حرب غزة وتجزيء الوطن العربي

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

يفضح الموقف في غزة مبادئ العالم تجاه قضايا الحق والعدل خاصة العالم الغربي الذي تتزعمه أمريكا . ترك العالم إسرائيل تدمر غزة عدة مرات لدرجة أن رفع الركام وإعادة بناء غزة يتطلب 15 عاما على الأقل بخلاف ما جرى للبشر من قتل وتشريد وتجويع . المسألة لا تنفصل عن أغراض الغرب بقيادة أمريكا لفرص التوسع الصهيوني والتهامه أراضي عربية أخرى – ليس هناك أراض غير عربية – حتى تصبح إسرائيل الكبرى التي تملك المساحة الكافية لتأسيس دولة كبرى أو ربما في يوم ما دولة عظمى – حسبما يفكرون ويخططون - .

إن التمعن في أبعاد الأهداف الأمريكية التي تعدها استراتيجية ثابتة تعمل على تحقيقها في المنطقة العربية، يدرك أن المخططات الغربية تسعى إلى إعادة رسم خريطة المنطقة العربية بعد إدماجها فيما يسمى الشرق الأوسط الذي أعيد تسميته عدة مرات، إحداها سمي بالكبير ومرة أخرى سمي بالحديث . إن أمريكا وحلفاءها يتلاعبون بالخرائط والجغرافيا السياسية كما يشاءون فالأوضاع العالمية في صالحهم وميزان القوى العسكري والسياسي الدولي الحالي يضع هذه الجبهة في موقع القوة المتفوقة التي تأخذ زمام المبادرة كيفما تشاء.

تعيد أمريكا توسيع حدود الشرق الأوسط ليشمل حلفاء جدد لها في منطقة القرن الإفريقي وكذلك في مناطق آسيوية مثل باكستان وغيرها وهو ما يجعل المنطقة مشاعا وهدفها الأصلي والنهائي إعادة تطبيق نسخة محدثة من اتفاقية – سايكس بيكو – التي على إثرها تم تقسيم العالم العربي إلى دول بدلا من أن يكون دولة وأمة واحدة . تهدف الخطط إلى تقسيم المنطقة المترامية الأطراف إلى دويلات . حتى لا تكون هناك دولة أكبر من إسرائيل رأس حربة الاستعمار .

كانت بداية تطبيق النسخة الثانية من سايكس بيكو حرب عاصفة الصحراء وغزو العراق وتفتيته وهي حرب فارقة في تاريخ المنطقة لإحكام السيطرة العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية على الوطن العرب والأمة الإسلامية . وأهم وأول الأهداف تصفية القضية الفلسطينية لصالح الصهيونية وإسرائيل الكبرى .

علينا أن ندرك ما يدور حولنا وما يدبر لنا وأن نواجه ما يحدث بوحدتنا والسعي لإفشال هذه المخططات الاستعمارية بوجهها المحدث.