50 سيدة تحاربن زواج القاصرات بالكاريكاتير.. «لسه شايفك بالضفائر»

كتب: سلوى الزغبي ويمنى وليد

50 سيدة تحاربن زواج القاصرات بالكاريكاتير.. «لسه شايفك بالضفائر»

50 سيدة تحاربن زواج القاصرات بالكاريكاتير.. «لسه شايفك بالضفائر»

صغيرة تُختطف من بين يديها عروستها، لتحل محلها، ترتدى فستانًا وطرحة زفاف؛ كالدمية التي كانت تحتضنها قبل دقائق، لتصبح هي نفسها «لعبة» بين يدي والديها اللذين يغرسانها في حياة الأزواج، وهي طفلة الروح والجسد ولا تعي ما يحدث، فتعيش المأساة حتى أنفاسها الأخيرة.

رسوم لمناهضة زواج القاصرات

مشهد متكرر يحدث يوميًا دون ضجيج، لكن انبعثت أصوات صارخة تندد بما يحدث، 50 سيدة وفتاة من محافظة البحيرة قررن الاعتراض على ما تعيشه قرى الريف من «زواج القاصرات»، فأمسكن بالريشة لأول مرة ليعبرن من خلال معرض كاريكاتيري عن تلك الأزمة وكل آثارها النفسية والجسدية على الصغيرات.«لا.. لزواج القاصرات»، عنوان الملتقى الكاريكاتيري الذى نظمته مبادرة الكاريكاتير للجميع التابعة لمؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، بالتعاون مع دوار للفنون والتنمية، وافتتحته المهندسة زكية رشاد مقررة المجلس القومي للمرأة بالبحيرة، والفنان الكبير سعيد بدوي، الذى درّب الفتيات على الرسم الكاريكاتيري.

يحكى «الصاوى»، فى حديثه لـ«الوطن»، أن اختيار محافظة البحيرة تعبيرا عن المحافظات الريفية التي تشجع على هذا الفعل، وخاصة مع انتشاره داخل البحيرة: «منطقة ريفية وبيحصل ده فيها كتير وعامل أزمة»، مشيرًا إلى أن المعرض يعد الأول من نوعه الذي يناقش تلك القضية من خلال 50 رسمًا كاريكاتيريًا، بريشة 50 فتاة وسيدة من أبناء محافظة البحيرة: «غالبية المشاركات يرسمن الكاريكاتير لأول مرة بعد حصولهن على ورشة مجانية لتعليم فن الكاريكاتير للفتيات والسيدات، استمرت لمدة خمسة أيام تحت عنوان: عَبَّري.. هتقدري».

3 لوحات تجسد انتشار الزواج المبكر بالريف

«يعنى إيه كلمة جواز فهّموني، بس قبل ما تجوزوني تفهّموني، وقبل ما تكفّنوني تعرّفوني، مش ع المقابر، وتحدفوني، دنا لسه حتى في ابتدائي مش طالبة منكم غير احتوائي، وسنتين تلاتة وع المقابر واحدفوني، إن شاء الله حتى ما تفهموني يعنى إيه كلمة جواز، بس أرجوكم تودّعوني»، كلمات خرجت من أعماق إيمان مؤمن، ابنة الـ17 عامًا، بجوار 3 رسمات كاريكاتيرية شاركت بها فى المعرض، بعدما شاهدت تلك المأساة في زواج قريناتها: «الموضوع منتشر عندنا جدًا في الأرياف، وفي بنات صحابي أعرفهم اتجوزوا من وهمّا في 3 إعدادى».

حماس طغى على المهندسة زكية رشاد، مقررة المجلس القومي للمرأة بالبحيرة، وهي تشاهد أعمال نساء البحيرة: «النتائج أبهرتني، فكل طفلة وسيدة نجحت في طرح وجهة نظرها من خلال لوحة كاريكاتيرية، ومن الرسومات التي لفتت انتباهى تجسيد فتاة تدخل القبر وبيديها عروسة، وأنا لا أطلق عليه زواج قاصرات، بل زواج الأطفال، ولابد أن يكون هناك قانون خاص بزواج القاصرات لأن من يقع ضحية هذا الزواج هم الفتيات وأولادهم».


مواضيع متعلقة