الظروف الخارجية والمعارضة والاقتصاد
(وقت الأزمة) لا فرق بين «مؤيد» و«معارض»، وهذا لن يعيب المعارض فى شىء، بالعكس سيُضيف إلى رصيده وسيجعل منه معارضاً محترماً ومسئولاً ووطنياً.. (وقت الشدة) لا بد أن يكون الجميع «إيد واحدة» حتى تزول الغُمَّة وتنحصر.. (وقت الخطر) علينا جميعاً أن نكون صفاً واحداً لمواجهته والتصدى له.. (وقت التوترات) التى تحيط بنا لا بد من أن نُوفِّر طاقاتنا ونُوجهها نحو الاصطفاف الوطنى ونبتعد عن الخلافات ونُؤجلها ونطوى صفحتها إلى أجل بعيد.
«الظروف الخارجية» لا تنفصل عن «الظروف الداخلية»، والاثنتان -الخارجية والداخلية- لا تنفصلان عن «الظروف الاجتماعية».. بمعنى: لن أقبل بأى رأى مُعارض يقول (لن أنظر للأحداث الخارجية).. لا.. الأحداث الخارجية فى منطقة الشرق الأوسط أثرت -بالطبع- على كل دول المنطقة، بل أثرت على كل دول العالم، أثرت سياسياً واقتصادياً بطبيعة الحال.. فالتوتر فى البحر الأحمر أثر على حركة الملاحة الدولية وقلَّ عدد الشاحنات التى تأتى للعبور من مضيق باب المندب، فتأثرت قناة السويس، وإيرادات القناة نقصت، وبالتالى زادت أسعار السلع والمنتجات فى كل دول العالم، زادت الأسعار فى أوروبا وأمريكا وآسيا، لأن السلع والمنتجات تنتقل من الشرق للغرب والعكس، زاد سعر برميل البترول لأن التوترات والاضطرابات أثرت على سير السفن المحملة بالبترول من دول الخليج لأوروبا، نقصت الشاحنات العابرة، فزادت الأسعار.
الدولة تُبنى بالمشاركة، مشاركة الجميع، لن يبنى الدولة حزب واحد، لكن تُبنى الدولة بمشاركة الأحزاب وبالأفكار وبالعمل وبالتنمية وبالتضحية، مشاركة فعالة وبجهود خالصة وتعاون مستمر ومُثمر، لذلك لا أنتظر أن يأتى إلىَّ أحد المعارضين ويجلس على مقعده ويضع «رِجلاً على رجل» ويُمسك بسيجارة وينفخ فيها ويُخرج دخانه فى وجهى ويقول لى -بفذلكة-: لا علاقة لى بالأحداث السياسية الخارجية المحيطة بالدولة.
لابد أن يعلم الجميع أن (الاقتصاد) يُشعل الحروب أو يمنعها ويصنع السلام، ولا بد أن يعلم الجميع أن (الاقتصاد) مُحرك السياسة وصانعها ومتأثر بها فى نهاية المطاف، ولا بد -أيضاً- أن يعلم الجميع أن (الاقتصاد) يحتاج استقراراً لكى يحقق معدلات مرتفعة.
هُنا أتحدث عن المعارض البنَّاء الذى يعارض من الداخل ويختلف معى فى الرؤى، فالاختلاف فى الرأى لا يُفسد للود قضية، وكم من مُعارض ارتقى إلى منصب رفيع أو منصب وزارى، وكم من معارضين سابقين تولوا مناصب وزارية فيما بعد، وكم من مسئولين كانوا فى الأصل معارضين.. لا علاقة لى بالإخوانى الذى هرب للخارج لأنه مطلوب فى قضايا تطرف وعنف وتحريض وإرهاب وهرب واستقر بالخارج وهناك أطلق على نفسه لقب (معارض).. أرى أن الإخوان الهاربين بالخارج هدامون مُغرضون لهم أهداف خبيثة معروفة سلفاً.
معارضو الداخل فى الأحزاب السياسية لهم منا احترام شديد، نختلف معهم فى قضايا، نتفق معهم فى قضايا أخرى، هذا أمر صحى، فهُم لديهم أفكار يسعون لتطبيقها، وهذا ليس عيباً بل من حقهم.. والحقيقة الثابتة لدىَّ تقول: الأحزاب المصرية تُعارض بكل جسارة وهُم مُحبون للوطن وأوفياء له، يفرحون لفرح الوطن، يحزنون لحزن الوطن، لديهم كوادر وكفاءات فى كل المجالات ويصطفون بجانب الوطن وقت التحديات والمخاطر.