خالد فرج يكتب: محمد منير.. الوطن البديل

كتب: الوطن

خالد فرج يكتب: محمد منير.. الوطن البديل

خالد فرج يكتب: محمد منير.. الوطن البديل

حنجرته الذهبية دوّت فى أرجاء مدينة العلمين، لتعكس صوت عروبته الذى انتفض لأجل فلسطين الحبيبة، فقد وقف محمد منير شامخاً بجسده وإحساسه ليؤكد أنه صوت مصر فى الغناء والطرب، هو وحده من يستحق هذا اللقب، لأنه صاحب «حدوتة مصرية» عابرة للزمن ولكل الأجيال.

«منير» الكينج الذى أرتمى فى أحضان أغانيه وقت الفرح والحزن، الانتصار والانكسار، الشوق والفراق، ومشاعر أخرى متباينة لا تنتابنى إلا مع صوته وأغانيه، فدوماً أراه بمثابة وطن بديل قد ألجأ إليه وقت الأزمات، والتى سرعان ما أجد انفراجة لها بفضل طاقة الأمل والتفاؤل المنبعثة من صوته.

وقف «منير» على مسرح «الأرينا» حاملاً رسالة وطنية، مفادها أن القدس عربية وستعود يوماً ما لأصحابها، ولأجل هذا الهدف السامى غيّر من كلمات أغنيته الشهيرة «مدد»، ليردد بصوت حماسى: «أقسمت بالحرية.. القدس عربية»، وجاءت تلك الرسالة متسقة مع قرار إدارة مهرجان العلمين بتخصيص 60% من أرباح الدورة الثانية لإخواننا فى غزة، ليعكس هذا القرار مواصلة مصر دورها فى دعم القضية الفلسطينية.

وإذا تحدثت عن حفل افتتاح مهرجان العلمين، فقد جاء مبهراً فى كل تفاصيله، بداية من مرحلة تنظيم شركة «تذكرتى» واهتمامها بأدق التفاصيل، إضافة إلى تصميم المسرح الذى حاكى المسارح العالمية على مستوى الشكل ونظام الصوت.. إلخ، فضلاً عن الألعاب النارية التى قدمها الفنان أحمد عصام كعادته بحرفية شديدة، ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه رائد فى هذا المجال، وصولاً للجمهور الرائع الذى رسم لوحة بديعة تؤكد أن الشعب المصرى ذوّاق للفن بطبعه.

وسأظل دوماً مؤمناً بمقولة «ما أجمل البدايات»، والبداية المبهرة لهذه الدورة تؤكد أننا أمام دورة استثنائية مليئة بالفعاليات الترفيهية والرياضية وخلافه، خاصة أننا أمام اتفاقية تعاون مثمرة بين الشركة المتحدة وهيئة الترفيه برئاسة معالى المستشار تركى آل الشيخ، والتى تنص على رعاية هيئة الترفيه لـ4 مسرحيات و3 حفلات غنائية، فيما ستقدم «المتحدة» مسرحيتين فى موسم الرياض، وأرى أن تعاون اثنين من الكيانات العربية الكبرى سينعكس إيجاباً على الفن ويُسهم بالتبعية فى انتعاشه.

وتشهد الدورة الثانية للمهرجان استكمالاً لنجاح الدورة الأولى على صعيد تنظيم الحفلات الغنائية لكبار نجوم الغناء فى مصر والوطن العربى، حيث سنرى فى تلك الدورة كلاً من عمرو دياب، تامر حسنى، كاظم الساهر، ماجدة الرومى، ويجز، كايروكى، تامر عاشور، سعاد ماسى وآخرين.

وإذا تكلمنا عن الجانب الترفيهى، فسنجد أن الأطفال على رأس أولويات هذه الدورة من خلال مهرجان «نبتة» المهتم بالطفل، والذى اختير الفنان أحمد أمين لرئاسته فى اختيار مدروس بعناية فائقة، انطلاقاً من تجربة «أمين» فى رئاسة تحرير مجلة «باسم» للأطفال لمدة 10 أعوام، كما سيهتم المهرجان بصناعة محتوى للأطفال، متضمناً ورشاً عديدة لصغار رواد الأعمال، كما سيتم تنظيم مسابقة لمحتوى الأطفال والنشء، وسيتم توزيع جوائز وتكريمات للمتميزين منهم.

وأقولها مجدداً إن البدايات القوية تقودنا إلى نهايات أقوى، وهو ما أتمنى أن يسير عليه مهرجان العلمين فى دورته الثانية


مواضيع متعلقة