شاب إخوانى: نرفض عودة الوجوه القديمة لممارسة الكهنوت علينا

كتب: محمد طارق

شاب إخوانى: نرفض عودة الوجوه القديمة لممارسة الكهنوت علينا

شاب إخوانى: نرفض عودة الوجوه القديمة لممارسة الكهنوت علينا

تنشر «الوطن» شهادة أحد الكوادر الشبابية الإخوانية الهاربة لتركيا، ويُدعى محمد الصنهاوى، حول الانتخابات التى أُجريت فى إسطنبول لانتخاب مكتب إخوان بالخارج، والتى أفضت إلى نجاح القيادى أحمد عبدالرحمن وترؤسه للمكتب. وشنّ الصنهاوى، خلال شهادته التى نشرها على صفحته على «فيس بوك»، هجوماً حاداً ضد القيادات المعزولة والحالية للتنظيم، حيث رفض عودة مجموعة محمود عزت، نائب المرشد، بعد فشلهم خلال العامين الماضيين، فيما انتقد الطريقة التى تم بها انتخاب القيادات الجديدة. وإلى نص الشهادة: الكلام فى العموم ليس تأييداً للمكتب الجديد ورجاله.. بأتكلم عن موقفى الشخصى، لأنى ماعرفش عنهم حاجة تدفعنى لدعمهم أو مهاجمتهم حتى الآن، لكنى أرفض عودة الوجوه القديمة لممارسة الوصاية والكهنوتية بأى شكل.. كما أرفض حالة التوهان وانعدام المعلومة الأساسية لدى الصف الإخوانى فى مجمله عما يحدث، فندخل نفس الديلمة القميئة، كما أن حالة الانعزال عن واقع تبادل المعلومة والخبر دلوقتى حالة مزرية جداً. فسياسة «اردم اردم» دى والله لا هتنفع ولا هتشفع.. ودى من ضمن باقة الدماغ القديمة اللى عمرها ما هتدى مخرج جديد فى النهاية، وأمر السرية إذا كان مقبول عند إخوان الداخل لظروفهم الأمنية الطاحنة طبعاً، فهو أبداً غير مقبول عند إخوان الخارج اللى مرحرحين أيما رحرحة ومابيصحوش غير على صوت سفير البلد اللى هما فيها وهو بيطالبهم بالرحيل. واللى حصل فى انتخابات الخارج وعايشت جزءاً منه بشكل شخصى كان مسخرة، الناس اقتنعت إنه لازم انتخابات بقى وكده.. فراحوا عملوا انتخابات بس تقريباً مافهموش هما عاوزين إيه ولا فهموا الناس، فكل رتبة تنظيمية معينة كان لها حق الانتخاب، والناس، ترشحت، وخلاص شكراً بقى عندنا انتخابات صحيحة الإجراءات.. بس مفيش منها فايدة تُرجى، المهم علّمنا فى الجدول أمام الانتخابات علامة صح، ولم يكن فيه أى معيار واضح يعرفه المصوتون يعكس إمكانات المرشحين (ده مين وإيه إمكانياته ومدى ملاءمته لدوره، ووظائف دوره دى إيه). ولم يكن هناك أى تواصل بين الناس اللى اترشحت وبين المصوتين قبل يوم التصويت.. ماحدش عرض عليهم خطته ولا برنامجه (تعالوا يوم كذا اختاروا من الناس دى وخلاص)، وأزعم أن شخصاً متوسط الثقافة والتعليم فى مصر، وهو رايح ينتخب عضو برلمان كان عارف هو رايح ينتخب مين وليه، ولماذا يتم إجراء انتخابات لإخوان تركيا تحديداً. هحكى تجربتى الشخصية علشان أكون مدقق وأحطها فى عين أى حد يطالب بدليل، من المفترض يعنى إنى شخص متابع بشكل معقول وعندى علاقات معقولة وموجود مع الإخوة فى تركيا.. فقبل الانتخابات اللى ماكنتش أعرف موعدها، تم تقسيم إسطنبول لدواير باعتبار محل السكن فيها، مش باعتبار محل السكن فى مصر، فكان ممكن يكون فيه مرشح من المنصورة بينتخبه ناس ساكنين فى حى فى إسطنبول مثلاً مفيش حد منهم ينتمى للمنصورة! لمجرد إنهم عارفين اسمه وخلاص وبيطلع فى التليفزيون بيقدم برنامج أو بيظهر كضيف كتير. ويوم الانتخابات اتصل عليا أخ قال لى لازم تيجى النهارده.. فلما سألت عن السبب قال لى إنه فيه انتخابات النهارده رفضت وتعللت بانشغالى.. لكن فى قرارة نفسى كنت رافض إنى أكون جزء من عمليات تربيط ولو بحسن نية.. كل واحد يتصل على اللى يعرفهم ييجوا ينتخبوا علشان ينقذ المكتب من أشخاص هو غير راغب فيهم والشاطر اللى يجمع أكتر.. وده كلام فاضى. وإذا كان إخوان الخارج فى تركيا تحديداً على هذا القدر من عدم الجاهزية ومن عدم استغلال فرصة الأمن والحرية.. فنظرتى لتجربتهم -بالإضافة لشواهد أخرى- فى منتهى السلبية، والمجتهد منهم والمجيد هو بطبعه الشخصى.. لكن أزعم إنه مفيش عمل مؤسسى متاح. حتى الجانب اللى كان الإخوان متفوقين فيه من صياغة حاضنة اجتماعية لأفرادهم والمحيطين بهم مش موجود.. العيال مرمية فى الغربة بتاكل فى نفسها ماحدش فاضيلهم.. لما يبقوا يخلصوا اجتماعات الفنادق ولقاءات التليفزيون يبقوا يلتفتوا للكلام الفاضى ده. نرجع تانى نقول: الكلام عن رفض تحركات محمود حسين وإخوانه ليس تأييداً مطلقاً للمكتب الجديد.. خاصة فى ظل فقر المعلومة، وخاصة إن السنوات الأخيرة أفقدتنى الثقة فى كل جهة من فرط ما شفنا من خذلان وتخبط، لكن اللى أنا متأكد منه تماماً إنه مش هينفع الناس القديمة تعود للمشهد وبهذا الشكل الفج الوقح.. يا راجل، ده انت مامعاكش باسوورد حساب رسمى تكتب عليه البيان فبتكتبه على صفحتك الشخصية!!.. عيب.. حقيقى عيب! أنا مدرك تماماً إن الناس دى كتير منها بيتحرك بدافع عاطفة و«أبوية» تصل للفوقية وإحساس عميق بامتلاك أسرار الدعوة وخوف على انحرافها -من وجهة نظرهم- على يد الشباب المتحمس اللى مش فاهم، وماعندوش رصيد خبرة، ولم يخض مواجهات تاريخية مع الدولة المصرية، باعتبار إن هما لما خاضوها نجحوا فى الحفاظ على جسد التنظيم وزخمه.. وده معيار عندهم للأسف. لكن حتى العذر ده مش هينفع.. فيه ناس ممكن تقتل أولادها وهى متصورة إنها بتحميهم. الحقيقة إن الربانية ومصلحة الدعوة والشفافية والمسئولية كانت تقتضى إنك بعد 10 ولا 20 ولا 30 سنة فى موقع إدارى وتنفيذى كنت بعد كارثة كبرى بعد الانقلاب (على حد تعبيره) والفض تتنحى جانباً وتسلم الراية لجيل جديد وتتولى دعمه وتعليمه ومساعدته برصيد خبرتك ومعلوماتك وعلاقاتك.. لكن الإحساس المفرط بإن ماحدش هيعرف يمشيها غيرك ده إحساس قمىء! وفوق إنه بيوضح شكل الطريق المقبل فهو بيوضح قد إيه انت فشلت أصلاً فى تربية كوادر تقدر تسد وقت الشدة وتشيل الشيلة، بدليل إنك مش واثق فى حد يمشيها غيرك. وزى ما أنا مقتنع وهاردد كتير الفترة الجاية: «قد لا نكون عرفنا الطريق الصحيح بعد، لكننا ندرك أننا مشينا الطريق الخطأ ولن نعود إليه مرة أخرى».