الدكتور أحمد طه يكتب: نظام صحي جديد

الدكتور أحمد طه يكتب: نظام صحي جديد
- ثورة 30 يونيو
- القطاع الصحى فى مصر
- حياة كريمة
- صحة أفضل للمواطنين
- ثورة 30 يونيو
- القطاع الصحى فى مصر
- حياة كريمة
- صحة أفضل للمواطنين
ظل القطاع الصحى فى مصر يعانى من أمراض مزمنة متعددة ولعقود طويلة. ألقت هذه الأمراض بظلالها على المجتمع واستدعت لجوء المواطنين الدائم للقطاع الخاص عند ابتغائهم رعاية صحية يكونون فيها آمنين على أنفسهم وذويهم. ولقد أضاف ذلك على الأسرة المصرية أعباء مادية فوق قدرة الكثيرين، حيث تجاوزت نسبة الإنفاق من الجيب على الصحة فى بلادنا ٦٠ فى المائة.
ومع تأسيس الجمهورية الجديدة تصدر تطوير القطاع الصحى اهتمام القيادة السياسية وأولويات الحكومة المصرية، وذلك لتوفير حياة كريمة وصحة أفضل للمواطنين. وبدا واضحاً أن القيادة السياسية مهتمة بأن يكون بناء الإنسان المصرى هو بوابة الدخول لعصر جديد تتصدر فيه الصحة والتعليم قائمة طويلة من الأولويات، وهو ما دفع الدولة إلى تبنى نظام صحى جديد متكامل ومستدام وقائم على معايير جودة عالمية. إن نقطة البداية فى رحلة الإصلاح بالمنظومة الصحية المصرية كانت توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة توفير تغطية صحية متكاملة وشاملة للمصريين، بما يحقق التكافل الاجتماعى بين كافة فئات المجتمع. ومن هنا بدأت كافة المؤسسات المعنية بالدولة خطوات حقيقية لتطوير البنية التحتية للمنشآت الصحية والعمل على تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين، وشمل هذا التطوير اتخاذ مجموعة من الإجراءات وتكاتفت المجهودات، وتم تنفيذ العديد من المبادرات الرئاسية التى كان لها أبلغ الأثر فى تحسين الصحة العامة للمصريين.
ولقد كان إنشاء الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية كأول جهة مستقلة مسئولة عن تطبيق «الجودة» بالمنظومة الجديدة ركيزة مهمة لإصلاح وتطوير الرعاية الصحية بالجمهورية الجديدة، من خلال دورها الرائد فى وضع معايير لجودة الخدمات الصحية بأيدى خبراء وطنيين.
وقامت هيئة الاعتماد والرقابة الصحية بإعداد الدليل القومى للتجهيزات الطبية للمستشفيات بالتعاون مع هيئة الشراء الموحد والإمداد والتموين الطبى وإدارة التكنولوجيا الطبية. وانتبهت الهيئة إلى أن ما حققته الدولة من إنجازات فى تطوير المنظومة الصحية يحتاج إلى بناء جيل قادر على الحفاظ على هذه الإنجازات، وضمان مستقبل أفضل للرعاية الصحية فى بلادنا، وتحفيز هذا الجيل على الاستمرار فى التحسين والتطوير الذاتى والعلمى، من خلال تنمية قدراته على التعامل الفعال مع المتغيرات الصحية المتسارعة والاستمرار فى تقديم خدمات صحية بجودة عالية للمرضى. إن الرؤية المستقبلية للمنظومة الصحية فى مصر تستهدف تعزيز الأمن الصحى لأجيال المستقبل والاكتفاء الذاتى بالمجالات الطبية، وذلك من خلال ما نشهده من مشروعات قومية عملاقة ومتطورة، مثل مشروع مدينة اللقاحات والأمصال المصرية، التى تضم عدداً من المنشآت المتقدمة لإنتاج اللقاحات، بالإضافة إلى توطين صناعة الدواء والمستلزمات الطبية لتحقيق الاكتفاء الذاتى والتوسع فى الإنتاج المحلى، بحيث يكون فعالاً وآمناً ومنتجاً وفقاً للمعايير الدولية، ومشروع الجينوم المصرى، الذى يهدف إلى فهم الخصائص الوراثية للسكان لتحسين التشخيص الطبى والعلاجات وتطوير الاستراتيجيات الوقائية الفعالة. لا شك أن مصر تعيش عصراً جديداً يواكب فيه قطاع الرعاية ما يحدث من تطوير فى مختلف القطاعات، وهناك إدراك لضرورة تكامل الجهود بين جميع الشركاء المعنيين بالقطاع الصحى لضمان استدامة الإنجازات التى تحققت والتى تؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بناء نظام صحى متكامل وشامل قادر على تلبية احتياجات المواطنين.
* رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية