ترام الإسكندرية: «من جوه سياحى.. ومن بره عشوائيات»

كتب: إسراء حامد

ترام الإسكندرية: «من جوه سياحى.. ومن بره عشوائيات»

ترام الإسكندرية: «من جوه سياحى.. ومن بره عشوائيات»

لم يتمالك نفسه من الفرحة، ظل مبهوتاً من شكل الترام السياحى الجديد والخدمات الهائلة الملحقة به من مقاعد ومنضدة وإنترنت هوائى ومشروبات، أشياء لم يتخيلها من قبل، سريعاً جذب صديقه ليتوجه لاستقلال هذه الأسطورة المتجسّدة على أرض الإسكندرية حديثاً، داخل إحدى عرباته المكيفة، مد ظهره فى مكانه ليُبصر عبر النافذة ما لا يطيق، انزعج فى الحال من القمامة المتراكمة على جنبات الطريق، والأعمدة المكشوفة، والأرصفة المهدمة. حال «أحمد أبوزيد» لم يختلف عن أحوال المحيطين به من الركاب، فمعظمهم اعتاد على شكل القمامة، والإهمال فى شوارع مناطق الرمل والعصافرة وجليم، كل ما يشغلهم حالياً هو الاستمتاع بعربة مكيفة وخدمة المقهى المتنقل من محطة سان ستيفانو حتى محطة مصطفى كامل، حتى لو لم يتغير المشهد «شكل القمامة فى الشارع تحرم الترام من لقب سياحى»، قال «أحمد» الذى حاول أن يتكيف مع المكان على حاله، ويمنع نفسه من التطلع بعينيه إلى خارج النافذة، «الشوارع فيها بلاوى، من قمامة وأعمدة مكشوفة وتكاتك، كل دى حاجة بنشوفها واحنا ماشيين». اقتربت «نادية محمد» من عربات «الترام الجديد»، السيدة الخمسينية واحدة من أقدم ركاب الترام، تعتبره أحد أهم معالم الإسكندرية: «من 30 سنة باركب فى محطة الرمل، والحال ماتغيرش غير فى عربياته مؤخراً، شوية تحديثات من إنترنت إلى مشروبات، لكن يبقى الوضع مؤسفاً»، تتطلع وجيرانها لاستغلال حصيلة رسوم تذاكر الترام السياحى فى إماطة الأذى عن طريق المارة من قمامة وخلافه. الحال الذى انتقده عدد من المواطنين، وخصم من فرحتهم بالخطوة التى اتخذتها المحافظة، نفاه «محمد أبوشبانة» القائم بأعمال رئيس حى غرب الإسكندرية، مشيراً إلى أن شوارع الحى خالية من القمامة التى يجرى رفعها أولاً بأول: «نتلقى شكاوى المواطنين عن طريق غرفة عمليات مركزية، ونعمل على نظافة وجمال الحى».