محمود فوزي السيد يكتب: تامر Show والعلمين.. أن تصنع حفل «لايف» ناجحا
- العالم علمين
- مهرجان العلمين
- " تامر Show والعلمين"
- عالم الحفلات اللايف
- العالم علمين
- مهرجان العلمين
- " تامر Show والعلمين"
- عالم الحفلات اللايف
الفنان المناسب على المسرح المناسب.. عبارة ربما لخصت حالة الانسجام التي عاشها تامر حسنى مع مسرح U Arena وجمهوره خلال حفله في مهرجان العلمين نهاية الأسبوع الماضي؛ الحفل الذى يأتي ضمن خريطة حفلات تم إعدادها على أعلى مستوى لمهرجان العلمين في نسخته الثانية؛ والذى جاء ليؤكد على رؤية مختلفة لتقديم كل سبل النجاح للمهرجان وحفلاته.
وكما لم تبخل إدارة المهرجان على حفلاتها بكافة عوامل الإبهار؛ كان تامر حسنى - الجزء الآخر من المعادلة - على قدر المسئولية أمام الجمهور عندما قرر استثمار كل تلك الإمكانيات لتقديم واحد من أقوى حفلات المهرجان هذا العام.
معادلة النجاح في عالم الحفلات اللايف بسيطة لمن أراد أن يختلف أو أن يخلق لنفسه مساحة خاصة تكتب باسمه في هذا العالم الواسع؛ وهى معادلة من طرفين أولهما الجهة المنظمة للحفل وهى هنا إدارة مهرجان العلمين المسئولة عن كل تجهيزات الحفل، بداية من شكل المسرح وتصميم الإضاءة والشاشات، مروراً بتأمين وتنظيم حركة دخول وخروج الجمهور إلى مكان الحفل بسهولة وبدون أية عقبات - وهو أمر لو تعلمون عظيم - وتصويره بأحدث الوسائل والتقنيات ونقله للجمهور عبر الشاشات باحترافية شديدة، وهو الأمر الذى شاهدناه وشهدنا على حدوثه في أفضل صوره منذ بداية المهرجان من قبل إدارته.
أما الطرف الثاني فهو الفنان نجم الحفل؛ وهو المسئول عن الوجبة الفنية المفترض تقديمها للجمهور من أغنيات جديدة أو قديمة واستعراضات وأفكار جديدة من أجل استغلال كافة الإمكانيات المقدمة له من جهة تنظيم الحفل.
وهنا بالتحديد هي النقطة الفاصلة في أسباب نجاح حفل تامر حسنى الأخير؛ حيث قدمت إدارة مهرجان العلمين كل ما يلزم لإخراج حفل عالمي في تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة من مسرح عملاق وتصميمات إضاءة على أعلى مستوى ودعاية قوية سبقت الحفل بفترة طويلة، مما تسبب في حضور جماهيرى ضخم كالعادة فى حفلات المهرجان.
وكان الجزء الآخر فى المعادلة هو ما قدمه تامر حسنى للجمهور.. من يعرف «تامر» يعلم عنه أنه ومنذ أكثر من عشر سنوات قرر تبنى الفكر الغربى فى تنفيذ حفلاته؛ حيث لا يقتصر الأمر هناك على تقديم عدة أغنيات جديدة من المطرب مع بعض التفاعل من الجمهور؛ وهو الشكل التقليدى الذى يناسب حفلات من نوعية الطرب الأصيل - وهى مطلوبة أيضاً ومهمة ولن تنطفئ شعلتها - لكن أغلب مطربى البوب العالميين قادوا منذ سنوات طويلة فى الخارج ثورة على هذا الشكل وأبدعوا نمطاً جديداً من الحفلات التى تعتمد على عناصر الإبهار البصرية أثناء الغناء على المسرح.
وهو النهج الذى سار عليه تامر حسنى فى حفلاته وتمسك به حتى أصبح أهم من يقدمه على الساحة فى مصر، وهى استراتيجية تقديم Show متكامل من الغناء والاستعراضات والألعاب النارية وتقديم لوحات بصرية باستخدام الإضاءة والليزر وإدخال وسائل إبهار مختلفة على المسرح؛ فالحفل شهد فقرات استعراضية راقصة قدمها «تامر» بصحبة فرقة استعراضية فى أكثر من أغنية.
وكذلك الاستعانة بطائرات صغيرة تحلق فى الأجواء أثناء الغناء، بجانب الاعتماد بشكل كبير على التناغم بين الأغنيات والألعاب النارية التى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حفلات كبار النجوم فى مصر مؤخراً.. يعتمد «تامر» هذا الشكل من منطلق دراسة خاصة به أجراها هو لنفسه منذ سنوات طويلة ويحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب عن الفئة المستهدفة من الجمهور فى حفلاته وهى فئة الشباب - مع الأخذ فى الاعتبار أنه من أهم المطربين الشباب المفضلين لفئة كبار السن أيضاً- مع تقديمه الفرصة فى كل حفلاته تقريباً لعدد من الشباب لمشاركته الغناء كنوع من أنواع الدعم النفسى، وهو ما يجعل من حفلاته «شبابية» بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
ولأنه فنان على دراية بالجمهور المستهدف جاءت الوجبة الفنية التى يقدمها متسقة شكلاً ومضموناً مع رغبات تلك الفئة فى الحفلات التى تفضل حضورها وهو ما يبرر الحضور الجماهيرى الكبير لحفلاته وبالتحديد حفله الأخير فى مهرجان العلمين.. كما يبرر أيضاً فى الوقت ذاته حرص الجمهور من الشباب على حضور حفل تلو الآخر لتامر لأنه أصبح على يقين أن الحفل الجديد سيحمل له من المفاجآت «البصرية» أعمالاً جديدة تكسر حالة الملل التى ربما أصابت حفلات عدد كبير من النجوم المتنافسين على الساحة والتى ربما تسببت فى عزوف الجمهور عن حضور حفلاتهم أو على الأقل الاكتفاء بحفل واحد فى العام خوفاً من مواجهة شبح الملل.
إذن نحن أمام حالة كان ينبغى لها النجاح ما بين إمكانيات ضخمة لإدارة مهرجان ظهر للحياة كبيراً، وفنان يسعى إلى التجديد فى شكل حفلاته لصناعة جسر خاص جداً بينه وبين جمهوره مع وعد ضمنى دائم بتقديم أفكار مختلفة ومتغيرة جاذبة لجمهور الشباب الذى يعد هو المحرك الأهم والأقوى لدنيا الحفلات ليس فى مصر فقط وإنما فى العالم كله.