3 يوليو.. حين استعاد المصريون وطنهم
تشهد صفحات التاريخ على قصص كفاح الشعب المصري، لم يركع هذا الشعب لمتجبر أيا ما كان، طوال عصور مضت دفعت أرض الكنانة من دماء أبنائها الكثير، ساروا بكل عزيمة وإصرار وشجاعة نحو الشهادة لحماية مقدرات ومكتسبات هذا الوطن، متسلحين جميعا بالولاء لمصر المحروسة. وفي 30 يونيو 2013، كتب المصريون صفحة جديدة من النضال ضد الفاشية والعنصرية لجماعة طائفية جاءت على رأس السلطة في فترة عصيبة.
على مدار عام كامل، سار الوطن في طريق مظلم حيث تحكمت جماعة الإخوان الإرهابية في مقاليد الدولة، مارست الإرهاب ضد المصريين، رفعت شعار «يا نحكمكم يا نقتلكم»، سعت لتقسيم الوطن وزعزعة استقراره، اعتبرت الجماعة نفسها أهم من الوطن، فمن ينسى تصريح مرشدهم الأسبق مهدي عاكف حين قال «طظ في مصر».
خلال ثورة 30 يونيو، قدّم شعب مصر التضحية والبطولات، حيث أضاءوا مشاعل النور وألهبوا مشاعر الوطنية. ومع توحد الشعب ضد الجماعة الفاشية، انحازت قواتنا المسلحة درع الوطن وسيفه لصفوف الجماهير، مستجيبه لمطالب الشعب المصري بإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وفي 3 يوليو كان طوق النجاة، حيث خرج قائد الوطن بخطاب على الهواء محاط بالقوى الوطنية، أعلن فيه عن خارطة طريق جديدة.
11 سنة مرّت علي بيان 3 يوليو الذي ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، هذا البيان الذي مثل طوق إنقاذ مصر، وأسس لمرحلة جديدة للدولة المصرية، استعاد الوطن وأنقذه من براثن الفاشية وأسس للجمهورية الجديدة.
حددت كلمة قائد مصر، مستقبل مصر، تضمنت الخارطة تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت، ويؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية لحين انتخاب رئيس جديد.
جاء البيان بكلمة الرئيس السيسي، متحدثا عن الدور الوطني لقواتنا المسلحة، حيث قال في خطابه «لقد استشعرت القوات المسلحة - انطلاقا من رؤيتها الثاقبة - أنّ الشعب الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنّما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هي الرسالة التي تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسي آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسؤولية والأمانة».
غيّر بيان 3 يوليو مجرى التاريخ، فكانت كلمات قائد الوطن محطمة لصخور اليأس، وممهدة لدروب الأمل، أعادت البسمة إلى وجوه المصريين التي عبست من شدة ما رأته خلال العام الأسود، أعادت مصر للمصريين وأزاحت خطرا كبيرا، ليكتب بأحرف من نور ميلاد مسار جديد لهذا الوطن، حيث إعادة بناء الدولة بعد الفوضى والخراب، سطرت كلمات القائد ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، فتحية لبطل مصر الشجاع عبدالفتاح السيسي، الذي حمل الأمانة بشرف وحافظ على مقدرات الوطن، وتحية لشعب مصر الأبي العظيم، كذلك التحية والتقدير لرجال القوات المسلحة على دورهم الوطني العظيم وتضحياتهم المستمرة للحفاظ على سلامة وأمن مصر وشعبها العظيم.