديدة نتيجة للوضع الحالي، ما قد يؤثر على قدراتهم التعليمية.