ابتلعتها مياه سد في تركيا.. معلومات عن قرية كاراكوت التاريخية

01:35 م | الاثنين 24 يونيو 2024

غمرت المياه قرية كاراكورت التركية بالكامل، لتبتلع معها ذكريات وأحلام أهلها، في مشهد أشبه بكابوس مروّع، إذ اختفت القرية بأكملها تحت سطح الماء، ولم يبقَ منها سوى مئذنة مسجدٍ شامخة، تقف كشاهد وحيد على ما تبقى من ذكريات القرية وتاريخها.

معلومات عن قرية كاراكورت

كانت قرية كاراكورت التركية قبل أن تمحيها المياه خلال الأيام الماضية، مُعرضة لخطر الغرق في أي لحظة بالإضافة إلى تفشي فيروس كورونا في القرية بأكملها، وفي عام 2020 اضطر السكان إلى إجلاء منازلهم ومغادرة القرية بعدما دق ّحاكم المنطقة الخطر حينها بقرب غرق القرية بالكامل نتيجة ماء السد الذي جرى بناؤه حديثًا آنذاك.

وبحسب موقع «Duvar English» التركي، فقد نقلت وكالة أنباء «أنكا» عن عدد من القرويين أنّ حاكم المنطقة أبلغ السكان بمغادرة المنازل فورًا ومنحهم فرصة 4 أيام للإجلاء قبل إخلاء المنطقة إجباريًا بواسطة الشرطة.

وبعد الإعلان عن بناء السد، قام القرويون باحتجاجات مختلفة في موقع البناء، وتوجهوا إلى البرلمان للتحدث مع النواب وحاولوا الاتصال بأكبر عدد ممكن من المسؤولين، وعرضت عليهم منازل جديدة، لكنهم قالوا إن هذه الوحدات السكنية الجديدة تقع في مكان مجهول، حيث لا تصلها الكهرباء ولا الماء.

وفي النهاية، جرى إجلاء سكان القرية بالكامل، وحصل أصحاب المنازل على القيمة السوقية لأصولهم المادية كتعويض، إلا أنّه لم يكن كبيرًا بما يكفي لشراء منزل وأراضٍ جديدة في البلدات المحيطة، خاصة وأن الأسعار حينها مالت إلى الارتفاع بشكل حاد في المنطقة المحيطة مع توقعات بتدفق المستوطنين القادمين من قرية كاراكورت.

قرية كاراكورت يبلغ سكانها 1600 نسمة

وتقع قرية كاراكورت في منطقة ساريكاميش بمقاطعة كارس الشرقية، ويبلغ عدد سكانها 1600 نسمة وتضم نحو 150 أسرة، وتضم القرية كنيسة عمرها 2000 عام، بالإضافة إلى العديد من المباني التاريخية، والتي غرقت جميعها بمياه سد كاراكورت على نهر أراس، إذ جرى تصنيف السد من بين أعلى السدود الإسفلتية في العالم، ويبلغ ارتفاعه 142 مترًا، وبدأ تشييده في عام 2017، ومنذ ذلك الحين؛ يقاتل قرويو كاراكورت ضد المشروع، لكن جهودهم ذهبت أدراج الرياح.

وتضم القرية نحو 200 منزل ومباني تاريخية غرقت بالكامل خلال الساعات الماضية، بعدما تسبب إغلاق بوابات السد في فصل الربيع، أن غمرت المياه الأشجار، ومباني تاريخية في القرية، ولم يتبق منها سوى مئذنة المسجد الذي يبلغ عمره نحو 100 عام، وتجمّع سكان القرية حول البحيرة يشعرون بالأسف ويعبّرون عن حزنهم العميق لفقدان قريتهم وذكرياتهم الغالية.