أزهريون ودعاة: مؤتمر «الإفتاء العالمي» سيرسّخ المعاني الصادقة لمفهوم حقوق الإنسان

كتب: رؤى ممدوح

أزهريون ودعاة: مؤتمر «الإفتاء العالمي» سيرسّخ المعاني الصادقة لمفهوم حقوق الإنسان

أزهريون ودعاة: مؤتمر «الإفتاء العالمي» سيرسّخ المعاني الصادقة لمفهوم حقوق الإنسان

أشاد دعاة وأزهريون ووزراء بدور المؤتمر العالمى للإفتاء فى ما يتعلق بجوانب الفتوى وآلياتها ومغزاها. وأكد الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أنّ مؤتمر «الفتوى والبناء الأخلاقى فى عالم متسارع» الذى تُنظمه دار الإفتاء فى الفترة من 29 إلى 30 يوليو 2024 برعاية من الرئيس عبدالفتاح السيسى، يُسهم فى نشر الوعى الدينى والفكرى وتصحيح المفاهيم المغلوطة، لافتاً إلى أن غياب القيم والأخلاق الإنسانية والدينية يحتاج إلى وقفة من صانعى القرار والقيادات الدينية، وأن تدهور منظومة القيم والأخلاق يُهدد السلم الاجتماعى والأمن الدولى.

وأشار «الأزهرى»، فى بيان أمس، إلى أن المؤتمر يسعى إلى استنهاض همّة العلماء والباحثين وأصحاب الرأى والفكر فى العالم لبعث هذا الأمل والقيام به فى الواقع، لأن المؤسسات الدينية والإفتائية تستطيع أن تلعب دوراً مهماً فى قضية الإصلاح الأخلاقى وترسيخ المعانى الصادقة لمفهوم حقوق الإنسان، التى تنبثق فى الأساس من المقاصد العليا للأديان. وتابع: «يمثل ريادة مصرية، حيث تقوم دار الإفتاء بحشد هذا العدد من الخبراء والعلماء من جميع أنحاء العالم، مما يبرز المكانة الرفيعة للدار ودورها الإصلاحى والتنويرى فى الداخل والخارج، وأنهم يملكون الآليات وأدوات التأثير التى تمكنهم من إحداث حراك إيجابى فى العالم فى مجال القيم الأخلاقية والروحية لتسود العالم كله».

«جمعة»: سيضع حداً لفوضى الفتاوى وفق أسس ومعايير علمية

من جانبه، قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف، إن «المواطنين اكتووا بنار فتاوى الضلال التى زعزعت أمن واستقرار المجتمعات، وأشاعت الكراهية بين الناس، وبرّرت القتل والذبح، وحوّلت حياة الناس إلى جحيم، مما يجعلنا فى أمس الحاجة إلى مثل هذه المؤتمرات، التى تناقش هذه الظاهرة بصورة علمية للخروج بنتائج قابلة للتطبيق على أرض الواقع»، مضيفاً: «مؤتمر الإفتاء سيضع حداً لفوضى الفتاوى وفق أسس ومعايير علمية منضبطة، وأساليب تتماشى مع متطلبات العصر وتواكب التطور الحادث فيه».

وقال الداعية الإسلامى الحبيب الجفرى، إن المؤتمر دليل على أن مصر هى المرجعية السنية الوحيدة، وأن مصر الأزهر هى منارة العلم، مشيراً إلى أن دار الإفتاء لها تجربة تدريب المفتين منذ عهد الدكتور على جمعة المفتى السابق، حيث قامت بتدريب المفتين، وجاء الدكتور شوقى علام واستكمل نشر الفتوى بعدة لغات أجنبية.

من جهته، أشاد الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بجهود دار الإفتاء، مثمّناً الجهود التى يبذلها الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية والأمين العام لهيئات الإفتاء فى العالم. وتابع: «ارتباط الفتوى بالبناء الأخلاقى، هذه هى قصة الدين الصواب أو الوسطية الصحيحة، لأن الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، ما بُعث إلا لإتمام مكارم الأخلاق وليس للعبادات، فانتباه دور وهيئات الإفتاء فى العالم تحت ريادة وأمانة دار الفتوى المصرية وممثلها، سماحة المفتى هو الوجه المستنير للوسطية فى العالم».

وقال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامى والخطيب بالأوقاف، إن المؤتمر، الذى تستضيفه مصر، يأتى فى توقيت مهم جداً وحسّاس للغاية وله دلالات مهمة، إذ إن شعاره «الفتوى والبناء الأخلاقى» يبعث برسالة على الصعيدين الدولى والدعوى، وهى أن صحة الفتوى لا تنفصل عن مكارم الأخلاق. وتابع: «هنا يجب أن أشير إلى ما أكدته القيادة السياسية وما تدعمه توجّهات المؤسسات الدينية الثلاث الأزهر والأوقاف والإفتاء، لاسيما فى مؤتمرها هذا، وهو حرصها الدائم على دعم القضية الفلسطينية بكل ما تستطيعه فى إطار الشرعية الدولية والأسس، التى سيؤكدها هذا المؤتمر المبارك للإفتاء».

ولفت «الجمل» إلى أن أهم ما سيُحققه هذا المؤتمر العالمى التاسع للإفتاء، هو قطع الطريق على تلك الأصوات التى قد تسوق للهمجية والتطرّف فى الفتوى بغير أسس علمية، وبعيداً عن جماعة المسلمين المعتبرة، حيث قال تعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، مضيفاً: «فليس كل من جمع وحفظ العلم يصلح للفتوى، إنما للفتوى معايير خاصة يجب أن يراعيها المفتى فى فتواه قد لا تتوافر فى تلك الجماعات التى تصدر فتاواها العشوائية دون ضوابط علمية، لذلك فإن الفتوى الصحيحة تكون فى عصرنا الحالى من خلال مؤسساتنا الدينية الموقّرة، حيث دائماً ما تحاول تلك الجماعات المتطرّفة تسويق فتاواها التى تخدم فى المقام الأول تلك الأجندات السياسية الخاصة لها، حتى لو نتجت عن ذلك إشاعة الهمجية والفوضى والعنف والتطرف، بما يضر بسمعة الإسلام».


مواضيع متعلقة