رامي عطا صديق يكتب: حياة كريمة.. مبادرة في حب الوطن واحترام المواطنين

كتب: الوطن

رامي عطا صديق يكتب: حياة كريمة.. مبادرة في حب الوطن واحترام المواطنين

رامي عطا صديق يكتب: حياة كريمة.. مبادرة في حب الوطن واحترام المواطنين

من بين أهم المبادرات المجتمعية التي عرفتها الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة الماضية تأتي مبادرة حياة كريمة، وهي مبادرة رئاسية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019، وما زالت تعمل حتى اليوم، وتهدف إلى تحسين الظروف المعيشية والحياة اليومية للمواطنين المصريين، في إطار من التكامل وتوحيد الجهود بين مؤسسات الدولة الوطنية ومؤسسات القطاع الخاص، بالإضافة إلى المجتمع المدني من الجمعيات والمؤسسات الأهلية، ومختلف شركاء التنمية.

وحسب التعريف بالمبادرة، فإنها تهدف إلى تقديم حزمة متكاملة من الخدمات الصحية والاجتماعية والمعيشية، بمشاركة جهات مختلفة حكومية وغير حكومية، وذلك لدعم المواطن المصري، خاصة الأكثر احتياجا. 

وفي تقديري أن مبادرة حياة كريمة تتميز بمجموعة من نقاط القوة على النحو التالي:

جاء اسم المبادرة عبقريًا ومبدعًا ومعبرًا عن أهدافها وغاياتها، حيث يجمع الاسم بين الحياة والكرامة، الأمر الذي يعكس رغبة الدولة في تحقيق جودة الحياة للمواطنين المصريين.

تجسد المبادرة في حقيقتها مبدأ العدالة الاجتماعية، وهو حق إنساني، من حيث احترام كرامة المواطنين، وحق كل مواطن في أن يعيش حياة جيدة تليق بإنسانيته ومواطنته في مختلف المجالات والأبعاد.

تستهدف المبادرة أهالينا البسطاء في القرى والمناطق والتجمعات السكنية الأكثر فقرًا واحتياجًا، سواء في محافظات الوجه البحري أو في محافظات القبلي، حيث ترتفع نسبة الفقر وتتواجد القرى الفقيرة والمحتاجة.

يلاحظ تنوع الفئات المستهدفة من وراء المبادة، ونقصد الأسر الأكثر احتياجا في التجمعات الريفية والعشوائية، حيث تستهدف المبادة كلًا من: كبار السن، ذوي الاحتياجات الخاصة، النساء المعيلات والمطلقات، الأيتام والأطفال، الشباب العاطل عن العمل، المتطوعين.

وهناك محاور متعددة لمجالات عمل المبادرة تتنوع بين السكن الكريم ورفع كفاءة المنازل وبناء المجمعات السكنية في القرى الأكثر احتياجا، ومد وصلات مياه وصرف صحي وغاز وكهرباء في المنازل، وإنشاء مشروعات متناهية الصغر وتفعيل دور التعاونيات الإنتاجية في القرى، بالإضافة إلى بناء مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها وتشغيلها، وكذلك الخدمات التعليمية التي تشمل بناء ورفع كفاءة المدارس والحضانات وتجهيزها وتوفير الكوادر التعليمية وإنشاء فصول محو الأمية، وأيضا تمكين اقتصادي يتضمن تدريب وتشغيل من خلال مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر وإنشاء مجمعات صناعية وحرفية وتوفير فرص عمل، وتدخلات اجتماعية وتنمية إنسانية تشمل بناء وتأهيل الإنسان وتستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن ومبادرات توعوية، وتدخلات بيئية تشمل مثلا جمع مخلفات القمامة مع بحث سبل تدويرها.

ومن الملاحظ أيضا أن مبادرة حياة كريمة لا تكتفي بتحسين الجانبين الاقتصادي والاجتماعي فحسب، بل تهتم أيضًا بالجانب الثقافي والمعرفي والسلوكي، والعمل على نشر أفكار التنمية الثقافية. وأذكر هنا أنني شاركت، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، في تدريب مجموعة من القيادات المحلية من إحدى قرى محافظة أسوان، وتدريب آخر استهدف قيادات محلية من أحد التجمعات السكنية بمحافظة الإسكندرية، من المناطق التي استهدفتها المبادرة، حيث تم توعية المشاركين في التدريب بمبدأ المواطنة الذي يحل في المادة الأولى من الدستور المصري، وهو يعني المشاركة والمساواة في الحقوق والواجبات، دون تفرقة ودون تمييز بين المواطنين بعضهم بعضًا، بغض النظر عن الانتماء الديني أو الانتماء المذهبي داخل الدين الواحد أو النوع «رجل وامرأة» أو المستوى الاقتصادي والاجتماعي أو الانتماء الفكري والأيديولوجي أو أي انتماء آخر، ما يتطلب احترام الآخر في المجتمع، والتحلي بقيم التسامح والتعاون والعيش المشترك والسلام الإيجابي وغيرها من قيم إيجابية.

وبالإجمال فإن «حياة كريمة» هي مبادرة مهمة ورائدة، أنجزت الكثير ويتبقى أمامها الكثير أيضًا.

وختامًا تحية واجبة من القلب للقائمين على تنفيذ المبادرة، مُتمنيًا لهم كل النجاح والتوفيق والاستمرار في الارتقاء بناسنا وأهالينا في كل موقع وكل مكان.


مواضيع متعلقة