الطبيعة في مواجهة «الاحتباس الحراري».. الأشجار والغابات هي الحل

الطبيعة في مواجهة «الاحتباس الحراري».. الأشجار والغابات هي الحل
- «الاحتباس الحرارى».
- «زراعة 100 مليون شجرة»
- التشجير
- البنية التحتية
- «الاحتباس الحرارى».
- «زراعة 100 مليون شجرة»
- التشجير
- البنية التحتية
باعتبارها من أهم أدوات امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون الذى يسهم بنسبة 63% فى غازات الاحتباس الحرارى المسببة للتغيرات المناخية، تلعب الأشجار والغابات دوراً مهماً فى مواجهة التغيرات المناخية وما يصاحبها من ارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة، وذلك حسبما تؤكد الدكتورة مها فاروق، رئيس قسم الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين.
«فاروق»: مصدات الرياح فى مناطق الاستصلاح الجديدة تُخفض درجات الحرارة صيفاً.. ويجب الاهتمام بتشجير الطرق والشوارع
قالت «فاروق» إنّ جميع دول العالم تولى اهتماماً كبيراً بما يُعرف بـ«التشجير الطولى»، الذى يشمل تشجير الطرق والترع والمصارف وشوارع المدن والقرى، حيث تتمتع الأشجار بتكوين كتلة حيوية هائلة تختزن كميات كبيرة من الكربون تصل إلى مئات السنين دون إطلاقه للطبيعة مرة أخرى.
وأضافت: «من بين مئات الأنواع الشجرية الموجودة على ظهر الكوكب، تتميز الأنواع ذات الأعمار الطويلة والتى تصل إلى مرحلة النضج فى مدة زمنية طويلة، مثل الصنوبريات، بإعطاء كتلة حيوية كبيرة متمثلة فى الساق الرئيسى للشجرة (الجذع) مقارنة بباقى أجزاء الشجرة (أفرع وأوراق وأزهار وثمار)، ولذا فإن اختيارنا للأشجار يتحدد طبقاً للغرض من زراعتها».
وتابعت: «فى مصر يمكننا زراعة أشجار الصنوبريات فى الغابات التى تُروى بمياه الصرف المعالجة أولياً فى الصحراء، شمال ووسط الجمهورية، وذلك كمخزونات جيدة للكربون للمساهمة فى خفض درجات الحرارة، بالإضافة لاعتبارها مخزوناً جيداً للأخشاب، كما يمكننا زراعتها كأحزمة واقية ومصدات رياح مع الأنواع الشجرية الأخرى فى مناطق الاستصلاح الجديدة للعمل على خفض درجة الحرارة صيفاً بمقدار من 3 إلى 5 درجات مئوية، ورفعها شتاء بمقدار 2 - 4 درجات مئوية، مع رفع درجة الرطوبة النسبية بمقدار 2 - 4%، وتقليل كمية مياه الرى بنحو 2 -4%، مع الحفاظ على التربة من التعرية، وزيادة المحصول بنسبة من 5 إلى 35%».
وأكدت أستاذ الأشجار أن القيادة السياسية فى مصر تهتم بتشجير المدن والريف من خلال تفعيل المبادرة الرئاسية «زراعة 100 مليون شجرة»، مشيرة إلى أملها فى أن تصل نسبة التشجير بالمدن إلى ما لا يقل عن 30%.
وأوضحت أن الأشجار تعمل على تبريد الأسطح من خلال التظليل، إضافة لإزالة الحرارة الكامنة من خلال البخر، كما تقلل كمية ضوء الشمس التى تمتصها البنية التحتية، مثل المبانى والأرصفة، وبالتالى تقلل من كمية الطاقة التى يعاد إشعاعها فى البيئة المحيطة، كما أن دراسة حديثة أوضحت أن تأثير التبريد الناتج عن التظليل من الأشجار أكثر أهمية من تأثير التبخر.
ولفتت إلى أن درجة الحرارة فى الأماكن المشجرة تقل بنحو 12 - 15 درجة مئوية عن الأماكن غير المشجرة، ودرجة الحرارة تحت ظل الأشجار تقل بنحو 11 - 25 درجات مئوية عن المكان المكشوف فى المساحة نفسها، فى الوقت نفسه نجد أن الأشجار تحتجز كميات كبيرة من العوالق والملوثات فى الجو، ما يساعد على تلطيف الجو وتنقيته، ولذا نشعر بانخفاض درجة الحرارة أكثر.
وأوضحت أن من أهم الأشجار التى تصلح لهذا الغرض، السرسوع والزنزلخت والبوانسيانا والبلتفورم وأبوالمكارم وغيرها، التى تعطى الظل مع جمال المظهر بأزهار مبهجة، وهو ما يوفر علينا فاتورة العلاج جراء الأمراض التى لها علاقة بالإجهاد الحرارى والتى قد تصل فى بعض الأحيان للوفاة، مع توفير الطاقة اللازمة لتكييف الجو، وتقليل صيانة الطرق والمحافظة على الأسفلت وتقليل استهلاك إطارات السيارات، أيضاً توفير المأوى لكثير من الكائنات الحية بما يحافظ على التنوع الحيوى.
بدورها، أكدت د. إيناس أبوطالب، رئيس جهاز شئون البيئة السابق، وأستاذ تكنولوجيا معالجة المخلفات السائلة والدراسات البيئية بالمركز القومى للبحوث، أن تشجير الطرق الجديدة بأشجار تسمح بامتصاص الحرارة وثانى أكسيد الكربون وتُنتج لنا الأكسجين يسهم فى تقليل درجات الحرارة بدرجة كبيرة.
وأضافت لـ«الوطن»: «الشيء الآخر المهم هو أن نبنى مبانى تتناسب مع بيئتنا، وحجم المبانى يكون صغيراً وحوله أشجار كثيرة، والمساحات بين المبانى وبعضها تكون مناسبة لتسمح بتجديد الهواء، مما يُحسن صحة المواطنين ويحد من ارتفاع درجات الحرارة، وبشكل عام علينا أن نسعى دائماً للبحث عن الطرق الطبيعية البديلة للحد من ارتفاع درجات الحرارة».