وعاجل إلى وزارة السياحة
هى أكثر الوزارات إثارة للتساؤلات، وذلك بحجم الآمال الملقاة عليها باعتبارنا البلد السياحى الأول فى العالم، أو هكذا ينبغى، لكن دون مردود يعادل ذلك.. ولكن تبدو أشياء كثيرة يمكن للمواطن البسيط الحديث فيها وعنها.. من معاملة السياح التى تحتاج إلى تشريعات إضافية لتحقيق الردع والأمان لضيوف مصر.. خاصة عند بوابات مصر.. وأهمها وأكبرها وهو مطار القاهرة.
وقد تناولت السينما منذ سنوات طويلة بعض مظاهر ذلك، لكننا فيما يبدو فى حاجة لإجراءات فعالة أكثر مما هو موجود.. وكذلك ما ينظم علاقة المواطن بالسائحين.. أغلبها يتسم بالكرم وحسن الضيافة، لكن بعضها وهو قليل يفسد ذلك كله ويلقى انطباعاً عاماً يدوم طويلاً بكل أسف.. ومن بين ذلك ظواهر التسول مثلاً.. ظواهر الاستغلال التجارى.. ظواهر وجود أكوام من القمامة بالقرب من المناطق الأثرية وروى لى بعض السائقين كيف أقسم لهم بعض السائحين أن عدم عودتهم إلى مصر هو بسبب بعض الفوضى فى نواحى الجيزة!
النقطة السابقة تحتاج إلى حوار دائم بين الوزارة ووزارتى التنمية المحلية والبيئة والنقل لرفع أى عقبات أو حتى منغصات تحول بين زيارات هادئة للأجانب فى مصر ومن بينها الأماكن التى تحتاج إلى أعمال فى الطرق التى تتسبب فى الحوادث، خاصة عند تكرارها!
لكن كل ما سبق يفتح ملفاً قديماً جديداً وهو تحديد مساحات فى التعليم المصرى الجامعى وما قبله يتحدث عن السياحة وأهميتها بما ينفع الوعى الشعبى بها.. وكذلك نحتاج إلى مساحات فى الإعلام المصرى للأمر ذاته.. لنكون مؤهلين وبحق لفكرة ورقم 30 مليون سائح.. التى يتحدث فيها البعض دون الوعى إلى احتياج ذلك إلى بنية تحتية سياحية مختلفة، فالأرقام تتحدث عن عدد الفنادق فى بلادنا وكافة محافظات مصر إلى ما يقترب من 1171 فندقاً تضم 195 ألف غرفة موزعة على 901 فندق ثابت تضم 179.1 ألف غرفة ثم 264 فندقاً عائماً بإجمالى قد يصل إلى 16.1 ألف غرفة و6 فنادق بمنطقة بحيرة ناصر تضم 422 غرفة وفى تقرير لغرفة المنشآت الفندقية عام 2022 أشار إلى تصدر مدينة شرم الشيخ القائمة بـ180 فندقاً تليها القاهرة بإجمالى 157 فندقاً ثم الغردقة 147 فندقاً!
السؤال الآن: هل يمكن لهذه الفنادق استقبال 30 مليون سائح؟! كل الخبراء يجمعون على عدم إمكانية ذلك إلا بوجود نصف مليون غرفة!!! أى ضعف الرقم الموجود تقريباً.. وهو ما يحتاج وفقاً لتقديرات عام 2022 إلى 50 مليار دولار. ومن هنا تأتى أهمية وجود القطاع الخاص الذى يستحوذ على النسبة الأكبر من النشاط السياحى المصرى.. وهو ما نحتاجه بشدة، لكن هذه الحقائق تحتاج إلى شرح للناس وإشراكهم فى المسئولية.. كما أنهم أيضاً يحتاجون إلى ميزات أكثر تؤكد لهم حقهم فى بلدهم.. ومنها أسعار مناسبة لزيارة الأماكن السياحية وكذلك الوزارات الداخلية للمصريين ومعهم الأشقاء العرب الذين يقدرون جداً تفرقتهم عن الأجانب وهو ما ينعكس على علاقات جيدة ومصالح مشتركة متزايدة.. وتبقى المعادلة مثلاً كى تتضح الفكرة: تذكرة بخمسة جنيهات مع ألف زائر أم تذكرة بخمسين جنيهاً و40 زائراً؟! طبعاً البعض سيتدخل ويتحدث عن معدل الإهلاك وتكلفة النظافة والإضاءة والحراسة وغيرها، لكنها كلها لا تساوى معنى الانتماء.. وبالطبع الأرقام السابقة لشرح الفكرة وليس أكثر!
على كل حال.. السياحة مع الصناعة مع الزراعة ستبنى مستقبل هذا البلد.. ويمكن للسياحة توفير العائد لانطلاق القائمين الآخرين.. وإلى الأمام.