عبدالله غلوش يكتب: الدروس المستفادة من «ولاد رزق 3»

لم يحتج فيلم «ولاد رزق 3» سوى 9 أيام فقط حتى يتمكن من إزاحة فيلم «بيت الروبى» من صدارة ترتيب قائمة الأفلام الأكثر تحقيقاً للإيرادات فى تاريخ السينما المصرية.. نجاح مذهل وأرقام قياسية استطاع أن يحققها الفيلم رغم منافسة -كنا نحسبها صعبة- مع باقى الأفلام المعروضة فى موسم عيد الأضحى، ومنافسة أخرى أصعب وأشرس مع مباريات بطولة الأمم الأوروبية.. نجاح بعد تهنئة أبطاله وصُناعه عليه، نحتاج أن نرصد ونحلل بهدوء الأسباب التى ساهمت فى تحقيق الفيلم لهذا النجاح المدوى داخل مصر وخارجها، وأبرز الدروس المستفادة من تلك التجربة.

- المقدمات تؤدى للنتائج، والعمل الجيد المتعوب والمصروف عليه يفرض نفسه على الجميع.

- للجزء الثالث على التوالى، الفيلم يضرب المثل فى كيفية توظيف ضيوف الشرف فى مصلحة وخدمة العمل.

- المنظومة الناجحة لا تتأثر برحيل أى شخص، والبديل القوى قادر على تعويض غياب أى نجم مهما كان اسمه.. وأصدق دليل على ذلك آسر ياسين وعلى صبحى اللذان نجحا فى عمل إضافة قوية لأحداث الجزء الثالث من الفيلم وتعويض غياب الثنائى أحمد الفيشاوى وأحمد داوود.

- جميل أن يحمل العمل هدفاً ورسالة، ولكن الأجمل أن تتفاعل معه وتتخيل نفسك جزءاً أو فرداً من عالمه وأحداثه، وهو ما نجح فيه «ولاد رزق 3».. الترفيه والتسلية والانفصال عن الواقع ولو لمدة ساعتين فقط، أهداف لا تقل قيمة أو أهمية عن رسالة الفيلم أو مضمونه.

- بمناسبة الحديث عن الإيحاءات والألفاظ الخارجة، تجدر الإشارة إلى أن الفيلم غير المسلسل، لا يتم فرضه عليك ولكن تنزل من بيتك لتشاهده بكامل إرادتك، أضف لذلك أن هناك تصنيفاً عمرياً للعمل، وبالتالى لا أفهم جملة «الفيلم غير مناسب لأولادنا» لسبب بسيط وهو أن صُناع «ولاد رزق» أنفسهم معترفون من البداية بأن الفيلم غير مناسب لمن هم دون سن الـ16 عاماً.

- إياك أن تشعر للحظة أنه لا يوجد فى مجالك من هو أذكى وأشطر منك، لا تعاند فى الخطأ واسمع من أهل الخبرة ولا تصر على طرح فيلمك فى أى توقيت بدون دراسة السوق ودراسة المنافسين، لأن فارق الإيراد اليومى بين فيلمك والفيلم المتصدر سيؤثر على اسمك وسعرك وحجمك وأجرك فى المستقبل.

- بالبلدى وبالعامية المصرية «ماينفعش تعمل فيلم تصنيفه كوميدى والفيلم مايكونش فيه أى إفيه أو أى حاجة تضحك، لأن ببساطة الفرق فى الإيرادات مع الأفلام اللى المفروض إنها مش كوميدى بس بتضحك أكتر منك بيكون زى ما انت شايف كده بالظبط».

- المنفعة المتبادلة والربح المشترك من أهم المبادئ القائم عليها الاقتصاد العالمى خلال السنوات الأخيرة، وهو ما نجح فى تحقيقه الفيلم بتعاونه مع الهيئة العامة للترفيه بالمملكة العربية السعودية.

- الجيل الحالى محظوظ بلعبة القط والفار بين النجمين كريم عبدالعزيز وأحمد عز للانفراد بالمركز الأول فى قائمة الفيلم الأعلى تحقيقاً للإيرادات فى تاريخ السينما المصرية، وللثنائى أن يفتخرا بأن قائمة الـtop 5 مسجلة باسمهما من خلال أفلام «ولاد رزق 3، بيت الروبى، كيرة والجن، الفيل الأزرق 2، وولاد رزق 2».

- الفيلم يثبت ويؤكد على حقيقة مهمة، وهى أن للدعاية على السوشيال ميديا تأثيراً قوياً ومهماً فى تحفيز نسبة كبيرة من الناس لمتابعة عمل معين، سواء فى السينما أو التليفزيون.

- النقطة الأهم من تجربة «ولاد رزق 3»، ونحن على أعتاب الإعلان عن التشكيل الوزارى المنتظر، أتمنى أن تضع الحكومة الجديدة ضمن أولوياتها خلال الفترة المقبلة حل أزمة التسهيلات الخاصة بتصوير الأعمال السينمائية والدرامية الأجنبية داخل مصر وتهيئة المناخ الملائم لذلك، ومنها تخصيص شباك واحد للحصول على جميع التصاريح وإنهاء كافة الأوراق، الأمر الذى يعود بمكاسب مادية كبيرة للدولة ويجذب عدداً كبيراً من شركات الإنتاج العربية والعالمية للتصوير على الأراضى المصرية، خاصة أننا نمتلك كنزاً من الأماكن السياحية والساحلية والمناطق الطبيعية التى يمكن استغلالها فى التصوير