«العلمين».. حدائق البهجة والمتعة
- إطلاق النار
- اديس ابابا
- استئناف المفاوضات
- الأمين العام
- الحركة الشعبية لتحرير السودان
- المهندس ابراهيم
- جمهورية السودان
- آلية
- أديس ابابا
- إطلاق النار
- اديس ابابا
- استئناف المفاوضات
- الأمين العام
- الحركة الشعبية لتحرير السودان
- المهندس ابراهيم
- جمهورية السودان
- آلية
- أديس ابابا
فى الحرب العالمية الثانية دارت على أرض العلمين واحدة من أهم المعارك بين بريطانيا وألمانيا، بين عباقرة الحرب مونتجمرى وروميل الملقب بثعلب الصحراء.
فى المعركة ظُلم روميل عندما لم تصله الإمدادات فى الوقت المناسب وتقطعت به السبل فى شمال الصحراء الأفريقية الكبرى وهُزمت جيوشه رغم عبقريته، وحقق مونتجمرى نصراً كبيراً لبريطانيا كان إحدى أهم الخطوات فى الطريق إلى تحقيق النصر الكبير عام 1945.
انتهت الحرب ورحل الألمان، كما رحل الإنجليز بعد ثورة يوليو 1952، لكنهم تركوا لنا فى العلمين إرثاً قاتلاً وهو حقول الألغام التى بقيت على مدى عقود طويلة تسمى حدائق الشيطان، لا يدخلها أحد إلا وتلاشى بفعل الألغام التى بقيت حية على مدى يزيد على 70 عاماً، منطقة لا تنتمى إلى الجغرافيا المصرية بالفعل، فالداخل لا يعود أبداً وإن كان محظوظاً قد يعود فاقداً غالبية أعضاء جسده.
صارت حقول الشيطان فى العلمين أسطورة خطيرة ومرعبة، ولطالما ناشدت مصر دول الحلفاء أن يقدموا الدعم الفنى والمالى لنزع الألغام وإعادة الأرض فى حقول الشيطان إلى سيرتها الأولى، لكنها دائماً ما كانت تقابل بعدم الاستجابة بالشكل المناسب.
منذ سنوات قليلة قررت الدولة المصرية والقيادة السياسية تحويل العلمين إلى واحة للسياحة وللفن وللمعمار الفاخر، أن تكون العلمين مدينة حية غير خاملة تحظى بكل عوامل الحياة النابضة، فصارت العلمين قبلة البشر من كل حدب وصوب.
ذهبوا إليها وكل منهم له غرض وهدف وكلها تصب فى الخير والإيجابية.
جسدت إرادة الدولة قدرة مصر على تحويل الصعب إلى يسير، وتحويل حقول الشيطان إلى جنة يقصدها الجميع من الشرق والغرب.
عمرت العلمين بالأبراج السكنية الفاخرة والمنتجعات التى تنافس الأرقى من مثيلاتها فى العالم.
صارت عامرة بالسكان والضيوف، الزائرين والعابرين، حفلت شوارعها ومناطقها بكل ما هو جاذب للناس من كل مكان.
وتُوج ذلك بالمهرجان السنوى لشركة «المتحدة» بالعلمين الذى صار علامة ومعلماً للمدينة العامرة وحفل بكل ما هو جيد وجديد.
انتبهت «المتحدة» إلى أن المهرجان الفنى ليس فقط غناء وموسيقى وحفلات، وإنما يجب أن يكون للفنون جميعها مكان على أرض العلمين، خاصة أبوالفنون «المسرح».
لذلك حفل مهرجان العلمين بوجود عروض لعدد من المسرحيات الجديدة التى يقوم ببطولتها وتمثيلها مجموعة من أشهر النجوم والتى تتنوع بين الكوميدى والتشويقى والاجتماعى.
يقدم المهرجان مسرحية «السندباد» بطولة كريم عبدالعزيز ونيللى كريم، وهى مسرحية تناول جانباً خيالياً فى إطار من المغامرات.
ومسرحية «التليفزيون» وهى أيضاً مسرحية خيالية فى إطار كوميدى يقوم ببطولتها حسن الرداد. ومسرحية «البنك سرقوه» بطولة أشرف عبدالباقى وكريم محمود عبدالعزيز.
وكذلك يقدم المهرجان مسرحيتى «الشرهة» و«حدوتة قبل النوم».
ويلاحظ فى العروض المسرحية أنها عروض خفيفة تتناسب مع جو الصيف ووجود العائلات التى تبحث عن الترفيه والوجبة الثقافية المرحة.
ما يلفت الانتباه أن «المتحدة» تسعى لتعويض احتياجات المجتمع من الفنون المختلفة، ومنها المسرح الذى صرنا نفتقده كمسرح خاص، فلم يعد هناك من الفرق المسرحية الخاصة الكثير ولم تعد تحظى بأسماء كبار فنانيها المؤسسين، لم يعد هناك مسرح الفنانين المتحدين أو ثلاثى أضواء المسرح وغيرهما مما يشبع حاجات الجمهور للكوميديا أو للمسرح التاريخى، رغم أن مسارح الدولة تبذل جهداً كبيراً لتقديم حركة مسرحية نشيطة زاخرة بالدراما والثقافة والفن.
إن انتقال المسرح إلى العلمين خطوة كبيرة، كما أن تأسيس وتنمية حركة مسرحية فى المدينة المتلألئة أمر يبشر بغد فنى واعد فى مدينة «حدائق الشيطان» التى صارت بالفعل، وخلال فترة قصيرة، «حدائق البهجة والمتعة».