حكاية شبيهة الأميرة فوزية النمساوية.. ما علاقتها بـ«الواي فاي»؟

حكاية شبيهة الأميرة فوزية النمساوية.. ما علاقتها بـ«الواي فاي»؟
- هيدي لامار
- الأميرة فوزية
- الوايفاي
- شبيه الأميرة فوزية
- هيدي لامار
- الأميرة فوزية
- الوايفاي
- شبيه الأميرة فوزية
في الأربعينيات من القرن العشرين، كانت هيدي لامار واحدة من أكثر سيدات هوليوود شهرة، لفتت الانتباه لجمالها الملكي ووصفها العرب بـ«شبيهة الأميرة فوزية»، إلا أن «لامار» كان لها حكاية خاصة خلدت ذكراها حتى الآن، هل تساءلت يومًا عن مخترع «الواي فاي»؟، أو من صاحب أول فكرة لمرشد رحلتك على خرائط جوجل الـ«gps»؟، أو من صاحب فكرة البلوتوث؟، كل هذه التقنيات ما كانت لتكون بيننا الآن بدون «لامار»، فما حكايتها؟.
هيدي لامار خلف الشاشة الصغيرة
في الساعات الأخيرة انتشرت صور هيدي لامار، نجمة هوليوود ذات الأصول النمساوية، ولسبب ما قارنوها بالأميرة فوزية لشدة التشابه بينهما؛ لكن لم يجذبهم الجمال وحده فقد أعادوا الحديث عن اختراعاتها التي نستخدمها بشكل يومي، ما حكايتها؟.
دخلت هيدي لامار عالم هوليوود واشتهرت بجمالها الشديد، لكن بعيدًا عن الكاميرات، أدى شغفها بالابتكار إلى ظهور تكنولوجيا الاتصالات اللاسلكية التي نعتبرها أمرًا مفروغًا منه اليوم، وُلدت «لامار» واسمها الحقيقي هيدويغ كيسلر، في فيينا عام 1914، كان والدها، مدير البنك، ووالدتها، عازفة البيانو، تلقت دروس الباليه، ودروس العزف على البيانو والتدريب على الفروسية، وفق موقع«history».
وفي مرحلة مبكرة جدًا، كان هناك دلائل على أن هيدي نابغة، في الخامسة من عمرها، قامت بتفكيك صندوق الموسيقى وأعادت تجميعه قطعة قطعة، وفي شوارع فيينا المزدحمة، كان الأب يشرح لها كيفية عمل عربات الترام وكيف يتم توليد الكهرباء في محطة التوليد.
يقول المؤرخ الحائز على جائزة بوليتزر، ريتشارد رودس، والذي كتب سيرة ذاتية عن «هيدي»: «لم تكبر هيدي وهي تتلقى أي تعليم تقني، لكن كان لديها هذا الارتباط الشخصي.. أحبت والدها كثيرًا، الحياة أعدتها على ما كانت عليه حقًا، نوعًا من المخترعين الهواة».
هاجرت إلى الولايات المتحدة عام 1937، وعلى متن السفينة المتجهة من لندن إلى نيويورك قادتها الصدفة لمقابلة المنتج السينمائي لويس بي ماير، الذي سرعان ما رأى فيها نجمة عالمية لفتت انتباهه بجاذبيتها.
ومنذ أن فُتحت لها أبواب هوليود على مصراعيها شاركت في أكثر من 25 فيلمًا، وظهرت أمام الرجال البارزين الأكثر شهرة في Tinseltown، وتواصلت اجتماعيًا مع الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي وقطب الأعمال هوارد هيوز.
وكما هو الحال مع العديد من الأدوار النسائية في ذلك الوقت، كانت مهنة «لامار» تعتمد على مظهرها، وكانت لعنة الجمال سببًا لإصابتها بالإضطرابات النفسية بسبب ارتباطها أكثر من مرة ثم الزواج سرًا والانفصال، ومن هنا اختارت لنفسها طريقًا آخر، يعالج أوجاعها النفسية، كان العلم والاختراعات.
بعد العمل لمدة 12 أو 15 ساعة يوميًا في MGM Studios، كانت تتخطى حفلات هوليوود أو تتجول مع أحد خاطبيها وتجلس بدلاً من ذلك على «طاولة الاختراع» الخاصة بها.
أسرار من بيت هيدي لامار
في بيت هيدي لامار توجد طاولة ابحاث علمية وجدار كامل مليء بالكتب الهندسية، وعلى الرغم من أنها لم تكن مهندسة أوعالمة رياضيات كما أعدها والدها، إلا كانت بارعة في حل المشكلات، كانت معظم اختراعاتها عبارة عن حلول عملية لمشاكل يومية، مثل علبة المناديل المرفقة لوضع الأنسجة المستعملة أو طوق الكلب المتوهج في الظلام.
خلال الحرب العالمية الثانية، طورت «قفز التردد»، وهو اختراع يُعرف الآن بأنه تقنية أساسية للاتصالات الآمنة، ولم تحصل على الفضل في هذا الابتكار إلا في وقت متأخر جدًا من حياتها.
في إحدى ليالي عام 1940، التقت هيدي برجل في حفل عشاء، كان جورج أنثيل ملحنًا موسيقيًا رائدًا فقد شقيقه في الأيام الأولى للحرب «النازية».
وخلال إحدى الليالي الموسيقية تشارك الصديقان لعبة مكنتهما من الوصول لإشارات الترددات، يمنعون بها الألمان من التشويش على إشارة الراديو ببساطة، والحل مستوحى من حبهما المتبادل للبيانو.
كانا يجلسان معًا على البيانو، ويبدأ أحدهما في عزف أغنية مشهورة بينما يرى الآخر مدى سرعة التعرف عليها والبدء في العزف عليها، ثم خطرت على بال هيدي وأنثيل لأول مرة فكرة قفز التردد.
إذا كان هناك موسيقيان يعزفان نفس الموسيقى، فيمكنهما التنقل حول لوحة المفاتيح معًا في مزامنة مثالية، وإذا كان الشخص الذي يستمع لا يعرف الأغنية، فليس لديه أي فكرة عن المفاتيح التي سيتم الضغط عليها بعد ذلك، بمعنى أن «الإشارة» مخفية في الترددات المتغيرة باستمرار.