كاظم الساهر.. ابن المعاناة والغربة

كتب: أحمد شعراني

كاظم الساهر.. ابن المعاناة والغربة

كاظم الساهر.. ابن المعاناة والغربة

في المراهقة كانت المواهب مُتعددة، رسم الشخصيات كان في المُقدمة، فكان حائط غرفته، مليئا بالموسيقيين والمُطربين العظام، وكان على رأسهم الموسيقار محمد عبدالوهاب، الذي تأثر به كثيرًا، وأحبه أكثر من عبدالحليم حافظ، لأن محمد عبدالوهاب، موسيقيا أكثر منه مُطرب، لذا هو كاظم الساهر، المطرب الوحيد تقربيًا الذي لحن كل أعماله.

كبر الشاب وذهبت موهبة رسم الشخصيات وظل رسم العيون فقط، يقول إنه تقريبًا 80% من حُكمه على الأشخاص يكون من خلال أعينهم، لأن الأعين تحمل الكثير من الأسرار التي يمكن أن يخفيها اللسان، ولا يقولها الإنسان.

كاظم الساهر ابن الموصل، الذي ولد ضمن أسرة مكونة من 11 فردا، وكان والده ضعيف الحال، لا يستطع في أغلب الأوقات أن يأتي لهؤلاء الصغار بقوت يومهم، لذا دخل المراهق كاظم في معترك الحياة في سن مُبكرة، وله قصة حياة تستطيع بملء فمك أن تنعتها بـ المأساوية، لأنه عمل في سن صغيرة وفي كل المهن، فقط ليجد قوت يومه، فهو كاظم الساهر ابن المُعاناة الذي أصبح تربع على عرش الغناء العربي ولُقب بـ قيصره.

لكن كاظم الموهوب من طفولته في الغناء، وهذا ما أكد عليه كل المقربين منه، قرر أن ينمي تِلك الموهبة، فكان أول جيتار يشتريه من راتبه ثمنه 12 دينارا، وهو في عمر الثالثة عشر حينما كان يعمل في مصنع للغزل والنسيج، تعلم أيضًا العزف على آلة العود، وكان أول لحن له في ذلك العمر، وهي أغنية «أين أنتِ»، وظل يدرس بجانب العمل حتى تخرج في معهد المعلمين، وقام بتدريس الموسيقى وعُين مدرسا للفنون في إحدى المدارس، ثم قرر الالتحاق بمعهد الدراسات الموسيقية، لكن دخل بعدها العراق في الحرب الإيرانية، وكان وقتها كاظم جنديًا بالجيش، لكن بعد الحرب وتحديدًا في 1990 خرج من العراق، وبدأت رحلة الغربة.

كاظم الساهر الذي فقد وطنه، اتخذ من كل البلدان العربية وطنًا له، فعاش عامين في عمان، وانتقل بعدها ثلاث سنوات إلى بيروت، حتى جاء إلى القاهرة وظل فيها فترة طويلة من الزمن أكثر من 10 سنوات، وأصبح بعد ذلك يتنقل بين أربع مُدن كبرى مثل الرباط ودبي وباريسو مربلة.

يقول الخبراء إن كاظم الساهر يمتلك موهبة صوتية غير موجودة في الوطن العربي، لأنه وبحسب علم الموسيقى يمتلك في صوته طبقتين ونصف، ويجيد الغناء من المستويين الجواب والقرار، وهو المعروف بالصوت الأوبرالي، وهو صوت غير موجود بين الرجال في أوطاننا العربية.

«في البدء كانت الكلمة»، والكلمة في أعمال كاظم هي الأساس وكلمة السر، حيث غنى الكثير من القصائد لكبار الشعراء والكتاب، على رأسهم بالطبع الشاعر السوري نزار القباني، لذا يطلق الكثير على كاظم الساهر بأنه مُنقذ القصيدة الغنائية، كاظم الساهر صاحب المدرسة الخاصة في الحب والإحساس يطل على جمهوره في مصر غدًا الخميس بحفل ضخم على مسرح اليو أرينا بمدينة العلمين الجديدة ضمن فعاليات مهرجان العلمين.

يذكر أن حفل كاظم الساهر جاء بالتعاون بين الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وهيئة الترفيه السعودية برئاسة المستشار تركي آل الشيخ.


مواضيع متعلقة