د. نجوى بدر تكتب: الذكاء الاصطناعي.. واقع مفروض ومستقبل واعد

د. نجوى بدر تكتب: الذكاء الاصطناعي.. واقع مفروض ومستقبل واعد
- "وظائف المستقبل"
- الذكاء الاصطناعى
- الأمن السيبرانى
- البيانات والحوسبة السحابية
- "وظائف المستقبل"
- الذكاء الاصطناعى
- الأمن السيبرانى
- البيانات والحوسبة السحابية
يشهد العالم اليوم تطوراً تكنولوجياً ملحوظاً أعقبته ثورة فى مجال الذكاء الاصطناعى الذى بات مصطلحاً متداولاً، خاصة بعد إصدار العديد من التطبيقات الحيوية المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعى، فأصبح التعريف به ليس مقتصراً فقط على المتخصصين فى المجال التكنولوجى بل وعلى غيرهم فى العديد من المجالات المختلفة التى سيسهم الذكاء الاصطناعى فى تطويرها بشكل ملحوظ.
من هنا جاء اهتمام الدولة المصرية بالتوسع فى تبنى التكنولوجيات الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى، فجاء إنشاء مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية ليبرهن على هذا الاهتمام بخطوات جادة تخطوها الدولة المصرية نحو المستقبل فى ظل التحديات الراهنة.
ولأن المستقبل يبدأ من اليوم وليس الغد، فإن الاهتمام اليوم منصب على إعداد كوادر مؤهلة لمواجهة هذا التطور المذهل، ولقد جاءت دعوة فخامة السيد الرئيس لإلقاء الضوء على أهمية دراسة المجالات التكنولوجية المختلفة من أجل تعزيز استخدام تلك التكنولوجيات، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعى، فى المجالات المختلفة نظراً لما يقدمه من حلول ابتكارية للعديد من المشكلات فى عدة قطاعات منها القطاع الاقتصادى والاجتماعى والطبى والتعليمى وغيرها.
إن بناء تلك المنظومة التكنولوجية يعيد تشكيل المستقبل ويفتح أبواباً لفرص جديدة، كما أنه يمهد الطريق أمام بناء أسواق عمل جديدة، ما يحتم علينا أولاً التركيز على كيفية نشر الوعى بالمتغيرات المتلاحقة والتعريف بكيفية مواكبتها والاستفادة منها، وثانياً العمل على إنشاء جيل جديد قادر على مواجهة تلك التغييرات بشكل فعال ومؤثر وصقل قدراته ومهاراته، وأخيراً محو أى مغالطات تعنى بالمستقبل والتأثير السلبى للذكاء الاصطناعى وغيره من التطورات المختلفة التى تدفع المجتمع لمقاومة التغيير عوضاً عن مواكبة ركب التطور.
ومن أهم سبل بناء تلك المنظومة هو تطويع المناهج الدراسية فى المؤسسات التعليمية المختلفة بدءاً من المراحل الدراسية الأولى وحتى المرحلة الجامعية، ما دفع العديد من الكليات والمعاهد لإعادة النظر فيما تقدمه من برامج مختلفة، لتتم إضافة العديد من البرامج بالتعاون مع كبرى الجامعات الدولية من أجل الوقوف على أهم المستجدات فى المجال التكنولوجى.
ولعل التجربة الرائدة فى كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس بتدريس 4 برامج متنوعة منذ نشأتها، بالإضافة إلى 6 برامج للشهادة المزدوجة من جامعة إيست لندن الدولية، تعد محل فخر وإعجاب. فلقد نجحت الكلية فى استقطاب ما يزيد على 1000 طالب سنوياً لدراسة تلك البرامج، مع تزايد ملحوظ فى الأعداد المقبولة سنوياً.
وتشمل برامج الدراسة التخصصات: نظم المعلومات وعلوم الحاسب، ونظم الحاسبات، والحسابات العلمية المعتمدة، بالإضافة إلى برامج الشهادة المزدوجة وهى: تقنية المعلومات الحيوية، هندسة البرمجيات، الوسائط المتعددة، الأمن السيبرانى، الذكاء الاصطناعى وحوسبة الروبوتات، وذلك من أجل الوقوف على المعايير الدولية ومتطلبات سوق العمل المحلية والإقليمية والدولية.
إن إقبال الشباب المصرى على دراسة الذكاء الاصطناعى وغيره من المجالات المرتبطة به كالأمن السيبرانى، بل وتفوقه فى المسابقات العالمية، هو أكبر دليل على أننا فى مصر نسير بخطوات واعدة نحو المستقبل، ما نراه من تطور ملحوظ ووعى شامل يدفعنا قدماً لتوطين صناعة التكنولوجيا لنكون من أولى الدول المصدرة للبرمجيات لما نمتلكه من ثروة شبابية واعدة.
*عميد كلية الحاسبات والمعلومات - جامعة عين شمس