«الدمية هتنطق».. مشروع تخرج طالبة «فنون جميلة» يجسد مشاعر مؤثرة

«الدمية هتنطق».. مشروع تخرج طالبة «فنون جميلة» يجسد مشاعر مؤثرة
مقطع فيديو لا يتعدى الدقيقة تظهر به دُمية بوجه حزين ونظرة خائفة ضائعة تشبه النظرة الإنسانية، عندما يدرك الشخص أنّ حياته فارغة بدون أيّ إنجاز وأنّه أفناها في لا شيء، ينتابه شعور بالحزن الشديد والخوف، وهذا ما عبَّرت عنه طالبة في كلية الفنون الجميلة في مشروع تخرجها يحمل اسم «إدراك» بتصميمها لدُمية يحمل وجهها مشاعر إنسانية بَحتة وتعبِّر عن مكنونات الإنسان من حزن وخذلان وخوف.
بسنت سامح، طالبة في كلية الفنون الجميلة، شعبة العرائس والأقنعة، تبلغ من العمر 23 عامًا، استطاعت أنّ تجسِّد مشاعر إنسانية على وجه دُمية، للتعبير عن شعور شخص لا يستطيع تحقيق شيء في حياته مضى به العمر بدون إنجازات تُذكر، ومرَّت به الحياة سريعة، ودُمية أخرى تجلس على كرسي مُنتكسة الرأس في قلبها فراغ يخرج منه ضوء بسيط دلالة على أن صاحبها على قيد الحياة، ولكنّ حياة فارغة تماما ليس بها أيّ إنجازات، وقالت لـ«الوطن»: «أنا عبَّرت عن اللي جوايا عن اللي أنا حاسة بيه واللي ناس كتير حاسين بيه وأن إزاي بتكون مشاعر الإنسان وقت مابيحققش أي حاجة في حياته ويتخلى عن حاجات كتير بيحبها لأنه بس مش قادر يعملها».
دُمية تحمل مشاعر إنسانية
مَثلت «بسنت» مشروعها على شكل دُميتين، لنفس الشخص لكنّ يحملان مشاعر مختلفة، إحدهما تجلس على كرسي بشكل مُتخاذل ضَائع بجانبها كاميرا خاصة بها، لأنّها كانت تُحب التصوير، ولكن لم تُنجز بها شيئا، وأخرى تقف تنظر لها نظرة خائفة عاجزة مصدومة مُدركة مرور حياتها الفارغة أمامها «القاعدة دي أنا مثلتها مش مجرد قاعدة عادية لأ دا إزاي قاعد كدا وهو مش مستمتع بحياته والدُمية التانية واقفة بتبصلها بعد ما أدركت الكارثة اللي بقت فيها واللحظة اللي أدرك نفسه فيها» بحسبما قالت «بسنت».
وبعدما انتهت «بسنت» من صنع الدُمية أرادت أن تضع لها اسمًا يعبِّر عنها ويشرح فكرتها التي أرادت توصيلها فأطلقت عليه اسم «إدراك» وقالت: «بعد ما خلصت وهما واقفين قدام بعض ماجاش في بالي غير كلمة إدراك أن خلاص الشخص أدرك أن حياته عدت عليه فاضية وازاي هو حزين على نفسه دلوقتي فحسيت أن دي النظرة والحالة اللي عايزة أوصلها فقررت أسميه إدراك».
دُمية من عجينة وورق فوم
صنعت «بسنت» هذا الإنجاز في وقت قصير لا يتخطى الشهر، ومن مواد بسيطة عبارة عن عجينة وورق وفوم وغرا «كراتين بيض وورق جرايد وعصيان خشب» وأما العينين استخدمت فيها كرة من الفوم ومادة «الفوليستر» في محاولة لصنع دُمية غير مكلفة ولكن بشكل جميل يساعدها في توصيل فكرتها، وبلغ طول الدُمية الواحدة 185 سم، وتروي بسنت «أنا ماكنتش حابة أعمل أي عروسة أو ماريونت وخلاص كنت حابة أعمل حاجة الناس تحسها وتكون مختلفة وفعلا دا اللي حصل الناس فهمت أنا عايزة أقول إيه بدون أي شرح مني».
تفاعل واسع على «فيس بوك»
وبمجرد نشر مقطع الفيديو تفاجأت برد فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مشروعها، بعدما نجح البعض في فهمه من الاسم ونظرة العينين فقط بدون شرح منها، وتضمنت التعليقات على موقع فيس بوك «كل سنة قادرين طلبة فنون جميلة يبهرونا» وعلقت إحداهما «هي إزاي بجد قادرة تمثلني بالشكل دا» وقالت الأخرى «إنتي إزاي قدرتي تعبري عنا كدا».