معركة فقهية بين "الأزهر" والشيعة على "لحوم حمير الفيوم"

كتب: إسراء طلعت

معركة فقهية بين "الأزهر" والشيعة على "لحوم حمير الفيوم"

معركة فقهية بين "الأزهر" والشيعة على "لحوم حمير الفيوم"

أفتت قيادات الشيعة بتحليل أكل لحم الحمير، وذلك بعد أن تم ضبط مزرعة فى الفيوم تذبح الحمير قبل عدة أيام، فيما رفضت قيادات الأزهر ذلك مؤكدين حرمة تناول هذه اللحوم. وقال عماد الديب القيادى الشيعى: «إنه فى كتاب الأطعمة، وبالتحديد فى باب - عرق العضد، حديث قتادة أن الصحابة اصطادوا حماراً وأكلوا منه وسألوا النبى فقال هل معكم منه شىء فناوله قتادة العضد فأكلها وهم محرمون»، وأضاف لـ«الوطن»: «وفى كتاب الذبائح والصيد جاء فى التصيد، من حديث قتادة أنهم اصطادوا حماراً وأكل منه الصحابة وسألوا النبى فقال «إنما هى طعمة أطعمكم إياها الله»، وفى رواية أخرى بنفس الباب قال النبى «هل معكم من لحمه شىء». ورصدت «الوطن» بعض الفتاوى الشيعية على مواقع تابعة للمذهب، تحلل أكل لحوم الحمير وتحريمها أكل لحم الأرنب والغزلان، فجاء وفقاً لمرجع محمد صادق الروحانى، المرجع الشيعى الإيرانى، أنه وفى خبر أبى الجارود عنه عليه السلام أنه «سمعته يقول: إن المسلمين كانوا جهدوا فى خيبر، فأسرعوا فى دوابهم، فأمرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإكفاء القدور، ولم يقل إنها حرام، وكان ذلك إبقاءً على الدواب». وقد أفتى أدمن الموقع فى رده على سؤال آخر عن حرمة أكل لحوم الحمير، بأن أكلها حلال، وقال لما قاله الزيلعى فى نصب الراية «فحرمة لحم الحمار فى الصحيحين عن جابر أن النبى نهى عن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، وإباحته فى سنن أبى داود من حديث غالب بن أبجر قال أصابتنا سنة فلم يكن فى مالى شىء أطعم أهلى إلا شىء من حمر، وقد كان النبى حرّم لحوم الحمر الأهلية فأتيت النبى فقلت يا رسول الله أصابتنا السنة، ولم يكن فى مالى ما أطعم أهلى إلا سمان حمر وإنك حرمت لحوم الحمر الأهلية، فقال أطعم أهلك من سمين حمرك، فإنما حرمتها من أجل جوال القرية». وفى خبر زرارة ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر: سألاه عن أكل لحوم الحمير الأهلية، فقال: نهى رسول الله عن أكلها يوم خيبر، وإنما نهى عن أكلها فى ذلك الوقت، لأنها كانت حمولة للناس، وإنما الحرام ما حرم الله فى القرآن». فى المقابل: قال الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف لـ«الوطن»: الحمر تنقسم إلى قسمين: الأهلية التى تعيش بيننا فهى للركوب والزينة قال الله فيها «والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة»، أما الحمر الوحشية التى تعيش كالغزلان فى الصحارى فيجوز أكلها عند بعض العلماء، والبعض الآخر يؤكد أنه لا يجوز أكلها إلا فى الضرورة، واختلفوا فى أكل البغال، مؤكدين أنه لا يجوز اتخاذها إلا لأمر الركوب واتخاذها زينة ولتحمل الأثقال. وأضاف: يقصد البخارى الحُمر التى تعيش فى الصحراء وليست الحُمر الأهلية كما يستدل بعض الشيعة أن لحمها حلال وفقاً لحديث رواه البخارى، مؤكداً أنه يجب على من ذبح حُمراً أهلية أن يقدم للقانون لمعاقبته. وتابع: الشيعة لا يحلون الحمر فقط، فهم يحللون جواز المتعة ويحرمون القرآن ويقدسون عمامتهم عن النبى، مؤكداً أنهم بعيدون عن الإسلام الصحيح. وقال أسامة القوصى، أحد كبار مشايخ السلفية، لـ«الوطن»: «إنه لا شك أن لحوم الحمير محرمة»، مؤكداً أنها «أُحلت للضرورة، وبعد ذلك تم تحريمها إلى يوم القيامة، كما أن النسخ موجود فى ديننا وبالتالى هذا الحل من جانب النبى صلى الله عليه وسلم كان مؤقتاً». وأشار «القوصى» إلى أن الحمير نوعان: الأهلية وهى محرمة إلى يوم القيامة، والوحشية وهى محللة إلى يوم القيامة فى وقت الضرورة، كما أنها حيوانات نادرة هذه الأيام وهى تشبه فى طريقة أكلها الغزلان أو الظبى. وتابع: «لابد من التفريق بين اللحوم الأهلية واللحوم الوحشية، وكثير من الناس لا يعرفون أن لحوم الخيل حلال إلى يوم القيامة، فكان هذا للضرورة فقط، ولا يجب على الشيعة استحلال ما حرم الله، لمجرد أن النبى قد أحله لوقت معين كشرب الخمر الذى أحله النبى لفترة وبعدها حرّمه إلى يوم القيامة».