«الأوقاف» ومؤتمر المرأة للوعي!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

في القاهرة مؤتمر مهم.. انتهى أمس على كل خير، لكنَّ أثره باقٍ وممتد.. «المرأة وبناء الوعي» هو مؤتمر لوزارة الأوقاف لا ينبغي أن يمر دون التوقف عنده.. في مشهد عام مرتبك يلعب فيه أو ينبغي أن يلعب فيه «الوعي» خط الدفاع الأول عن الوطن.. ستون دولة تناقش دور المرأة فى بناء الوعى بمحاور رئيسية له تشمل دور «المرأة فى بناء الوعى الدينى» ودور المرأة فى «بناء الوعى الثقافى» ودور المرأة فى «خدمة المجتمع» ودور المرأة فى «بناء الأسرة وتنشئة الطفل» ودور المرأة فى «تعزيز قيم التسامح والتعايش وصنع السلام» والتجربة المصرية فى «تمكين المرأة».

وعند تمكين المرأة الذى نراه فى كل مكان على أرض مصر حتى بلغت الحضور فى وظائف مهمة عديدة منها بالقضاء ومنها الحكومة ومنها المحافظ ومنها مجالس إدارات الشركات والبنوك وغيرها وغيرها من وظائف كان من الصعب فى ظل حملات متطرفة ومتشددة ترى دور المرأة فى بيتها فقط لا عمل ولا مساحة فى العمل العام، لكن هنا ينبغى التذكير بأن وزارة الأوقاف كانت فى مقدمة المؤسسات التى أفردت ووفرت مساحة مناسبة للمرأة فى أدوار وظيفية مهمة.. ولم تتخلف عما يجرى فى البلاد لأى سبب.. فمثلاً لدينا 500 واعظة معتمدة حصلن على ما يؤهلهن للقيام بهذا الدور فى الدعوة والوعظ والفتوى إذا لزم الأمر.. ولدينا -فى الوزارة نقصد- أكثر من 30 قيادة ما بين وكيل وزارة ومدير عام تحت سن الخمسين ومعظمهم من الشباب 13 منهم حاصلون على الدكتوراه.

و13 قيادة نسائية ما بين وكيل وزارة ومدير عام، ثلاث منهن حاصلات على الدكتوراه! وبالتالى يحق لوزارةٍ -للمرأة فيها مثل هذه المكانة وهذا الحضور- أن تشرف وتعقد مؤتمراً لملف مهم مثل الوعى بالنقاط الست المذكورة سابقاً.. فالمرأة عماد الأسرة.. هى الأم والزوجة والأخت والابنة.. وفى بلد مستهدف أو حتى بلاد مستهدفة، مثل بلادنا العربية توجه إليها المؤامرات لتفكيكها لا تتوقف فيها -خاصة فى حالة مصر- المؤامرة لحظة واحدة بوسائل الحروب الجديدة غير المباشرة التى اختفى فيها العدو ليفوض وكلاء عنه أو يستخدم أدوات حديثة تختلف عن صور العدوان القديم بالدبابة والطائرة والبوارج الحربية لتحل محلها الشائعات والفيديو المزيف والصورة المفبركة والاغتيال المعنوى للشخصيات العامة وبث الإحباط واليأس وتشويه الإنجازات وتضخيم السلبيات والمبالغة فيها والتشويش على أى منجز.

فى ظل كل ذلك يبدو دور المرأة شديد الأهمية لتوقظ وتنبه كل أفراد أسرتها وتحشدهم فى الاتجاه الصحيح الوارد فى استهدافات المؤتمر من تثقيف ووعى أسرى وإشاعة روح السلام والمحبة وبناء أسرة على أسس صحيحة ومتماسكة مع الوعى بدور المرأة فى الاعتماد على الذات لمواجهة الطوارئ والملمّات والمفاجآت الاجتماعية لتكون المرأة الحصن الحصين الذى يحفظ الأسرة ويكون حاصل مجموع الأسر هو المجتمع كله الذى سيكون عندئذ بالصورة المثالية أو حتى شبه المثالية التى نرجوها.

تحية وزير الأوقاف للمرأة الفلسطينية باعتبارها نموذجاً فى الصمود والصبر هى تحية تمثل كل مصرى مثلنا فيها جميعاً الدكتور الأزهرى.

المشهد كله جيد ننتظره كل عام بإذن الله.