«القاهرة - أنقرة» Zero Problems

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

 مصر وتركيا دولتان عريقتان بينهما علاقات تاريخية متأصلة الجذور، دورهما المحورى فى محيطهما الإقليمى والدولى لا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن أبداً تجاوزه أو التقليل منه، التعاون المشترك بينهما يشمل جميع المجالات الاقتصادية والتجارية، زيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التاريخية لمصر فى فبراير الماضى أسست لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون بين البلدين فى ظل إقليم يشهد تحديات كثيرة تتطلب التنسيق والتشاور بين البلدين الكبيرين، زيارة الرئيس السيسى لـ(تركيا) عمقت الصلات ودفعتها للأمام، وترأس الرئيسان -السيسى وأردوغان- الاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين مصر وتركيا، رؤى البلدين واضحة ومتطابقة حول القضايا التى تهم الشرق الأوسط والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفى القلب منها قضية فلسطين -قضية القضايا وقضية العرب المركزية الأولى- حيث يتطابق الموقف المصرى مع الموقف التركى الداعى لضرورة وقف إطلاق النار بقطاع غزة وإنهاء المأساة الإنسانية وتوصيل المساعدات لأهالى غزة الذين يعانون من مجاعة حقيقية ستمثل كارثة فى ظل عدم وجود دواء وغذاء ودقيق وكهرباء واتصالات وفى ظل تفشى الأمراض المعدية بين الأطفال والسيدات.

يتطابق الموقف المصرى والتركى فى المطالبة بضرورة خفض التصعيد فى المنطقة وعدم اتساع رقعة الصراع فى الشرق الأوسط وخفض التصعيد الحالى من جانب الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية والدعوة للبدء فى مسار يحقق تطلعات وأحلام وحقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

ترتبط مصر وتركيا بعلاقات تاريخية لا يمكن أبداً تجاهلها، والإرث الحضارى والثقافى شاهد على ذلك، فالشعبان يحملان كل الود والمحبة، والتعاون التجارى يزداد سنوياً، وهناك مساعٍ حقيقية لأن يصل حجم التبادل التجارى إلى (15) مليار دولار خلال السنوات القادمة، وهو ما يمثل رواجاً تجارياً بين البلدين، والسياحة ين البلدين تزداد وتتنامى أكثر من أى وقت مضى، لرجال الأعمال الأتراك مصانع ناجحة فى «مصر» ولـ«مصر» طلاب يدرسون فى «تركيا»، والتعاون فى مجالى النقل والزراعة يُفيد البلدين.

بصراحة: مصر وتركيا لديهما القدرة على المساهمة فى التشاور البناء فيما يخص الأزمة الليبية لتحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى هناك، «مصر» -أيضاً- رحبت بالتقارب بين تركيا وسوريا، و«مصر» عرضت وجهة نظرها حول الوضع فى السودان والصومال والتى تهدف للحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى فى السودان والصومال وتغليب الحل السياسى.

لـ(مصر وتركيا) دور كبير فى استمرار التهدئة الحالية فى منطقة جنوب شرق البحر المتوسط، «مصر» تستمر فى دورها الداعى للتعاون المشترك بين جميع الدول الشقيقة والصديقة، وتدعو للبناء وتوثيق الصلات لكى يتحقق الازدهار للشعوب وتنعم بالأمن ويعم السلام.

الخلاصة.. نجحت «مصر» فى مسعاها نحو حل عدد من المشكلات التى نشبت خلال الفترة الماضية، بل نجحت فى تحويل هذه المشكلات إلى تعاون مثمر حققت من خلاله نتائج طيبة وأغلقت صفحات قديمة وفتحت صفحات جديدة وبدأت فى بناء علاقات متميزة مع جميع الأطراف.. وهذه نظرية سياسية تُسمى (Zero Problems تصفير المشكلات)، وقد نفذت «مصر» هذه النظرية بكل حرفية واقتدار.