«أوباما» يُطيح بـ«بايدن» من انتخابات أمريكا
منذ سنوات طويلة ومعروف عن «بايدن» أنه دائماً ما يسعى للسلطة، ويسعى لتصدُّر المشهد، طالبٌ للسلطة ويعمل على الوصول للقمة، كان عضواً فى مجلس الشيوخ الأمريكى لـ(4) دورات، كان يطمح للصعود على الدوام ويطلب الترقى ويطلب المناصب، فى عام (1988) سعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى لكى يصبح مرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة لكنه فشل، وفى عام (2008) سعى للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطى لكى يصبح مرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة لكنه فشل أيضاً، وفى هذه المرة رشح الحزب «باراك أوباما»، وعلى أثر ذلك قام «أوباما» باختياره نائباً للرئيس.
فى عام (2016) كان طموح السلطة قد شكَّل وازعاً كبيراً لدى «بايدن»، خاصة أنه قال: أنا أحق من أى أحد بالترشح من قِبَل الحزب الديمقراطى للرئاسة الأمريكية.. لكن الحزب الديمقراطى خذله ولم يُنصفه ورفض ترشحه واختار ترشيح (هيلارى كلينتون) للرئاسة، وقام الحزب بدعمها وإعلان ترشحها ولم يتم اختياره، وقتها كانت كل المعلومات المؤكدة تقول إن «أوباما» هو السبب الرئيسى فى عدم موافقة الحزب الديمقراطى على ترشيح «بايدن» للرئاسة، هنا أدرك «بايدن» أن «أوباما» هو الذى وقف فى طريقه ودعم «هيلارى كلينتون» على حسابه، ومن يومها وهو قلق بشأن نصائح «أوباما» له، بل إنه يرفضها ويفعل كل شىء ضدها، ويُكِنُّ غضباً شديداً من «أوباما» ويرفض تدخلاته فى شئون الحزب الديمقراطى.
«بايدن» اعترف اعترافاً صريحاً بأن هناك مجموعة كبيرة من «رجال أوباما» فى الحزب الديمقراطى يعملون ضده منذ عدم موافقتهم على ترشحه للرئاسة عام (2016) وهناك مجموعة أخرى من «رجال أوباما» موجودون فى البيت الأبيض ويعملون ضده منذ أن نجح فى انتخابات الرئاسة فى عام (2020).. وبعد المناظرة الشهيرة بين «بايدن» و«ترامب» التى عُقدت فى (27) من الشهر الماضى ولم يُوفَّق فيها «بايدن» ووصفها «مُقربون من أوباما» -وهم رجاله فى الحزب الديمقراطى والبيت الأبيض- بأنها (مناظرة كارثية وأظهرت ضعف «بايدن» بطريقة واضحة أمام ملايين الأمريكان وأثبتت أنه رجل عجوز ومُسن ومريض وغير قادر على هزيمة «ترامب» وسيخسر الحزب الديمقراطى لو تم ترشيح «بايدن» مرة ثانية)، أدرك «بايدن» أن «أوباما ورجاله» يقفون فى طريق ترشحه لمرة ثانية، وبالتالى يقفون ضد استمراره فى البيت الأبيض.
ما استجدَّ من أحداث ومواقف خلال الأيام الأخيرة على الساحة الأمريكية، وما يدور فى الكواليس السرية داخل أروقة الحزب الديمقراطى يؤكد على الدور البارز الذى يقوم به «أوباما» لعدم ترشح «بايدن» للرئاسة مرة أخرى، خاصة بعد ما أقدَم عليه الممثل الأمريكى الشهير «جورج كلونى» -وهو من أهم أصدقاء (أوباما) ويعمل على جمع تبرعات للحزب الديمقراطى دائماً- من كتابة مقال مهم فى صحيفة «نيويورك تايمز» بعد المناظرة بين (بايدن وترامب) قال فيه نصاً: أُحب «بايدن» لكننا فى حاجة لمرشح آخر.. هنا اعتبر «بايدن» أن «أوباما» هو الذى حرّض «جورج كلونى» على ذلك، وغضب غضباً شديداً من «أوباما».
الخلافات بين «بايدن وأوباما» زادت تعقيداً بعد التصريحات التى أدلت بها «نانسى بيلوتسى»، رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة ومعروف عنها قُربها الشديد من «أوباما»، لأحد البرامج التليفزيونية، وهذه التصريحات جعلت «بايدن» فى مرمى سهام ونقد الديمقراطيين (I want him to do whatever he decides to do. And that's the way it is)، أريده أن يفعل ما يُقرره وهذه هى الطريقة التى تسير بها الأمور، ثم قالت (The Time Is Running Out) الوقت ينفد.
إذاً من المؤكد أن (أوباما) سيكون هو كلمة السر فى خروج «بايدن» من السباق الرئاسى، أما إذا استمر «بايدن» فى السباق الرئاسى -وهذا احتمال ضعيف وافتراض بعيد عن مُخيله جميع قيادات الحزب الديمقراطى- فإن حالة العناد الشديد بينهما ستكون هى أيضاً كلمة السر فى استمراره.