تدوير واطلاع وطاقة شمسية.. "سوق الجمعة": "نفاياتك هي كنوز الآخرين"

كتب: نورهان نصرالله

تدوير واطلاع وطاقة شمسية.. "سوق الجمعة": "نفاياتك هي كنوز الآخرين"

تدوير واطلاع وطاقة شمسية.. "سوق الجمعة": "نفاياتك هي كنوز الآخرين"

في مشهد قريب من "سوق الجمعة" الأسبوعي، ترص مجموعة من طاولات العرض المتقاربة جنبًا إلى جنب، يفترش أصحابها مجموعة من إبداعتهم اليدوية والفنية المختلفة، فمن بينهم عدد من الإكسسوارات النسائية، مجموعة من المصابيح الزجاجية، وأخرى من التحف المغزولة بعناية بخيوط معدنية، وثالثة تضم مجموعة من الأنتيكات القديمة، مع اختلاف السلع يجمعها دائمًا عنصر واحد وهو "الحفاظ على البيئة" الذي يتبعه "جزازي" في تنظيم السوق الأسبوعية بمنطقة المعادي.[FirstImage] "نفاياتك هي كنوز الآخرين" من هذه الحكمة بدأت مجموعة "جزازي" العمل على استخدام جميع المخلفات الصلبة بمختلف أنوعها وتحويلها إلى سلع. تقول أسماء فاروق أحد أعضاء الفريق والمشرفة على "سوق الجمعة": "الحفاظ على البيئة هو الهدف الأساسي لدينا منذ بداية المشروع، اعتمدنا على مجموعة من الكراكيب والقماش والأخشاب في بناء المكان وفي المنتجات المباعة نفسها كالزجاجات الفارغة التي يتم تحويلها إلى أبجورات أو نجف بعد الرسم ليتغير شكلها نهائيًا". لم يقتصر الأمر لدى الفريق بمجرد العمل على مجموعة المخلفات فقط، بل امتد لتنظيم سوق أسبوعية يضم عددا من العارضين الذين يعتمدون في أعمالهم على الصناعات اليدوية أو المنتجات الصديقة للبيئة المعاد تدويرها من عناصر أخرى، إضافة إلى مجموعة من الأعمال الفنية. تضيف أسماء: "الفكرة هي نفس فكرة سوق الجمعة ولكن بنعتمد على مجموعة من العارضين المهتمين بفكرة إعادة التدوير عشان نقدر نوصلها للناس بصورة أوضح، لأن فكرتهم عن الموضوع إنها أعمال غريبة، لكن بالعكس تلك الأعمال بها قدر أكبر من الإبداع والفن، وبها سمة من التميز غير المتكررة في أعمال أخرى تبعها محلات شهيرة". "هي أرخص وأنضف" يصف الفريق الطاقة الشمسية التي يعتمدون عليها في إضاءة السوق ليلًا، فتتابع أسماء "نعتمد على الطاقة النظيفة في كل شيء حولنا، لذلك قمنا بشراء وحدة إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية، والتي تعد مصدرا أفضل للكهرباء، كما أنها رسالة موجهة للشباب والعائلات من حولنا للحفاظ على المجتمع نظيف في ظل ما نعانيه من تلوث بيئي". لعل الجانب الأبرز في "سوق الجمعة" هي مكتبة للاطلاع مجانًا أثناء التواجد في السوق، والتي تضم عددا كبيرا من الكتب إضافة إلى "عربية الثقافة" وهي عبارة عن عربة "كارو" تضم عددا من الكتب والروايات المستعملة والتي تهدف لـ "تدوير العقول" كما تصفها أسماء فاروق، قائلة" سوق الجمعة في النهاية مركز إعادة تدوير متكامل يقدم قيمة أساسية نحاول زرعها في المجتمع، إضافة إلى تشجيع الشباب للعمل بأيديهم، تقدر تغير العالم بأيدك وتخلق ليك مجال للعمل طالما تمتلك الموهبة والقدرة على الإبداع من خلال إعادة تدوير الكراكيب والخردة وتحويلها إلى تحف فنية". [ThirdImage]