د. أشرف الشرقاوي يكتب: الجيش الإسرائيلي وسرقة وتجارة الأعضاء

د. أشرف الشرقاوي يكتب: الجيش الإسرائيلي وسرقة وتجارة الأعضاء
- «المقابر الجماعية»
- سرقة وتجارة الأعضاء
- جرائم الاحتلال
- تجارة الأعضاء لجنرالات إسرائيليين
- «المقابر الجماعية»
- سرقة وتجارة الأعضاء
- جرائم الاحتلال
- تجارة الأعضاء لجنرالات إسرائيليين
منذ بداية الحرب على غزة يردد الإسرائيليون زعماً بأن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقاً في العالم. غير أن هذا الزعم لا يصمد كثيراً في محك اختبار الحقيقة، فقد تكررت حوادث اقتحام القوات الإسرائيلية لمستشفيات غزة بعد قصفها لفترات طويلة وأخذ الجرحى كأسرى وأخذ جثث القتلى حديثة العهد بالموت بعد إخراجها سواء من ثلاجات الحفظ أو من القبور المؤقتة التي دفنت فيها.
وربما يكون أشهر حوادث اقتحام المستشفيات في غزة هو اقتحام مستشفى الشفاء؛ حيث زعم الجيش الإسرائيلي أن الفلسطينيين أقاموا تحت المستشفى مقر قيادة وسيطرة لحركة حماس، وكان هذا هو المبرر لفترة قصف طويلة. وبعد اقتحام المستشفى نقلت إلى العالم صور أثارت السخرية مما فعله الجيش الأكثر أخلاقاً، منها على سبيل المثال صورة جدول مناوبات الأطباء، الذي زعم الجانب الإسرائيلي أنه جدول توزيع العمل لمقاتلي حماس. ومنها غرفة يبدو أنها غرفة كهرباء زعموا أنها مقر قيادة، غير أن الصور التي لم يتم نشرها كانت الأسوأ وصيغت في صورة أخبار تناقلتها وكالات الأنباء.
كان من بين هذه الصور تدنيس القبور وإخراج جثث الموتى منها وتحميلها على شاحنات تابعة للجيش الإسرائيلي ونقلها لمستشفيات في إسرائيل، حيث تم في هذا الإطار نقل أكثر من 300 جثمان من جثامين الشهداء الفلسطينيين من مستشفى الشفاء وحده، وبالإضافة إلى هذا تم أيضاً نقل بعض الجرحى -من الفلسطينيين المدنيين الذين أصيبوا خلال الحرب ونُقلوا للمستشفيات للعلاج- لإسرائيل وهم بين الحياة والموت دون محاولة إسعافهم، ثم إعادتهم بعد ذلك وهم قتلى ومحاولة دفنهم سراً على عجل، ليتبين لاحقاً أن الجثث التي أُعيدت قد سرق منها بعض الأعضاء البشرية وأن من نُقلوا وهم بين الحياة والموت نُقلوا لسرقة أعضاء من أجسادهم الحية ثم تركهم بعد ذلك ليموتوا.
لم يكن أغرب ما في الأمر أن يعمل بعض الأطباء معدومي الضمير -الذين أقسموا قسم «أبوقراط» وحنثوا به- في نزع الأعضاء البشرية من جرحى على قيد الحياة لزرعها في جنود إسرائيليين أصيبوا وثبتت حاجتهم لنقل أعضاء، ولكن كان الأغرب حقاً أن يتم نزع أعضاء من جريح فلسطيني لتكون جزءاً من الاحتياطي في بنوك إسرائيلية للأعضاء البشرية، مثل بنك القرنيات الذي يحتفظون فيه بمئات القرنيات الفلسطينية، وبنك الجلود الذين يحتفظون فيه بجلود الضحايا الفلسطينيين بعد سلخها منهم، سواء وهم لا يزالون على قيد الحياة أو بعد قتلهم، في مشهد يذكرنا بأفلام الغرب الأمريكي التي تصور كيف كان المهاجرون الأوروبيون يسلخون فروة رأس الهنود الحمر.
وأخيراً فإن بعض هذه الأعضاء البشرية التي تتم سرقتها وخاصة في المستشفيات التابعة للجيش الإسرائيلي تصبح مصدر دخل من تجارة الأعضاء لجنرالات إسرائيليين حاليين وسابقين مشهورين بتورطهم في تجارة الأعضاء البشرية على مستوى العالم، وهي تجارة سرية دولية لها سوق كبيرة وزبائن كثيرون يدفعون الملايين لأجل هذه الأعضاء، ومن أهم التجار في هذه السوق العالمية الكبيرة مجموعة من العسكريين الإسرائيليين الذين يعملون في بيع الأعضاء البشرية من خلال وسطاء دوليين.
وأخيراً، ربما تكون هذه التجارة الخطيرة هي السبب في وجود عدد كبير من المفقودين من المدنيين الفلسطينيين الذين قيل إنهم تعرضوا للقتل ولم يتم التوصل إلى جثامينهم حتى الآن. ربما يكون الوقت قد حان ليتدخل المجتمع الدولي بمؤسساته الطبية والإنسانية (إن جاز لنا أن نستخدم هذا التعبير الذي فقد معناه أمام المذابح والفظائع التي ترتكب فى غزة)، لكي يشكل لجنة تحقيق دولية تحقق في تجارة الأعضاء الإسرائيلية وتتأكد من مصادر بنوك الأعضاء الإسرائيلية ليحاسب من يجب أن يحاسب، سواء من القتلة الذين قتلوا بلا سبب أو من الأطباء وأطقم التمريض الذين باعوا ضميرهم المهني أو الإداريين الذين سمحوا بنزع أعضاء من جرحى أحياء وتستروا عليها أو الجنرالات الذين شاركوا في هذه التجارة.