طارق بركات يكتب: «حياة كريمة».. إرادة دولة 

كتب: الوطن

طارق بركات يكتب: «حياة كريمة».. إرادة دولة 

طارق بركات يكتب: «حياة كريمة».. إرادة دولة 

لا شك أن الطريق نحو تحقيق التنمية المستدامة مليء بالتحديات،  فالتغلب على العوائق الاقتصادية والاجتماعية يتطلب إرادة قوية وتخطيطًا استراتيجيًا محكمًا.

وفي مصر كانت المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» تطبيقا واقعيا لذلك، إذ يمكن القول إن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو تحقيق مستقبل أفضل، عبر الالتزام بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص للجميع، فكانت ولا تزال «حياة كريمة» رمزًا للأمل والتفاؤل ودفعة لمواجهة التحديات وتخطي الصعاب. تلك المبادرة ليست مشروع تنموي عابر، بل رسالة أمل لكل المصريين، بأن الغد يحمل في طياته فرصًا جديدة وحياة أفضل. 

تتجلى إرادة الدولة المصرية بوضوح في مبادرة «حياة كريمة»، التي تُعد مشروع القرن للألفية الجديدة ورمزًا للالتزام الحكومي، رغم تحديات اقتصادية متنوعة ومتلاحقة حول العالم، وتغيرات دولية وحروب عالمية وأزمات إقليمية متلاحقة، تواجهها مصر، ومع ذلك كانت للقيادة السياسة رؤية بضرورة استكمال منارة الأمل في قرى مصر، تلك المباردة التي أضاءت درب التنمية، وبثت روح التفاؤل في نفوس الملايين من أبناء هذا الوطن العريق، لتكون نواة للتغيير نحول الأفضل.

وباعتباري شاهد عيان في أرض معركة التنمية، فبدأت «حياة كريمة» برؤية طموحة تستهدف تحسين مستوى المعيشة في القرى والمناطق الريفية، تلك الأماكن التي طالما عانت من التهميش والإهمال، إذ استهدفت المبادرة في مراحلها الأولى آلاف القرى المصرية، لتزويدها بالخدمات الأساسية من مياه صالحة للشرب، وصرف صحي، وكهرباء، فضلاً عن تطوير البنية التحتية والتعليمية والصحية.

لم تتوقف المبادرة عند تطوير الحجر، بل تجاوزت ذلك إلى تنمية البشر، عبر الاهتمام بالعنصر البشري من خلال برامج التعليم والتدريب المهني، بجانب تمكين الشباب وإكسابهم المهارات اللازمة للاندماج في سوق العمل، ودعم المرأة المصرية. 

هذه المبادرة ليست مجرد برنامج حكومي، بل هي تجسيد لروح المسؤولية الاجتماعية والتضامن الوطني، فالاستثمار في العنصر البشري يعزز من قدرات الأفراد ويؤهلهم للمساهمة الفعالة في تنمية مجتمعهم، ما يخلق دورة مستدامة من النمو والازدهار.

نجحت المبادرة في تخفيف العبء الاقتصادي عن كاهل المواطنين، وأوجدت حالة من الاستقرار الاجتماعي الذي يعد أساساً لأي تنمية اقتصادية مستدامة، وما يميزها عن غيرها من المبادرات هو روح التضامن الوطني التي تجسدت من خلال تضافر الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني. هذا التعاون المثمر أسهم في تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، وأثبت أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بتكاتف الجميع من أجل هدف مشترك.

ومع استمرار المبادرة في تحقيق أهدافها الطموحة، يظل السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد؟ الإجابة تكمن في الرؤية المستقبلية التي تتبناها «حياة كريمة». إن الهدف لا يقتصر على تحسين الظروف المعيشية الآنية، بل يمتد ليشمل خلق بيئة مستدامة تتيح للأجيال القادمة فرصًا أفضل للنمو والازدهار.

--------------------------------

كاتب المقال

اللواء طارق عبد الباعث بركات رئيس قطاع شمال وغرب الدلتا بحزب حماة الوطن


مواضيع متعلقة