أكاذيب إسرائيل المتواصلة

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

كان الدكتور حامد ربيع أستاذ العلوم السياسية، من أوائل الذين اهتموا بالكتابة عن استراتيجية إسرائيل الإعلامية لتسويق مشروعها الاستعماري من قبل أن توجد على أرض الواقع.

خططت إسرائيل لإعلامها، بالتوازي مع سعيها إلى تنفيذ إقامة دولتهم، ونجحت في تنفيذ مشروعها الاستعماري والإعلامي في نفس الوقت، بينما كانت دول الوطن العربي في سبات عميق في هذا المجال.

كتب د. ربيع وحلل الوضع الإعلامي لإسرائيل ومعه التراخي الإعلامي العربي وبعده كتب علماء عرب آخرون ولكن لم يفلح العرب في اللحاق بإعلام إسرائيل الصهيوني حتى الآن.

وقد دللت واقعة وجود نتنياهو في الكونجرس والرحيب البالغ بوجوده على أن الإعلام الصهيوني بدأ يمارس نفس ألعابه الكلاسيكية بغزو الساحات السياسية الغربية وأتوقع أن يقوم بزيارات أخرى للدول الأوروبية يقدم فيها ما قدمه في أمريكا لقلب دفة الرأي العام الذي تعاطف مع غزة والشهداء وكان ضد التدمير والقتل الإسرائيلي.

يسيطر الإعلام الصهيوني على مفاصل المؤسسات الإعلامية الغربية ورغم أن العرب يملكون ثروات كبيرة إلا أنهم لا يهتمون بهذا المجال المؤثر وينفقون على السلاح ما لا نهاية له من الأموال بينما لا ينفقون مقدارا منها على الإعلام الذي يسيطر على العقول ويوجه الرأي العام ويقلب الحقائق.

يوظف اللوبي الصهيوني في كل العالم شركات العلاقات العامة لتسويق سياسات الدولة الصهيونية ويجمل أفعالها ويقدمها للعالم باعتبارها تدافع عن وجودها وشعبها وأناه الدولة الديمقراطية في واحة دكتاتوريات عربية تحيط بها.

ورغم أن الحقائق بارزة أمام العالم إلا أن الدول لا تعترف إلا بالقوة، والحق أمر نسبي ولا تأثير له إلا بإشعال نار المقاومة والإبقاء على جذوتها مشتعلة حتى يبقى الرأي العام مستيقظا ومتابعا لما يحدث.

إن المؤشرات القادمة من إسرائيل لا تبشر بأي إيجابية فقد نسى العالم مسألة الأسرى الموجودين مع المقاومة، بل نسى الرأي العام داخل إسرائيل هذه المسألة أو كاد، وبمرور الوقت تتقادم القضية، وتنفذ إسرائيل كل أهدافها ومنها ابتلاع غزة وفرض الأمر الواقع على فلسطين والعرب، كما فرضته من قبل بقوة السلاح، الذي لا تنفذ خزائنه لدى أمريكا، التي لا تألو جهدا في مد إسرائيل بكل ما تحتاجه من كل السلع، وعلى رأسها السلاح الذي يقتل أهلنا في فلسطين.