مصر تطالب بتكاتف دولى لإنهاء الأزمة الليبية

كتب: هانى الوزيرى

مصر تطالب بتكاتف دولى لإنهاء الأزمة الليبية

مصر تطالب بتكاتف دولى لإنهاء الأزمة الليبية

اختتمت، أمس، اجتماعات الدورة الـ27 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأفريقى بعاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبرج، حيث بحث الوزراء تنفيذ الخطة العشرية للاتحاد، وتحسين عمله والتكامل القارى والحكم الرشيد وتمكين المرأة، إلى جانب النزاعات والصراعات فى أفريقيا، فيما يصل اليوم، المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إلى جوهانسبرج ليترأس وفد مصر فى القمة الأفريقية الـ25 نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى تعقد غداً وبعد غد، وسط تشديدات أمنية من قبل جنوب أفريقيا على محيط قاعة المؤتمرات. ويضم الوفد المصرى، «محلب»، ووزيرى الخارجية والبيئة، وترأس السفير سامح شكرى، وزير الخارجية، أمس، وفد مصر فى الاجتماع الرابع لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بليبيا، الذى عقد على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقى، بحضور وزراء خارجية دول جوار ليبيا والمبعوث الأممى للأمم المتحدة لليبيا، برناردينو ليون ووزراء خارجية عدد من الدول الأفريقية والأوروبية والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمتابعة الأزمة الليبية. وقال «شكرى» عقب انتهاء اللقاء للصحفيين: «إن مصر أكدت فى بيانها أمام الاجتماع ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للخروج من الأزمة الحالية فى ليبيا التى وصلت إلى حد بات من غير المقبول استمراره، مطالبة المجتمع الدولى بالاستماع إلى مطالب الحكومة الشرعية فى ليبيا والتجاوب معها». وأضاف: «أنه حرص خلال الاجتماع على إحاطة المشاركين بنتائج الملتقى الثانى للقبائل الليبية الذى استضافته مصر بحضور أكثر من ٣٠٠ مشارك من كبار ممثلى القبائل الليبية، وأهمها الإعلان عن إنشاء مجلس للقبائل الليبية كإطار جامع يسهم فى حلحلة الأزمة، سواء من خلال بناء التوافق السياسى أو مراقبة أية ترتيبات أمنية يتم الاتفاق عليها فى المرحلة المقبلة».[FirstQuote] وأوضح أنه أكد لأعضاء مجموعة الاتصال، أن مصر مع تثمينها للمشروع الرابع المطروح من جانب المبعوث الأممى «ليون» للحل السياسى فى ليبيا، إلا أنه يود أن يلفت النظر أنه قد سبقه ثلاثة مشاريع قبلتها الحكومة الليبية جميعها ورفضتها الأطراف الأخرى، وأنه يجب إتاحة الفرصة للحكومة الشرعية والأطراف الأخرى لدراسة المشروع الأخير وعدم القفز إلى استنتاجات متعجلة بشأن مواقف الأطراف تجاه المشروع. ومن جانبه، أشاد المبعوث الأممى لليبيا، فى كلمته أمام اجتماع مجموعة الاتصال، بالمبادرة المصرية بعقد مؤتمر القبائل الليبية فى القاهرة فى شهر مايو الماضى، بالإضافة إلى مؤتمر مسئولى المحليات الليبية فى تونس، واجتماع دول جوار ليبيا الذى عقد مؤخراً فى تشاد، مشيراً إلى أن مثل تلك المبادرات المهمة تصب جميعها فى تحقيق هدف إنهاء الأزمة الليبية وبناء أرضية صلبة يتم على أساسها إقامة عملية سياسية تتسم بالشمولية. وأشار «ليون» إلى الوضع الإنسانى المتأزم للغاية فى ليبيا، وتزايد أعداد النازحين والمختطفين، بالإضافة إلى وجود أكثر من مليون لاجئ ليبى فى الخارج، معرباً عن قلقه البالغ نتيجة استمرار تأزم الوضع الأمنى، واستمرار نهج تنظيم داعش الرافض للحل السلمى للأزمة وإعاقة عملية المصالحة الوطنية. فى سياق متصل، التقى «شكرى» مع نظيره الإثيوبى تواضروس أدهانوم، مساء أمس الأول، فى جنوب أفريقيا، وقال شكرى: «إنه حرص على الاجتماع مع نظيره الإثيوبى بعد مرور يوم واحد على انعقاد القمة المصرية الإثيوبية السودانية بشرم الشيخ على هامش قمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة، وذلك لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الرؤساء بشأن تشكيل لجنة عليا ثلاثية لدعم وتطوير مجالات التعاون المختلفة، بالإضافة إلى متابعة التشاور بشأن ملف سد النهضة وأهمية أن تتم ترجمة التطور الإيجابى والسريع فى العلاقات السياسية بين الدول الثلاث إلى تقدم مماثل على مستوى الفرق الفنية، وبما يضمن البدء الفورى والسريع فى إعداد الدراسات الخاصة بآثار السد المحتملة على دول المصب». وأضاف «شكرى»: «تطرق اللقاء إلى الموضوعات المختلفة المطروحة على جدول أعمال قمة الاتحاد الأفريقى، حيث حرصنا على تنسيق المواقف تجاه تلك الموضوعات، لاسيما ما يتعلق منها بالأزمة الليبية، وموضوع إصلاح منظومة عمل الاتحاد الأفريقى، وموضوعات مكافحة الإرهاب، وأجندة التنمية الشاملة للاتحاد الأفريقى حتى عام 2063». والتقى «شكرى» مع عدد من وزراء خارجية الدول الأفريقية، حيث عقد لقاء مع وزيرة خارجية كينيا، أمينة محمد، وبحث معها تقييم نتائج قمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة التى عقدت بشرم الشيخ مؤخراً، وتباحث الوزيران سبل تعزيز العلاقات الثنائية وخارطة طريق تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين خلال اللجنة المشتركة التى عقدت فى نيروبى مؤخراً، كما عقد اجتماعات مع كل من وزير خارجية الجزائر، رمطان العمامرة، ومفوض السلم والأمن الأفريقى، إسماعيل شرقى، للتشاور حول تطورات الملف الليبى. فى سياق متصل، أشادت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقى الدكتورة نكوسازانا دلامينى - زوما بإنشاء سوق مشتركة بين دول شرق وجنوب أفريقيا، التى صدقت عليها مصر خلال قمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاثة (الساداك والكوميسا ومجموعة دول شرق أفريقيا) والتى عقدت بشرم الشيخ مؤخراً، وقالت «زوما»، إن هذه السوق تعد الخطوة الأولى نحو إنشاء منطقة للتجارة الحرة بالقارة، وطالبت بوضع حد لظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشيرة إلى ضرورة تطوير الفرص فى القارة لشبابها، وحرية حركة السلع والأشخاص عبر القارة.