بعد الاعتداءات الجنسية.. "أسامة" يهرب من "دار الرحمة"

بعد الاعتداءات الجنسية.. "أسامة" يهرب من "دار الرحمة"
بعد شهور من تفجير «الوطن» فضيحة الاعتداءات الجنسية التى تعرض لها أطفال دار الرحمة للأيتام بالإسماعيلية وتعيين إدارة جديدة، حرر الطفل أسامة سعد (16 عاماً) محضراً رقم 2123 إدارى مركز شرطة أبوصوير، اتهم فيه مسئولى الإدارة الحالية بالتعدى عليه وعلى زملائه بالضرب بعصى خشبية وأسلاك الكمبيوتر، وتعليقهم فى سقف إحدى الحجرات، مشيراً إلى أنه هرب من الدار نتيجة عدم تحمله للانتهاكات، ولن يعود إليها.
وقال مأمور المركز العميد طاهر سليم إن القسم استدعى المحامى القانونى للدار، وأخذ تعهداً عليه بعدم المساس بالطفل وعودته إلى الدار آمناً، إلا أن الطفل لم يقبل بالعودة خوفاً من بطش الإشراف.
بدورها، قالت عطيات محمد مدير عام مؤسسة الأحداث إن الطفل أسامة اتصل بها هاتفياً وأخبرها بما حدث له ومغادرته للدار، مضيفة أنها طلبت منه الحضور والإقامة داخل مؤسسة الأحداث، التى يوجد بها حالياً.
وناشدت «عطيات» أى أسرة ترغب فى تبنى طفل يتيم، التكفل برعاية «أسامة» لضمان مستقبل هادئ ومحترم له.
وروى الطفل أسامة سعد محمد تفاصيل ما جرى معه، وقال إن هروبه من الدار جاء بعد تعرضه لتعذيب بدنى كبير على يد مشرفى الدار وإنه لم يعد يحتمل هذا العذاب والإيذاء البدنى.
وأشار إلى جروح قديمة فى رأسه وآثار للضرب على جسده، قائلاً: «اللى فى رأسى ده نتيجة ضربى بالمقشة على يد مشرف بالدار»، مضيفاً: المشرفون يضربوننا بسلك الكمبيوتر، ويمنعوننا من الجلوس أمامه كنوع من العقاب، ويعلقوننا فى «الجنش» المعلق بحائط غرف الأنشطة لمدة تتعدى الساعة، ويتناوبون خلالها على ضربنا.
وأضاف أن مسئولى الدار يجبرونه وزملاءه الأطفال على القيام بأعمال عمال النظافة.
وقال: «إحنا اللى بنمسح السلالم والحمامات والأدوار والعمال قاعدين بيتفرجوا علينا، ده طبعا مع الشتيمة بألفاظ خارجة والسباب المتواصل على طول».
واتهم الطفل اللجان التى تأتى من مديرية التضامن الاجتماعى بالتواطؤ مع مسئولى الدار، وقال: اللجان ليس لها أى دور ولا أى قيمة «وزى ما بتيجى زى ما بتروح»، لدرجة أن المسئولة عن اللجنة قالت لمديرة الدار: «اضربى واكسرى وإحنا نجبس».
وحول كيفية هروبه من الدار، قال الطفل: «اتسحبت وفتحت الباب وخرجت، وبعدها اتصلت بأبلة إسراء الهجان، كانت بتدربنا تنمية بشرية، وجاءت لى وذهبنا إلى قسم الشرطة وحررنا المحضر».
وأكد «أسامة» رفضه العودة للدار، وقال: كل ما أتمناه أسرة تتكفل بى وتربينى معها وتساعدنى على أن أصبح شيئاً محترماً فى الحياة.
مضيفاً: «أنا موهوب وبحب الرسم، ولى رسومات خاصة بى على السور الداخلى للدار»، وتابع: أتمنى أقابل محافظ الإسماعيلية بنفسى ويسمع منى بشكل شخصى.
من جهتها، قالت إسراء الهجان، مدربة تنمية بشرية ومتطوعة سابقة للعمل داخل الدار: دخلت إلى الدار مع مجموعة شباب فريق «إنكتس»، لإعادة تأهيل الأطفال، وانتقدنا انتهاكات عدة يتعرضون إليها، ما دفع الإدارة لمنعنا من الدخول، بعدما شاهدت بعينى واقعة اعتداء مبرح على طفل عمره 9 سنوات على يد مشرف بالدار.
وأكدت «الهجان» أنها تواصلت مع المحافظ بشكل مباشر، وكلف مسئولاً بديوان المحافظة بالتحقيق فى أزمة الدار وهروب الطفل.