تمراز الأحمدي.. حكاية مملوك بين أحداث التاريخ وأساطير الكرامات

تمراز الأحمدي.. حكاية مملوك بين أحداث التاريخ وأساطير الكرامات
مملوك أعتقه السلطان يرتقي في الوظائف ليصل لأعلى المناصب في الدول، إنه تمراز الأحمدي المملوك الجركسي الذي جلب إلى مصر في العام 839 هجرية، وجمعته صلة قرابة بالسلطان قايتباي، الذي أوكل إليه وظيفة "رأس نوبة النوب"، واصطحبه معه في الاحتفالات والرحلات، وعندما اشتد المرض على السلطان أناب الأمير تمراز عنه في الاحتفال بـ"وفاء النيل".
واشتهر تمراز بالفطنة والذكاء وكرم النفس، كما امتلك طائلة ساعدته على إنشاء كثير من العمائر لم يتبقى منها اليوم سوى مسجد حمل اسمه ودفن فيه وعرف باسم "جامع بهلول"، نسبه الصوفي بهلول بن إسحاق الأنباري، الذي عاش ودفن في المنطقة التي بني عليها المسجد وفي ضريح مثبت على مدخله لوحة مدون عليها عبارة "هذا مقام العارف بالله سيدي محمد البهلول، وخلف السياج الخشبي الذي يعلوه لافتة المقام يقبع ضريح مكسوي بكساء أخضر اللون مدون عليه باللون الأبيض عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله"، ووضعت أعلى الضريح سبحة زرقاء اللون كبيرة الأحجار يجاورها مصحف مزخرف.
المسجد الذي بناه الأمير تمراز في العام 867 هجرية، يقع في شارع بورسعيد في حي السيدة زينب، ويضم المسجد سبيلا وكتابا وقبة تحتضن ضريحا ومقبرة تمراز يقابها أخرى تضم ضريح لـ"بهلول بن إسحاق الأنباري"، الذي يعتقد البعض أنه شقيق هارون الرشيد، ويرون عنه الكرامات في شفاء المرضى وإعطاء المحتاج، فلا يرد زائرا جاءه طلبا لأمر من أمور دنياه، وهذا ما يعتقده زوار الضريح.
ومن زوار الضريح، رجل تجاوز عقده السابع، جاء من أقصى الصعيد أملا في العلاج ونيل البركات، هكذا يعتقد، بعد الانتهاء من صلاة الظهر وقف الرجل العجوز أمام الضريح متحدثا عن رحلة علاجه في رحاب صاحب الضريح، قائلا "كنت أعاني من مرض مزمن في الأنف وبعد أن فقدت الأمل في الشفاء، نصحني البعض بالتوجه إلى الأولياء والصالحين، الأمر الذي دفعني للمجيء إلى هنا، وبمجرد وصولي المقام أديت صلاة العصر، وغلبني النوم بجوار المقام قبل أن تفاجئني سيدة غريبة الشكل بإيقاظي وفرك أنفي وسكب الماء على وجهي، ما دفعني للنهوض باحثا عنها ولم أجدها، ومن ذلك اليوم واختفى المرض ولم أشعر به مرة أخرى".