لماذا لا يصاب بعض الأشخاص نهائيا بفيروس كورونا؟

كتب: نانسي علي

لماذا لا يصاب بعض الأشخاص نهائيا بفيروس كورونا؟

لماذا لا يصاب بعض الأشخاص نهائيا بفيروس كورونا؟

عقب ظهور فيروس كورونا، بدأ العلماء في عمل كثير من الأبحاث حول هذا الفيروس الذي غير وجه الحياة على وجه الأرض.

وتم عمل مقارنات بين الحالات المصابة بـ «كوفيد-19»، وإجراء نظرة ثاقبة حول السبب الذي يجعل بعض الأفراد لا يصابون بالفيروس الذي استهدف ملايين البشر، وأسقط آلاف الوفيات حول العالم.

وبناءً على تحليل النشاط الجيني في أنسجة الأنف ودم الأشخاص المصابين بعدوى غير ناجحة لـ SARS-CoV-2، اكتشف فريق من الباحثين بقيادة معهد ويلكوم سانجر وكلية لندن الجامعية في المملكة المتحدة، استجابة مناعية جديدة توفر دفاع قوي في خط المواجهة، وهو ما وصفه موقع «livescience» بـ «الاكتشاف غير المسبوق».

لماذا لا يصاب بعض الأشخاص أبدا بفيروس كورونا؟

في حين أن اللقاحات ومعززاتها قللت بشكل جذري من خطر الوفاة والمضاعفات الشديدة الناجمة عن كوفيد-19، إلا أنها لا تفعل الكثير لمنع فيروس كورونا من الانتشار في بطانة الأنف والجهاز التنفسي.

وبالرغم من أن معظم الناس، يعيشون أسبوعًا بائسًا يعانون خلاله من سيلان الأنف والسعال وآلام الجسم الخفيفة نسبيًا، هناك قلة من المحظوظين، تكون العدوى سريعة الزوال، بينما كان الغريب هو أن هناك عدد من الأفراد لم يصابوا مطلقا بالفيروس  على الرغم من استمرار الوباء العالمي .

اكتشاف سبب عدم إصابة بعض البشر أبدا بفيروس كورونا

 لم يكن واضحًا سبب تمتع بعض الأشخاص بحماية أفضل من غيرهم، حيث تعقد البحث الميداني بسبب الصعوبات في تحديد لحظة التعرض بدقة.

ونفذ الباحثون ما يُعرف باسم «تجربة التحدي»، حيث أصابوا 36 متطوعًا أصحاء تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا عمدًا بسلالة ما قبل ألفا من SARS-CoV-2 في ظل ظروف معملية صارمة.

 والأهم من ذلك، أن 16 من المشاركين لم يتم تطعيمهم مطلقًا، ولم تظهر عليهم أي علامات لعدوى سابقة بـ SARS-CoV-2.

يقول ريك ليندبوم، عالم أحياء الأنظمة الكمية: «كانت هذه فرصة فريدة بشكل لا يصدق لمعرفة كيف تبدو الاستجابات المناعية لدى البالغين الذين ليس لديهم تاريخ سابق لـ كوفيد-19، في بيئة يمكن التحكم فيها بعوامل مثل وقت الإصابة والأمراض المصاحبة»، في المعهد الهولندي للسرطان.

تم تحليل عينات الدم والأنف المأخوذة من المتطوعين لمدة تصل إلى عام بعد الإصابة باستخدام تسلسل الحمض النووي الريبي «RNA» لخلية واحدة، ما يوفر جدولًا زمنيًا لنشاط مئات الآلاف من الخلايا الفردية بتفاصيل غير مسبوقة.

ومن خلال مجموعة البيانات الاستثنائية هذه، حدد الفريق 3 فئات من العدوى، وهي «العابرة، المستمرة، المجهضة»، وفي هذه المجموعة الثالثة اكتشفوا سلاح الجسم السري لتجنب كوفيد-19.

وأضافت النتائج، أنه عندما يبدي معظم الناس استجابة مناعية سريعة ضد الفيروس الغازي في دمائهم، أظهر هؤلاء المتطوعون تفاعلًا دقيقًا، ولكنه أسرع بكثير في أنسجة الأنف، والذي شمل تنشيط خلايا T الثابتة المرتبطة بالغشاء المخاطي «MAIT» وانخفاضًا في الدم الأبيض الالتهابي، «الخلايا التي تخلصت من الفيروس قبل أن يبدأ في الانتشار».

وأكدت الدراسة أيضا، أن فهم كيفية تعامل البيولوجيا البشرية مع هجوم فيروسي أمر حيوي إذا أردنا مكافحة ليس فقط هذا التهديد الدائم، ولكن أيضًا الأمراض الأكثر فتكًا التي سنواجهها بلا شك في المستقبل.


مواضيع متعلقة