"مصاص الدماء".. نبات يتغذى على جيرانه ويسلبها الحياة في إنجلترا

كتب: هاني البدري

"مصاص الدماء".. نبات يتغذى على جيرانه ويسلبها الحياة في إنجلترا

"مصاص الدماء".. نبات يتغذى على جيرانه ويسلبها الحياة في إنجلترا

قام فريق من الباحثين بإجراء دراسة على نبات طفيلي يعرف بأنه "مصاص دماء"، يسمى علميا "راينانثوس ماينور"، هو "عرف الديك" أو "الجلجل الأصفر الصغير"، الذي يسلب الحياة من النباتات التي تجاوره بعد أن يتغذى عليها، وتم التطبيق في مساحات صغيرة من الأرض في أحد المروج جنوبي إنجلترا، بحسب "بي بي سي عربي". وأضافت "بي بي سي"، أن الفريق عقد مقارنة بين قطع محددة من الأراضي، سواء التي نزع منها ذلك النبات الطفيلي، أو التي تركه فيها كما هو، أو تلك التي تضاعف فيها وجوده بشكل مكثف، وكان هناك 13 قطعة أرض من كل نوع من تلك الأراضي. وكما كان متوقعاً، قل حجم النباتات الكلي في الأماكن التي كان يوجد بها ذلك النبات الطفيلي بكثرة، ولكن بينما قلت أعداد النباتات بشكل عام، لوحظ أيضا زيادة في تنوع النباتات من فصائل أخرى كانت تنمو بالقرب من نبات "عرف الديك". وأوضحت الدراسة أن الضحية الأساسية للنباتات الطفيلية هي الأعشاب، وعندما يُخنق العشب على هذه الشاكلة يسمح لنباتات أخرى بالنمو والازدهار. والأكثر إثارة للدهشة هو أن الباحثين توصلوا إلى أن "اللافقاريات" هي الأخرى زاد عددها، كما زاد عدد الحيوانات التي تتغذي على تلك اللافقاريات، فيما تضاعف أعداد الحيوانات اللافقارية في المحيط، ولم يكن الأمر مقتصراً على الكائنات التي تتغذى على النباتات، بل امتد إلى مفترسي هذه الحيوانات التي تقتات على الأعشاب. وذكرت الباحثة ليبي جون، من جامعة لينكولن في بريطانيا "إذا لم يستطع هذا النبات التعلق بأي شيء، أو إذا نما بمفرده بأصيص صغير، فإنه لا يمكن أن يزيد ارتفاعه عن بضعة سنتيمترات"، وتابعت "هناك أنواع وتشمل "الديدان، والخنافس، والديدان الحلزونية، وقمل الخشب، والدبابير، والعناكب". وتظهر الدراسة التي نشرت في مجلة "جورنال إيكولوجي"، المختصة بعلوم البيئة، أنه لأول مرة يكون لتلك النباتات الطفيلية أثر إيجابي أبعد من سلسلة الغذاء، وأشارت الدراسة أن الأمر يعود إلى تغير في المناخ المحلي، إذ تستطيع النباتات الطفيلية من خلال تقليص الغطاء العشبي إتاحة المجال لمزيد من ضوء الشمس الباعث على الدفء. وأضافت "إنه ربما كانت الزهور البرية الزائدة أكثر جذباً من الأعشاب بالنسبة للكائنات آكلة النباتات، مما يجعلها تأتي لتتغذى هناك"، وتقول سو هارتلي كبيرة الباحثين في جامعة يورك ببريطانيا "هذا الكشف العلمي يمكن أن يساعد في الحفاظ على مجموعات النباتات والحيوانات العشبية وتحديد أماكنها، ومثل هذه المناطق غنية بشكل غير عادي بهذه الأنواع، لكنها نادرة ومهددة بالانقراض". وأضافت ارتلي "لم يجل بعقل أي منا إمكانية أن تكون هناك مثل هذه التأثيرات المثيرة والإيجابية على مكونات المجتمع العشبي الأخرى".