الحلم المشترك بين مصر والصين

عماد فؤاد

عماد فؤاد

كاتب صحفي

تمر العلاقات المصرية الصينية حالياً بواحدة من أزهى فتراتها، وهو ما يمكن رصده عقب اللقاءات الثنائية المتعددة فى السنوات القليلة الماضية، بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى، وتشى جين بينج، وهذا ما أكده سفير الصين لدى القاهرة «لياو ليتشيانج»، فى إطار تهنئته لمصر بعيدها الوطنى (ذكرى ثورة 23 يوليو)، وبمناسبة انعقاد الجلسة الثالثة للجنة المركزية الـ(20) للحزب الشيوعى فى بكين.

قال «ليتشيانج» إن الشعب الصينى يتقدم لتحقيق حلمه فى النهضة، وفى الوقت نفسه تتقدم مصر نحو هدف بناء «الجمهورية الجديدة»، وأشار إلى ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته بمناسبة الذكرى الـ(11) لثورة 30 يونيو، حول سعى مصر إلى التنمية والنهضة، وتحقيق حلم استمتاع المصريين بالحياة الكريمة.

وأشار السفير الصينى إلى قيام الرئيسين (السيسى وبينج) خلال لقائهما أواخر مايو الماضى فى بكين، بتحديد اتجاه العلاقات المشتركة خلال العقد المقبل الباهر -حسب وصفه- والتأكيد على ضرورة رفع العلاقات الثنائية من أجل بناء مجتمع المستقبل المشترك فى العصر الجديد، والإعلان عن «عام الشراكة الصينية - المصرية»، لتصبح مصر الدولة العربية الأولى التى أدرجت «بناء مجتمع المستقبل المشترك» فى البيان المشترك بخصوص العلاقات الثنائية.

وتبقى المهمة الأولى بالاهتمام من كافة المسئولين بحسن تطبيق نتائج المحادثات بين الرئيسين، وتطوير وتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

أهم نتائج اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى، كما أشار السفير، هى التأكيد على الانفتاح كإحدى المميزات الواضحة للتحديث صينى النمط، من خلال توسيع التعاون الدولى، وهو ما يبعث لمصر والمجتمع الدولى برسالة واضحة، تؤكد أن الصين ستلتزم بالإصلاح، وستدفع باستمرار فى اتجاه الانفتاح على الخارج.

ويرى السفير الصينى فى تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة مواكبة العصر والانفتاح على العالم ورفع القدرة فى المجالين الاقتصادى والاستثمارى، فرصة للانفتاح بين مصر والصين، فى محورين مهمين، الأول تعميق التعاون فى إطار بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية، والثانى دفع المشروعات النموذجية والمعيشية بخطوات ملموسة، وبتنسيق واضح بين الجانبين، وهذا ما يتفق مع خصائص التعاون بين الصين ومصر، والمواءمة العميقة بين «الحزام والطريق» و«رؤية مصر 2030».

أكد «ليتشيانج» أن الصين تضع أولوية التعاون الثنائى فى السنوات المقبلة مع مصر، فى اتجاه توطين الصناعات ونقل التكنولوجيا، وتوسيع الاستثمار فى صناعة السيارات الكهربائية، والمعدات الإلكترونية، واللوحات الشمسية والصناعات الكيماوية، ومواد البناء، وتقنيات الزراعة الحديثة، بما يساعد على تحقيق هدف «بناء المستقبل المستدام».

وأتفق تماماً مع ما قاله السفير الصينى: «أنا على يقين بأن الصين ومصر ستسجلان فصلاً جديداً للصداقة والتعاون فى هذه المسيرة الجديدة».. ودعونا نتفاءل وسط كل الأحداث البائسة فى العالم.