الأميرة رشا يسري تكتب: «فلسطين في القلب».. رسالة «المتحدة» تعكس زعامة مصر

الفن ليس مجرد وسيلة للتعبير عن الجمال والإبداع أو طريقة للاستمتاع والرفاهية فقط، بل هو أيضاً أداة قوية لتوجيه الرسائل، ولدعم القضايا الوطنية والقومية الكبرى، سيدة الغناء العربى وكوكب الشرق العظيمة أم كلثوم كانت من أبرز الأمثلة على المسئولية القومية والوطنية للفن تجاه القضايا العربية الكبرى، وكانت أعمالها ومواقفها مصدر إلهام للكثيرين فى وقت الأزمات والحروب.

خلال حرب السويس فى عام 1956، التى عُرفت بالعدوان الثلاثى على مصر، قامت أم كلثوم بتخصيص إيرادات حفلاتها لدعم المجهود الحربى المصرى، لم تكن تلك هذه المبادرة الأولى من نوعها، فقد سبق لها أن قدمت إيرادات حفلاتها لدعم الجيش المصرى فى مناسبات متعددة، مؤكدة إيمانها العميق بدور الفن فى خدمة الوطن، والقضايا العربية.

بعد حرب 1967، نظمت أم كلثوم عدة حفلات فى دول عربية وغربية، خُصّصت عائداتها لدعم جرحى الحرب وأسر الشهداء، إحدى أشهر حفلاتها كانت فى باريس، وقد تبرعت بإيرادات الحفل بالكامل لصالح صندوق دعم المجهود الحربى.

قبل ذلك وفى عام 1948، خلال حرب فلسطين، أقامت أم كلثوم سلسلة من الحفلات لجمع التبرعات لدعم الجيش المصرى والجهود الحربية فى فلسطين. هذه الحفلات كانت جزءاً من حملتنا الوطنية فى مصر لدعم القضية الفلسطينية.

بعد حرب أكتوبر 1973، زارت أم كلثوم الجنود على الجبهة، وقدمت لهم الدعم المعنوى من خلال الغناء لهم وتشجيعهم، أم كلثوم لم تكن فقط أيقونة فنية، بل كانت أيضاً رمزاً للوطنية والتضحية.

استخدمت أم كلثوم شهرتها ومكانتها لدعم القضايا الوطنية والعربية الكبرى بكل ما تملك، ومن ذلك رائعتها «أصبح عندى الآن بندقية.. إلى فلسطين خذونى معكم»، التى كتبها نزار قبانى ولحنها محمد عبدالوهاب، وتقوم على تحية الكفاح الفلسطينى ضد الاحتلال، وجاء لحنها تعبيرياً خالصاً لا يزال معبّراً بقوة مع الكلمات والأداء الرائع لسيدة الغناء العربى عن الإصرار الممتد لأمتنا المصرية والعربية على تحرير فلسطين، لأن وضع الفلسطينيين لم يتغير كثيراً منذ خرجت هذه الأغنية لأول مرة، لذلك يشعر من يسمعها وكأنها تعبر عن الوضع الحالى لشعب فلسطين الشقيق.

دور مصر المتفرد فى دعم القضايا العربية يتجلى أيضاً فى مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية. ومن هذا المنطلق، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تخصيص 60% من عائدات مهرجان العلمين فى نسخته الثانية لصالح فلسطين، فى لفتة تعكس عمق العلاقات بين مصر وفلسطين من جهة، ومن جهة ثانية تعكس أيضاً تواصل الخط المستمر الذى لم ينقطع يوماً وسرى عليه الفن المصرى ولا يزال فى مناصرة القضية الفلسطينية منذ النكبة فى 1948 وحتى الآن.

هذه الخطوة من الشركة المتحدة تأتى تأكيداً جديداً على استمرار مصر فى دعمها القوى والمتنوع للفلسطينيين، حيث ظهرت الملصقات الدعائية للمهرجان تحمل العلم الفلسطينى بجانب العلم المصرى، تحت شعار «العالم علمين».. الله يا مصر.

وخلال المؤتمر الصحفى لمهرجان العلمين، الذى عقد فى نورث سكوير بمدينة العلمين الجديدة، تم الكشف عن تفاصيل الدورة الثانية التى تعد بالكثير من المفاجآت، على غرار النجاح الباهر الذى حققته الدورة الأولى. إذ شهدت تلك الدورة حفلات غنائية لمطربين بارزين مثل نانسى عجرم، ومحمد منير، وراغب علامة، وإليسا، وأحمد سعد، وتامر عاشور، وحكيم، مما يعكس التزام الفنانين بدعمهم للقضايا العربية وفى القلب منها قضية فلسطين.

الفن بأشكاله المختلفة لطالما كان من أفضل الوسائل للتعبير عن قضايانا العربية، ومدافعاً عن حقنا ضد الاحتلال الغاشم. الفن المصرى على وجه الخصوص لم يغفل يوماً التعبير عن القضايا المهمة التى تمس كل مواطن عربى، وأبرزها القضية الفلسطينية وأرض فلسطين التى تنزف يوماً بعد يوم. لذا، سعى الفن المصرى بأنواعه إلى مناصرة تلك القضية، من خلال تقديم العديد من الأغانى المناصرة والحماسية منذ بداية الصراع العربى الإسرائيلى.

بهذا السياق، يمكن القول إن الشركة المتحدة تعى تماماً دور مصر ومكانتها التى يجب ألا تتراجع أبداً بل ويجب أن تنمو مهما كانت وتكون التحدّيات بأن تستمر فى تعزيز الروح الوطنية والعربية، مسجلةً بذلك دوراً تاريخياً وفعّالاً فى مسيرة الشعوب نحو التمسك بالحق والأرض