ينتظرون «نتنياهو» على حبل المشنقة

عماد فؤاد

عماد فؤاد

كاتب صحفي

لم يكتف الإعلام الإسرائيلي بمتابعة واقعة تعرض الرئيس الأمريكي السابق «دونالد ترامب» لمحاولة اغتيال كحدث عارض يبعد آلاف الأميال عن «تل أبيب»، وتعددت التقارير عن احتمالات تعرض «بنيامين نتنياهو» رئيس حكومة الكيان الصهيونى لحادث مماثل.

وعلى حسابه على منصة «إكس»، عرض سكرتير مجلس الوزراء الإسرائيلي «يوسى فوكس»، مقاطع فيديو لمتظاهرين ضد الحكومة، أثناء انعقاد اجتماعها الأسبوعي، وهم يطلقون شعارات تحريضية ضد «نتنياهو»، وكان من بينهم امرأة، عرفتها صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، بأنها زوجة ابن رهينة محتجز في غزة، وسمعها الجميع بوضوح وهى تقول: «نحن ننتظر نتنياهو على حبل المشنقة».

وأكد عدد من المراقبين أن مثل هذه التهديدات، التي تتناسب طردياً مع تزايد الغضب، قد تؤدى فى النهاية إلى «اغتيال رئيس الوزراء».

وعلى خط المواجهة دخل «يائير» نجل «نتنياهو»، وهاجم معارضى والده، وحذر عبر حسابه الرسمى على منصة «إكس» من تعرضه لمثل ما تعرض له «ترامب»، وكتب «تحريض اليسار والإعلام ضد رئيس الوزراء يجب أن يتوقف هنا والآن».

واتفق عدد من الوزراء الإسرائيليين، مع نجل «نتنياهو»، قارنوا الغضب ضد رئيس الحكومة بالتهديدات التى تعرض لها «ترامب» قبل محاولة اغتياله، وحذّروا من أن تصاعد القلق فى إسرائيل، قد يؤدى إلى حدوث أمر مشابه تماماً مع «نتنياهو».

وقال «جى ليفى» المتحدث باسم حزب «الليكود»، إن التحريض الذى أدى إلى محاولة اغتيال «ترامب» فى الولايات المتحدة، يبدو معتدلاً، إذا تمت مقارنته بحملة التحريض الخطيرة، والمستمرة منذ عامين (قبل بداية العدوان الهمجى على غزة) ضد رئيس الوزراء.

وأشار «ليفى» إلى أن تلك الحملة يقودها جنرالات سابقون، وأعضاء من النخبة العميقة الجذور فى المجتمع الإسرائيلى، وقطاعات كبيرة من وسائل الإعلام، ويشجعها أعضاء المعارضة بطرق غير شرعية، ويتم تمويلها بمئات الملايين من الدولارات، يقودها جنرالات سابقون.

وقال المتحدث باسم «الليكود»: «إذا حدث هذا لنا، فلن تكون الدماء إلا على أيدى كل هؤلاء».

واتهمت الوزيرة «أوريت ستروك» التى تنتمى إلى اليمين المتطرف، فى تصريح للموقع الإلكترونى لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شين بيت)، بعدم القيام بما يكفى لضمان سلامة «نتنياهو»، بعد أن أصبح هدفاً لمحاولة اغتيال، بسبب تصاعد حدة التحريض ضده.

رئيس حكومة الكيان الصهيونى أصبح محاصراً بالغضب من كل الاتجاهات، سواء فى الشارع الإسرائيلي، أو على مستوى العالم كله الذي يراه الآن كمجرم حرب يستأهل المحاسبة، ولم تستطع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية كتمان غضبها هي الأخرى، بسبب الضغوط التى تتعرض لها، واتهامات «نتنياهو» العلنية لها بالتقصير.

وتنفجر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أيضاً من شدة الغضب، وقبل أربعة شهور أرسل «هرتسى هاليفى» رئيس أركان جيش الاحتلال، رسالة واضحة لمجلس الحرب، حذر فيها من خطورة عدم مناقشة البديل السياسي لحركة «حماس» فى غزة، وعلق «نتنياهو» على الرسالة: «لا مناقشة لخطة ما بعد الحرب قبل القضاء على حماس، وعقب وزير الدفاع «جالانت» قائلاً: «لن نستطيع القضاء على حماس بدون خلق بديل سياسى لها».

وقف المحللون الإسرائيليون أمام هذا الجدل، باعتباره رسالة لا تحتمل سوى التأكيد على الفشل في تحقيق نتائج الحرب، وبدء التحضير لمرحلة التبرير، والبحث عن المسئول عن هذا الفشل.

فى كل الأحوال ينتظر «جزار تل أبيب» مصيره التعس، ولن يفلت بجريمته سالماً، وسيراه العالم كله إما خلف القضبان، أو على حبل المشنقة، وهذا سيحدث بالقطع، إذا أفلت من الاغتيال.