شكرا يا «أنغام» على هذه الأغنية الوطنية

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

بكل مشاعر وطنية، وبكل أحاسيس داخلية، وبكل نبض وحنين للوطن، وبكل انتماء وحب لـ«مصر»، وبكل روعة وحلاوة وهدوء.. قامت المطربة الجميلة الرقيقة (أنغام) بغناء أغنية وطنية فى غاية الجمال، أغنية أعادت لنا العصر الذهبى للأغنية الوطنية التى كان آباؤنا يرددونها طوال فترة الستينات والسبعينات وتحديداً خلال فترة ما قبل حرب أكتوبر وما بعدها.

أغنية «أنغام» تربعت على عرش الأغانى الوطنية وجاءت بعد (١٠) سنوات من صدور أغنية (تسلم الأيادى) التى ألّفها ولحّنها وشارك فى غنائها نقيب الموسيقيين الحالى «مصطفى كامل» والتى أخرجت منا الروح الوطنية الكامنة طوال فترة الفوضى منذ أحداث ٢٥ يناير وحتى يونيو ٢٠١٣.. خرجت مشاعرنا مع «تسلم الأيادى» وتحديداً مع احتفالات مصر بنجاح ثورة (٣٠ يونيو ٢٠١٣)، غنيناها، رقصنا عليها، ما زلنا نحبها وتُحرّك مشاعرنا لدرجة أن دموعنا تنهمر ونحن نُردد كلماتها.

أغنية «أنغام» الوطنية تقول (آدى بلدنا وادى الرجالة جاهزين، مين يتعدى حدوده ع المصريين؟!، آدى الأرض وادى الرجالة واقفين، مسكنا فى إيدنا كتاب وحلفنا يمين، «حَلِّفونا.. حَلِّفونا»، ع الأمانة اللى فى إيدينا، «حَلِّفونا.. حَلِّفونا»، إن إحنا نشيلها فى عينينا، «حَلِّفونا.. حَلِّفونا»، ع الأمانة اللى فى إيدينا، «حَلِّفونا.. حَلِّفونا»، عمرنا ما نفرط فى سينا).

«الكوبليه الأول» يقول (بلدى ترابها دهب وحجرها ياقوت، لو هانموت علشانه أهلاً بالموت، قد الدنيا فى إيد بعضنا ماسكين، ومع الحق وقفنا ومش ساكتين، أم الدنيا ووعد الحر ده دين، تفضلى حرة يا مصر ليوم الدين).

«الكوبليه الثانى» يقول (إحنا تاريخنا فى كل كتاب مكتوب، عُمر المصرى ما خاف ولا بات مغلوب، قول يا تاريخ ولا اسكت واحنا نقول، إحنا شداد على إيدنا الشدة تزول، جيل بيورّث جيل جدعنة وأصول، أرضى حتفضل أرضى ده باب مقفول).

(أنغام) بالفعل هى «صوت مصر» عن حق وعن جدارة وعن استحقاق، غناؤها لهذه الأغنية الوطنية جعلها تتربع على عرش الغناء ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى كله، «أنغام» نجحت نجاحاً باهراً فى الأغنية العاطفية، ونتذكر لها أغانى (شنطة سفر، لا لى لى لالى، إلا أنا، يا أعز وأغلى وأطيب قلب، وحدانية، وقدرت خلاص تبعد عنى، أنا عايشة حالة، ساندة عليك، أستنى إيه؟ بفكر فيك).

أول مرة استمعت لأغنية «أنغام» (حَلِّفونا) كانت فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة احتفالاً باليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر فى أكتوبر ٢٠٢٣، والمرة الثانية استمعت لها أمس خلال بثها فى (إذاعة راديو مصر) فى تمام الساعة العاشرة والربع صباحاً وأنا أقود سيارتى، بصراحة أعطتنى هذه الأغنية طاقة إيجابية.

كُنت فى حاجة إلى مثل هذه الأغنية لكى تساعدنى على تثبيت حالة التفاؤل التى تنتابنى خلال الفترة الأخيرة، كلماتها مُعبرة جداً عن الحالة التى نعيشها -نحن المصريين- الآن، لأننا نحن مستعدون للفداء والتضحية ونُكران الذات وتقديم أرواحنا فداء للوطن، حالة جميلة عبّرت عنها (أنغام) لذلك أقول: شكراً «أنغام» على حُسن اختيارك للكلمات والألحان وغنائك لها بإحساس وطنى خالص من مطربة مصرية نعتبرها «صوت مصر».