هشام عبد العزيز يكتب: قراءة في أداء الحكومة الجديدة

كتب: الوطن

هشام عبد العزيز يكتب: قراءة في أداء الحكومة الجديدة

هشام عبد العزيز يكتب: قراءة في أداء الحكومة الجديدة

بعد أسبوعين على أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية، يظهر بوضوح أنّ هناك «فلسفة جديدة» في آلية العمل الحكومية، يمكن أن نضع لها خطوطًا عريضة من أهمها: التواصل المستمر، وفاعلية الأداء والتكامل بين الوزارات، وجميعها أمور مطمئنة بأنّ برنامج الحكومة الذي وافق عليه البرلمان سيجد طريقه إلى التنفيذ وتحقيق المستهدفات.

أبرز ما يمكن الوقوف عنده 5 أحداث مهمة، أولها المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي يعقده رئيس الوزراء، العبرة ليست في المؤتمر الصحفي ذاته، لكن في كونه ليس مؤتمرًا من نوعية «البيانات الحكومية» التي تتخذ مسارًا واحدًا من المسؤول إلى الإعلام فحسب، ولكننا أمام فقرة موسعة للأسئلة والاستفسارات من الصحفيين والإعلاميين دون خطوط حمراء.

الحدث الثاني والذي أعتقد أنّه حدث غير مسبوق، هو التفاعل مع الأحداث الجارية، والذي بدى واضحًا في سابقة تاريخية لاعتذار رئيس الوزراء عن خطأ أحد أعضاء السلطة التنفيذية في واقعة «طبيبة سوهاج»، اعتذار على الهواء مباشرة، يعقبه بيان من وزارة الصحة، يمثل رد اعتبار معنوي عاجل لحادثة لم يكن قد مر عليها سوى سويعات، كل ذلك يمثل «عرفًا جديدًا» في الأداء الحكومي، فاحترام المواطن المصري وكرامته هي خط أحمر لدى الحكومة الجديدة.

أما الحدث الثالث يأتي من محافظات مصر كافة، والتي بات فيها السادة المحافظين يمثلون خلية نحل لا تهدأ، تحركات يومية ومتابعات ميدانية، تنقل دولاب العمل الحكومي في المحافظات من «المكاتب» إلى «القرى» و«النجوع» و«الأزقة» و«مكاتب خدمات المواطنين»، حيث المسؤول يسمع مباشرة من المواطن دون اكتفاء بما يرفع إليه من تقارير دورية، ودون حاجة المواطن إلى أن يذهب بنفسه للمسؤول، تحركات استثنائية ورائعة تحتاج للاستمرار من جهة، ولمأسسة تلك التحركات الرقابية من جهة أخرى.

الحدث الرابع هو تحركات الوزراء أيضًا، ولعل أبرزها ما قام به الفريق كامل الوزير، وتواصله المباشر مع المواطنين، وتوجيهه بالعمل 6 أيام في الاسبوع بدلًا من 5 أيام لوقف تعطيل مصالح المستثمرين، وسماعه لشكوى أحد المصنعين من تأخر الإجراءات وقراره في ذات الوقت لإنهاء معاملته خلال أيام، وتوبيخه للمتسببين في تأخير مصالح المواطنين.

الحدث الخامس هو تشكيل المجموعات الوزارية، والتي تمثل حلقة هامة في سلسلة «إنهاء البيروقراطية والتنسيقات الحكومية المعطلة» نحو أداء يمتاز بالتكامل في الأداء والسرعة في تحقيق المستهدفات، خاصة وأنّ المجموعات الوزارية شملت كافة محاور عمل الحكومة وتحقق التوجيهات التي أعلنها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في تكليفه للحكومة الجديدة. 

باختصار، يمكننا القول إنّنا أمام حكومة مبشرة، عليها مسؤوليات جسام، وأمامها تحديات صعبة في ظل أوضاع إقليمية ملتهبة وصراعات دولية محتدمة، فالشكر واجب لما أقرته الجمهورية الجديدة من أعراف سياسية وحكومية جديدة، هدفها صالح الوطن ومصالح المواطن.


مواضيع متعلقة