رمضان ماليزيا.. "تنظيف شوارع ودروس دينية حتى منتصف الليل"

كتب: ضحى السيد

رمضان ماليزيا.. "تنظيف شوارع ودروس دينية حتى منتصف الليل"

رمضان ماليزيا.. "تنظيف شوارع ودروس دينية حتى منتصف الليل"

لشهر رمضان مكانته الخاصة في قلوب المسلمين في شتي أرجاء الدول الإسلامية فهو شهر للرحمة، والمغفرة والتوبة كما أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، ولذلك تجد المسلمون ينتظرونه بفارغ الصبر طوال العام، وتتنوع مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل في كل دولة من الدول الإسلامية عن الأخرى، فهي وإن كانت دولا جمعها الإسلام إلا أنها تظل مختلفة عن بعضها في عاداتها، ليبقى لكل منها أسلوب له رونقه الخاص في الاحتفال بالشهر الكريم. وفور ثبوت رؤية الهلال في ماليزيا والإعلان عن بداية شهر الصوم تقوم البلديات برش الشوارع الرئيسية وتنظيف الساحات العامة ونصب الزينات والمصابيح الكهربائية في الشوارع الرئيسية، وتضاء مآذن المساجد طوال الليل ويعلن من خلالها عن دخول شهر رمضان، وتعطي الحكومة الماليزية أهمية خاصة لشهر رمضان، فتسعى لتشجيع المسلمين على العمل و الإنتاج وترصد من أجل ذلك المزيد من الحوافز و المكافآت. ويستقبل المسلمون في ماليزيا الشهر الفضيل بتنظيف الشوارع والمساجد وبتبادل عبارات التهاني فيما بينهم، وتعلق لافتات التهنئة على المحلات التجارية والتي غالبا ما تكون باللغة العربية، أما في القرى فيتجمع المواطنون في المساجد ويتبادلون التهنئة ويعلنون عن دخول شهر رمضان بقرع الطبول الكبيرة والتي يطلق عليها اسم "الدوق". وتمتلئ المساجد الماليزية في هذا الشهر بالمصلين في جميع أوقات الصلاة فهي لا تغلق مطلقا وتفتح أبوابها طوال الليل والنهار على عكس باقي أيام السنة، فتقام بها الدروس الدينية عقب صلاة التراويح و تستمر حتى منتصف الليل، وكذلك تقام عقب صلاة الفجر وتستمر حتى طلوع الشمس، ومن الجدير بالذكر أن المساجد الماليزية لا تكاد تخلو طوال الشهر الفضيل من البخور ورش العطور والروائح الزكية. وأما عن مائدة الإفطار الماليزية فيزينها مشروب محلي من التمر، وبرغم تنوع الأطباق فيها إلا أن الأرز يبقى هو الطبق الأساسي والأهم، ويكون إلى جانبه اللحم أو الفراخ، وبعد الإفطار يتم تناول الشاي أو القهوة الخفيفة، وفيما يتعلق بوجبة السحور فمن عادات المسلمين هناك تناول مشروب يسمى "الكولاك" وهو مشروب محلي يساعد على تحمل العطش في نهار رمضان كما يمد شاربه بطاقة تساعده على القيام بعمله ووجباته أثناء الصيام. ومن العادات المحببة للأسر الماليزية في هذا الشهر الحرص على تبادل الهدايا والأطعمة والحلويات فيما بينهم تدعيما لأواصر المحبة وزيادة في الترابط، كما يحرصون على قراءة القرآن كاملا في البيوت، كما تقوم الأسر بتشجيع الشباب والفتيات على حضور المسابقات الدينية التي تنظمها المساجد في العلوم الدينية والفقه والتفسير، ويتم توزيع جوائز لهم في احتفالية كبيرة تشرف عليها وزارة الشؤون الدينية وتنقلها كافة وسائل الإعلام، والتي تحرص خلال هذا الشهر على نقل الفعاليات الدينية الرمضانية، خاصة الإذاعة الدينية الماليزية والتي تقوم بإعداد برامج خاصة بهذا الشهر الفضيل. ومن العلامات البارزة في العادات الرمضانية الماليزية أنها على الرغم من التقدم التكنولوجي مازالت تولي اهتماما بالغا لمهنة "المسحراتي"، بل وتعتبره من مظاهر رمضان الأساسية.