أنشطة تجارية تنشط مع انطلاق ماراثون الامتحانات.. الرزق يحب «الثانوية»

كتب: جهاد مرسي ومصطفى عنز

أنشطة تجارية تنشط مع انطلاق ماراثون الامتحانات.. الرزق يحب «الثانوية»

أنشطة تجارية تنشط مع انطلاق ماراثون الامتحانات.. الرزق يحب «الثانوية»

سنة حاسمة في عمر الطالب، وثقيلة على كثير من الأسر، لكنها مربحة لأصحاب أنشطة تجارية مختلفة، فمع انطلاق ماراثون امتحانات الثانوية العامة، يزداد الإقبال على بعض السلع والمنتجات، خاصة الغذائية، الموجودة في محيط لجان الامتحانات، حيث يُقبل عليها الطلاب قبل وبعد الامتحان، وكذلك أولياء الأمور الموجودون في الشارع للاطمئنان على أبنائهم.

«الوطن» رصدت الأجواء واستمعت إلى أصحاب محلات وأكشاك وباعة متجولين يحرصون على الوجود في محيط لجان الثانوية العامة مع نسمات الصباح الأولى، وينتظرون الموسم بترقب شديد، حيث تنشط مبيعاتهم، خاصة العصائر والتسالى والـ«ساندويتشات» والمشروبات الساخنة، مما يجعلهم يستعدون للموسم جيداً، ويوفرون كميات أكبر من السلع، ويستعرضون الأصناف الأكثر طلباً أمام الزبائن.

بخلاف السلع الغذائية، دبّت الحياة أيضاً فى المكتبات المختلفة مع بدء الامتحانات، حيث يحرص الطلاب على تصوير الملازم، وشراء المراجعات النهائية والملخصات، مما خلق موسماً منتعشاً لها، ودفع أصحابها لإجراء صيانة على الماكينات، وتوفير الورق والحبر وخلافه مبكراً، آملين أن تحمل لهم «الثانوية العامة» الخير.

«فنجان قهوة» للطالب وولى الأمر.. يعدل المزاج

شق طريقه مبكراً، فبالرغم من دراسته في الفرقة الثالثة بكلية تجارة إنجليزي، قرر النزول للعمل مستعيناً بمشروع أخيه الذى لم يعد بحاجة إليه.

يخرج خالد فضل، صاحب دراجة لبيع القهوة و«الاسبريسو» في المحلة الكبرى، كل صباح مستعيناً بالله لكسب الرزق، ومتلمساً المواسم المختلفة التي تنشط بها المبيعات، ومن بينها امتحانات الثانوية العامة، حيث يستقر بدراجته بجوار مدرسة الإمام محمد عبده الابتدائية، والتي بها حالياً لجان ثانوية عامة بنات، يبيع للمارة والطلاب المشروب الساخن، بخلاف «الشاى واليانسون» أيضاً.

ضغط المذاكرة والنوم القليل والحاجة إلى التركيز تجعل طلاب الثانوية العامة بحاجة إلى كوب قهوة قبل دخول الامتحان، ما يُشعر «خالد» بالمسئولية تجاههم، فيوجد قبل موعد فتح اللجان بفترة، ويظل على حاله طوال اليوم: «الإقبال زايد اليومين دول، الشارع مليان حركة، والأهالي والطلاب فى الشارع».

يستعد «خالد» للموسم جيداً، ويواصل الليل بالنهار حتى يفي بكافة طلبات الزبائن: «بشتري بضاعة أكتر من المعتاد، علشان الطلب بيكون كبير، وبطحن البن من قبلها في المطاحن، وكمان بجهز الاسبريسو من بالليل، وبشتري الشاي العادي والأخضر واليانسون كمان والكوبايات الكرتون والمعالق والمناديل وخلافه»، مشيراً إلى أن معظم زبائنه من أولياء الأمور المرابطين أمام لجان الامتحانات في انتظار أبنائهم، حيث يكونون في أمسّ الحاجة لـ«كوباية قهوة».

«خالد» لم يتجاوز الـ23 عاماً، ولم يخجل من العمل على دراجة قهوة وهو الطالب الجامعي، مبرراً ذلك بأن الشباب أصبح لديه وعي كبير بقيمة العمل، وأهمية السعي مبكراً لكنه قد يحتاج لمزيد من المساعدات والتوجيه، لذلك لم يتردد في إطلاق مشروعه، مستغلاً «ماكينة اسبريسو» كانت بحوزته، ومع نجاح المشروع ازدادت طموحاته وآماله، لكنه يتمسك بموقعه في الشارع، حرصاً على زبائنه.

«فول وطعمية».. أقصر طريق لعقل «الطالب» معدته

وجبة إفطار محببة لشريحة واسعة من المواطنين، يلجأ لها الطلاب وأولياء الأمور كحل سريع قبل الامتحان أو بعده، ما يخلق موسماً لمعظم محلات وعربات المأكولات الشعبية، وخاصةً القريبة من لجان الامتحانات.

إقبال كبير يشهده السيد عتريس، صاحب محل مأكولات شعبية فى مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، منذ بدء امتحانات الثانوية العامة، وفقاً لحديثه إلى «الوطن»: «مع بداية الامتحانات زاد الإقبال بشكل كبير على شراء الفول والطعمية، لأنه فطار شهي وبيشبّع ومعظم الناس بتحبه، وكمان بعض الطلاب بيكونوا مستعجلين يوم الامتحان، فبينزلوا من بيتهم بدري يعدوا عليا يفطروا الأول ويقعدوا في المحل يراجعوا شوية، وبعد كده يتكلوا على الله يدخلوا اللجنة».

قبل بدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة يستعد «عتريس» لهذا الحدث السنوي، من خلال زيادة عدد العمالة داخل المحل، وزيادة الكميات المنتجة من الفول والطعمية بشكل يومي: «بنعتبره موسم، وبنستعد له من بدري، على سبيل المثال لازم بنزود كميات الفول والطعمية زي ما بنعمل في شهر رمضان، لأن أيام الامتحانات الطلاب وأولياء الأمور بيكونوا في الشارع، وبيعدوا على أقرب محل يفطروا عنده».

يحرص بعض أولياء الأمور على التخفيف عن أولادهم، من خلال تناول الإفطار معهم قبل بدء الامتحانات، وفقاً لما ذكره إبراهيم الأسمر، صاحب محل مأكولات شعبية: «فيه أولياء أمور بيحبوا يفطروا مع أولادهم الصبح علشان يكسروا رهبة الامتحانات، يعني بييجوا المحل قبل الامتحان بساعة ونص مثلاً، ويطلبوا أطباق الفول بالزيت الحار أو الطحينة مع طعمية وسلطات طحينة وبطاطس وبتنجان وعيش ويقعدوا ياكلوا في المحل، وفيه ناس تانية تحب تطلب ساندوتشات على السريع، وكل زبون حسب رغبته».

«شيكولاتة وتسالى» أمام اللجان.. بكرة تروق وتحلى

فاترينة زجاجية تحمل من أصناف التسالي والمقرمشات ما لذ وطاب، وأرفف خشبية تزخر بأشهي أنواع الشيكولاتة، بخلاف ثلاجة للمياه والعصائر، هكذا استعدت تُقى وليد لموسم الثانوية العامة، الذي دائماً ما يحمل الخير لها وجميع أصحاب محلات التسالي.

تتشارك تقى وليد، وبعض أقربائها، امتلاك محل شيكولاتة وتسالٍ بمدينة المحلة الكبرى، ويزداد الإقبال عليهم في بعض المواسم، من بينها فصل الصيف، والإجازات والمصايف، ومن قبله ماراثون امتحانات الثانوية العامة، الذي يُربك العديد من الأسر، ويدفعهم إلى الشوارع، محاولين التهوين على أنفسهم بشراء بعض التسالي.

من حسن الصدف أن المحل يجاور مدرسة «عبدالمجيد سليم» بنين بالمحلة الكبرى، في رأى «تُقى»، ما يجعلها تستقبل الزبائن مبكراً، خلال موسم امتحانات الثانوية العامة، كما أنها تستعد له جيداً بتوفير أكثر الأصناف طلباً من قبَل الزبائن وأفضلها سعراً، خاصة المنتجات المحلية: «كل طالب بياخد اللي محتاجة؛ كيكة أو بسكوت أو شيكولاتة، وكمان بيفضّلوا العصائر لأنها تمنحهم بعض الطاقة، وطبعاً البيع بيزيد بعد الامتحانات وخروج الطلاب من اللجان، سواء كان الامتحان سهل وحلو وكويس أو كان صعب، الكل بيشتري ويخفف على نفسه».

ارتفاع درجات الحرارة تسهم أيضاً فى زيادة المبيعات، خاصة للمياه والعصائر، وطوال فترة انتظار أولياء الأمور خارج أسوار اللجان، يزداد إقبالهم عليها، ولا تفوت «تقى» هذه الفرصة، فتوفر أنواعاً مختلفة منها، خاصة المثلجة، وتستقبل الطلاب بابتسامة بشوشة وتحاول طمأنتهم بكلمة أو دعابة.

مذكرات وملازم ليلة الامتحان.. راجع تنجح

مع ساعات الصباح الأولى، تدب الحياة في عديد من المكتبات، لا سيما القريبة من المدارس الثانوية، حيث يُقبل عليها الطلاب لشراء المذكرات وملازم تلخيص المناهج والمراجعات النهائية، ما أسهم في انتعاش حركة البيع والشراء داخلها.

يحكي حمادة إسماعيل دشيش، صاحب مكتبة بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، عن الموسم: «المكتبات زاد عليها الإقبال مع بداية ماراثون امتحانات الثانوية العامة، لأن معظم الطلاب بييحبوا قبل كل مادة يشتروا المذكرات وملازم تلخيص المناهج والمراجعات النهائية، علشان بتكون سهلة ومبسطة».

قبل بدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة، يحرص «رضا» على مساعدة شقيقه «حمادة» في تجهيز المكتبة، فى ظل زيادة الإقبال: «قبل امتحانات الثانوية العامة بفترة بنبدأ نستعد ونعمل صيانة لماكينات التصوير والطباعة، علشان تكون جاهزة وتقدر توفى طلبات كتير من الطلاب اللى بيتوافدوا علينا، وأكتر حاجة بتطلب أيام الامتحانات هى مذكرات تلخيص المواد الأساسية اللي بتمتاز بصغر الحجم، واقتصار محتواها على النقاط المهمة فى المنهج، وبيطلق عليها ملازم ليلة الامتحان، وبتكون بسعر رمزي علشان نساعد الطلاب، ونخفف الضغط عليهم وعلى أولياء أمورهم».

تتفق معه أمل الشناوي، صاحبة مكتبة، مؤكدة أنها تنتظر الموسم من العام للعام: «بيكون فيه إقبال كبير على شراء المواد المكتبية زى الأقلام الحبر والرصاص والمساطر ومزيل الحبر والورق، وبخلاف الأدوات المكتبية، عندي ماكينة تصوير، ومدرسين المواد الأساسية بيتفقوا معايا نعمل مذكرة تلخيص للمنهج، وأنا بصوَّر حوالي 300 أو 400 نسخة مثلاً، والطلبة بيشتروها من عندي، وبتسهّل عليهم المذاكرة، وبتكون أسعارها في متناول الجميع».


مواضيع متعلقة