مجدي البدوي يكتب: ثورة بناء

مجدي البدوي يكتب: ثورة بناء
ستظل ثورة ٣٠ يونيو إحدى النقاط المضيئة فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية لأنها كانت ثورة شعبية قامت بإرادة الشعب المصرى بأكمله.
الثورات السابقة دشنها مجموعة من المواطنين وبعد ذلك انضم إليها الشعب المصرى، على عكس ثورة ٣٠ يونيو التى قام بها الشعب المصرى بأكمله حتى يحرر الوطن من حكم المرشد ليعود حكم دولة المؤسسات ويتم إعادة بناء الدولة المصرية وتبدأ انطلاقة الجمهورية الجديدة. وبالتأكيد تواجه الثورات أحياناً بعض التحديات مثلما تواجه الكثير من الانتصارات، والآن تواجه الدولة المصرية مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية، خاصة فى الأوضاع الاقتصادية بسبب التناحرات الدولية وبعض الكوارث العالمية، وبسبب بعض المواقف الأخرى التى تتخذها الدولة المصرية حفاظاً على أمنها القومى وأيضاً الحفاظ على بقاء واستقرار الدول المجاورة، لذا نحن نحتاج اليوم أن يقف الشعب المصرى بجميع أطيافه لمساندة الدولة فى مواجهة هذه التحديات ونستمر فيها لنستكمل بناء الجمهورية الجديدة التى أوشكت على الانتهاء.
حجم الإنجازات الذى تم خلال السنوات الماضية لا أحد يستطع أن ينكره أو يقلل منه لأنه يمس جميع طبقات المجتمع، ولقد استطاعت الدولة المصرية أن تُحسِّن قيمة الأجور بالنسبة للعاملين فى الدولة بعد أن كان لدينا نظام أجور من أسوأ أنظمة الأجور على مستوى العالم، وتحرك الحد الأدنى للأجور من ١٢٠٠ جنيه إلى ٦٠٠٠ جنيه، كما اهتمت الدولة أيضاً بالعمالة غير المنتظمة فى سابقة لم تحدث لهذه الفئة من العمالة على مدار التاريخ.
لقد سعت الدولة إلى تقديم المميزات المالية لهم، سواء أثناء جائحة كورونا أو فى المناسبات الأخرى، وقدمت لهم شهادات أمان، وعلى المستوى التشريعى قدمت لهم الكثير من الأمان الاجتماعى، خاصة فى قانونى التأمين الصحى الجديد والتأمينات الاجتماعية، وتسعى الدولة حالياً لإنشاء صندوق طوارئ كى يساعدهم فى التدريب والتثقيف والعلاج والمساهمة فى بناء الشخصية الاقتصادية.
كما اهتمت ثورة ٣٠ يونيو بـ«القادرون باختلاف»، ولأول مرة يطالب رئيس الجمهورية القطاع الخاص بتوظيفهم حتى يندمجوا فى المجتمع، وقدمت لهم الدولة الكثير من الخدمات اللوجيستية الأخرى.
لم تنسَ هذه الثورة دور المرأة المصرية واستعادة رأيها ودورها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، لقد تم منحها فرصاً عديدة فى المشاركة السياسية وتقلد المناصب الكبرى والسعى إلى تمكينها ومساواتها وظيفياً بالرجل ودعمها فى جميع المجالات. أكدت ثورة ٣٠ يونيو من جديد أنها مدّت يدها للجميع وسعت لبناء الجمهورية الجديدة بأفكار ورؤى جميع أبنائها، والدليل على ذلك ما حدث فى «الحوار الوطنى» ومشاركة مختلف أطياف المجتمع فى هذا الحوار وخروج الأفكار والرؤى التى ساهمت بشكل كبير فى تطوير الأداء على مستويات عديدة.
وفى النهاية، إذا كانت ثورة ٣٠ يونيو قدمت إنجازات لجميع فئات الشعب المصرى وبناء جمهوريته الجديدة، لذا يجب علينا الآن أن نؤكد على انحيازنا كشعب لهذه الثورة، ونعيد اللحمة بيننا، ونساند الدولة فى مواجهة التحديات حتى ننتصر جميعاً