«الحريديم» عاصفة تزلزل جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو.. ماذا يحدث في إسرائيل؟

كتب: أحمد حامد دياب

«الحريديم» عاصفة تزلزل جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو.. ماذا يحدث في إسرائيل؟

«الحريديم» عاصفة تزلزل جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو.. ماذا يحدث في إسرائيل؟

أثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، إرسال خطابات تجنيد 1000 من الحريديم اعتبارا من الأحد المقبل، وتجنيد 3000 منهم خلال 45 يومًا، غضب الحاخامات اليهود في إسرائيل، والذي وصل إلى دعوتهم لرفض هذه الخطابات وعدم الذهاب لمراكز التجنيد.

اليهود المتشددون يعتقدون أن الخدمة العسكرية لا تتفق مع أسلوب حياتهم

وبحسب موقع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن القوانين السابقة منحت الرجال الحريديم إعفاءً من الخدمة العسكرية حتى يتمكنوا من الدراسة بدوام كامل في المدارس الدينية، ومع ذلك فإن الغالبية العظمى منهم لا ينضمون إلى الجيش حتى لو لم يدرسوا، إذ يعتقد العديد من اليهود المتشددون أن الخدمة العسكرية لا تتفق مع أسلوب حياتهم، ويخشون أن يتم تحويل أولئك الذين ينضمون إلى الجيش إلى علمانيين. 

الحكومة تعهدت بتجنيد الحريديم لكن ببطء 

وفي الشهر الماضي، قضت المحكمة العليا بأنه لم يعد هناك أي إطار قانوني يسمح للدولة بالامتناع عن تجنيد طلاب المدارس الدينية في الخدمة العسكرية، وأمر النائب العام الحكومة بالبدء فورًا في عملية تجنيد 3000 من هؤلاء وهو العدد الذي قال الجيش إنه قادر على معالجته في هذه المرحلة الأولية.

وتعهدت الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، التي تضم حزبي شاس ويهودوت هتوراة المتدينين المتشددين، بإقرار تشريع من شأنه أن يزيد ببطء من تجنيد الحريديم، ولكن لا تزال هناك فجوات كبيرة بين رغبات الفصائل الحريدية ورغبات العديد من كبار المشرعين في حزب الليكود الحاكم.

رد فعل عنيف للحاخامات ورفض كامل لقرار التجنيد

وفي رد فعل عنيف على قرار جيش الاحتلال بتجنيد الحريديم أصدر مجلس حكماء التوراة في حزب شاس، الزعماء الروحيين للحزب الحريدي الذي يمثل اليهود المتشددين، تعليمات لأتباعه بتجاهل أوامر التجنيد الأولية التي أصدرها الجيش لأعضاء المجتمع الحريدي.

وأمر المجلس طلاب الحريديم «لا تستجيبوا لأي أوامر تجنيد بما في ذلك الأوامر الأولية ويجب ألا تحضروا إلى مراكز التجنيد».

كبار الحاخامت يرفضون القرار

كما أطلق كبار الحاخامات السفارديم والأشكناز الذين طلبوا من أتباعهم الأسبوع الماضي تجاهل أوامر الاستدعاء، وتعتبر مسودات الأوامر الأولية هي المرحلة الأولى في عملية الفحص والتقييم التي يقوم بها الجيش للمجندين الجدد، قبل الالتحاق بالجيش في العام المقبل.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن النزاع حول المجتمع الحريدي الذي يخدم في الجيش هو أحد أكثر النزاعات إثارة للجدال في إسرائيل، حيث لم تتوصل محاولات حكومية وقضائية على مدار عقود من الزمان إلى حل لهذه القضية، وتقاوم القيادة الدينية والسياسية الحريدية بشدة أي جهد لتجنيد طلاب المدارس الدينية التقليدية الذين يشاركون بالفعل في الدراسة الدينية.

وفي تسجيل صوتي نشرته هيئة البث الإسرائيلية (كان)،  قال الحاخام الرئيسي السابق لليهود السفارديم يتسحاق يوسف إنه يجب إعفاء جميع الرجال المتشددين من الخدمة العسكرية، حتى أولئك الذين لا يشاركون في الدراسة بدوام كامل في مدرسة دينية.

وقال إن جميع المتعلمين أبناء التوراة معفون من الذهاب إلى الجيش، حتى لو كانوا غير متعلمين، مضيفًا «هناك جنديات وضابطات وألفاظ بذيئة، وهناك أشياء فظيعة هناك لا تذهب إلى هناك».

أستاذ بجامعة القدس: أزمة كبيرة لحكومة نتنياهو

واعتبر الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أن تجنيد الحريديم يمثل أزمة كبيرة لحكومة نتنياهو، مضيفًا في تصريح لـ«الوطن» أن القرار سيستفز «هدوت هتوراة» و«شاس» وهم أقطاب مهمة في الحكومة، لافتًا إلى أنه إذا أصر جالانت على تجنيدهم قد نرى أزمة وتصدع في الحكومة الإسرائيلية.


مواضيع متعلقة