بعد 9 أشهر من الحرب على غزة.. اتساع الفجوة بين جيش الاحتلال والقيادة السياسية

كتب: محمود هاني

بعد 9 أشهر من الحرب على غزة.. اتساع الفجوة بين جيش الاحتلال والقيادة السياسية

بعد 9 أشهر من الحرب على غزة.. اتساع الفجوة بين جيش الاحتلال والقيادة السياسية

أظهرت تصريحات دانيال هاجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة، عمق الأزمة على الصعيدين العسكري والسياسي في إسرائيل، لا سيما بعد أن تحدث «هاجاري» حول أهداف الحرب التي وضعتها الحكومة ومعقولية تحقيقها خاصة القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال هاجاري: إن هذا العمل المتثمل في القضاء على المقاومة، هو بمثابة رمي الرمال في عيون الإسرائيلين.. المقاومة فكرة متجزرة في قلوب الفلسطينين، وأي شخص يظن أننا قادرون على القضاء عليها خاطئ».

الأزمة الساسية العسكرية في إسرائيل 

وتعلقيا على هذه التصريحات، قال الدكتور أيمن الرقبن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن تصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال هي اعتراف بالهزيمة بعد أن كان يقول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بداية الحرب أن النصرعلى المقاومة سيكون سريعا، وسيتم القضاء على المقاومة بالكامل.

وأضاف الرقب خلال حديثه مع «الوطن»، أن تصريحات «هاجاري» أوضحت أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي أخذت على عاقتها تدمير المقاومة، قد فشلت في مهمتها.

فيما هاجم نتنياهو تلك التصريحات، وقال إنه يجب الالتزام بأهداف الحرب التي  وضعتها حكومته.

وهو ما رد عليه جيش الاحتلال في بيان قائلاً: إننا نلتزم بالأهداف التي وضعها كابنيت الحرب، ونمتثل لأوامر الجهات السياسية وننفذها.

وتراجع الجيش عن تصريحات «هاجاري»، ووصف حديثه بأنه كان يدورعن صعوبة اجتثاث المقاومة كفكرة، وادعى أنه قد جرى القضاء على معظم قدرات المقاومة التنظيمية وبنيتها التحتية.

تخبط على المستوى السياسي والعسكري

وقال الرقب، إنه بات جلي حالة التخبط بين المستوى السياسي والعكسري في إسرائيل، وظهر ذلك قبل أيام، حين أعلن جيش الاحتلال أنه سيجري هدنة تكتيكية في جنوب قطاع غزة للسماح بإدخال المساعدات الإغاثية والإمدادات الغذائية للفلسطينين، وهو ما هاجمه نتنياهو متسنكرا اتخاذ الجيش القرار منفرداً دون الرجوع إلى الحكومة، قائلاً: «هل هو جيش له دولة، أما دولة لها جيش»، هو ما أفضى إلى إلغاء القرار في الأخير.

وأوضح، أن هذا التخبط يرجع إلى إدراك القيادت العسكرية في إسرائيل، أن قرارات القيادات السياسية ورغبتها في إطالة أمد الحرب سيكون له آثار كارثية على الجيش خاصة بعد عملية رفح التي قتل فيها 8 جنود.

وقال الرقب، إن جيش الاحتلال يخشى، أنه كلما طال أمد كلما طورت المقاومة من قدراتها وأوجعت الاحتلال بشكل كبير.

وأردف الرقب، أن المعطيات الأخيرة قد تعجل بنهاية الحرب، مشيراً إلى ما تحدث عنه جيش الاحتلال بأنه سينتقل خلال الأيام المقبلة من الحرب البرية الواسعة إلى إعادة تموضع وتنفيذ عمليات مركزية خلال تواجده وتوسعه في منطقة نتساريم التي تفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه.

وشق طريق يطلق عليه طريق ديفيد، يصل بين معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم للتمركز في تلك المنطقة.


مواضيع متعلقة